تسجيل الدخول

قصة الصداقة الطويلة بين أحمد مظهر ونجيب محفوظ

2020-09-29T13:36:20+02:00
2020-09-29T13:36:54+02:00
واحة الأدب
زاجل نيوز29 سبتمبر 2020آخر تحديث : منذ 4 سنوات
قصة الصداقة الطويلة بين أحمد مظهر ونجيب محفوظ

عادة ما تجمع نجوم الفن علاقة صداقة لطبيعة عملهم وأحيانًا تجمع الكتاب ونجوم الفن أيضًا علاقة صداقة، إلا أن صداقة الكاتب الكبير الأديب نجيب محفوظ والفنان أحمد مظهر كانت سابقة على علاقة أحمد مظهر بالفن والسينما، فالفنان أحمد مظهر مواليد العام 1917، كان ضابطًا في سلاح الفرسان في الجيش المصري، ولقب أيضًا فيما بعد بفارس السينما لحبه الشديد لركوب الخيل، وقد ترك سلاح الفرسان بالجيش والتحق بالفن لحبه الشديد للسينما، ومن أبرز الأدوار التي جعلت منه فارس السينما “الناصر صلاح الدين – واسلاماه – رد قلبي” وغيرها من الأدوار.

وربطت بين الأديب الكبير نجيب محفوظ وفارس السينما أحمد مظهر علاقة صداقة عميقة لم تنتهي سوى بوفاة الفنان أحمد مظهر، وكان إطار الصداقة “شلة الحرافيش” وهم مجموعة من الأصدقاء المقربين من نجيب محفوظ، وكانت تضم كتاب وفنانين منهم أحمد مظهر ومصطفى محمود وصلاح جاهين وغيرهم.

وقال نجيب محفوظ إن تفسير كلمة حرافيش هي كلمة “تركية تعني حارة مفيش أو لا يوجد حارة” وهي المقصود بها الصعاليك أو بسطاء القوم”، وأوضح في أحد اللقاءات التلفزيونية النادرة، أن واحة الراحة الحقيقية هي تجمع الأصدقاء وقال إن علاقة صداقته بمظهر كانت في العام 1943، قبل دخول أحمد مظهر مجال الفن من الأساس، وقال محفوظ:” قبل أن يعمل أحمد مظهر في الفن كان يحب التصوير ويحب اللقطات الفنية، وكتبت سيناريوهات بعد ذلك كان هو بطلها منها الطريق المسدود، ومكنتش أعتقد في البداية إن ده مؤشر على نجم داخله”.

وقال محفوظ عن شلة الحرافيش: “في رحلتنا للحسين، كنا نجلس إما في زقاق المدق أو الفيشاوي، وعندما عرفت قهوة الفيشاوي أحببتها جدًا، و”علي بابا” فهي قهوتي الخاصة التي أذهب إليها في الصباح الباكر؛ لأنها الوحيدة التي تفتح 24 ساعة”، عمل نجيب محفوظ كسيناريست لبعض الأفلام التي كان أحمد مظهر بطلًا لها أو شارك فيها، منها أول تعاون بينهما في فيلم “الطريق المسدود” عام 1957، وفيلم “الناصر صلاح الدين” عام 1963، و”جميلة بو حريد” الذي يروي قصة المناضلة الجزائرية جميلة بوحريد عام 1958، من إخراج العالمي يوسف شاهين.

وفى أحد أعداد مجلة الكواكب عام 1968 تقمص الفنان الكبير أحمد مظهر دور الصحفى، وأجرى حوارا مع صديقه الأديب الكبير نجيب محفوظ سأله فيه عن رواياته وأعماله، وحمل الحوار الكثير من روح الود والدعابة بين الفنان الكبير والأديب العالمى، وقال أحمد مظهر عن صداقته للأديب العالمى: “نجيب محفوظ هو صديقى الأول ولا يعلو عليه أحد فى قلبى”، وبدأ الحوار بدعابة سأل فيها نجيب محفوظ الفنان أحمد مظهر، قائلا: “أنت ناوى تبقى صحفى.. أُمال الصحفى يشتغل إيه؟”، فأجابه مظهر، قائلا: “أى حاجة إلا التمثيل دى نصيحة لوجه الله”، وسأل مظهر الأديب الكبير عن رأيه فى فيلم قصر الشوق، فأكد محفوظ أنه معجب بالفيلم، مشيدا بدور المخرج حسن الإمام ووصفه، بأنه “روح الفيلم وعصبه”، مؤكدا أن إيرادات الفيلم أثبتت نجاحه.

وحول ما قيل عن فيلم قصر الشوق في ذلك الوقت، وجه أحمد مظهر سؤالا لنجيب محفوظ، وقتها هل الفيلم عرض جنسى صارخ من النوع الذى لا يألفه المجتمع، فأجاب محفوظ قائلا: “والله أنا محتار بقى كل الأفلام اللى بتتعرض من 20 سنة فيها جنس فقط، وقصر الشوق فيه جنس صارخ، أنا عاوز أسأل ليه بنقبل الجنس الأجنبى ونكره الجنس المصرى وفيه نقطة هامة، الجمهور لا يتخيل أنه يرى فيلما من غير جنس، والجنس معروض فى فيلم قصر الشوق بعلاج ومناسبة”.

ووصف نجيب محفوظ الكاتب والأديب خلال هذا الحوار بأنه مثل “عربية الرش” لأنه لا بد أن يمتلئ من أدب الآخرين ليعطى الآخرين، مشيرا إلى أن معظم الأدباء فى مصر متعبين؛ لأن معظمهم غير متفرغ، وكثير منهم موظفون حكوميون أو صحفيون، وهناك غيرهم مدفونون، وسأل مظهر نجيب محفوظ، قائلا: “يصفونك بأنك كاتب الأزقة والحوارى وشوارع المدن فقط، وأنك لم تهتم بالقرية، فأجاب الأديب العالمى: “عندك حق، لكن من أين أجد الوقت لكى أذهب إلى الريف وأعيش فيه، وعلشان أكتب عن الريف لازم أكون منفعل بالريف تماما كما انفعلت بالأزقة والحارات، وحتى يظهر الأدب واقعيا صادقا ومعبرا”.

وقد استمرت صداقة الكاتب الكبير نجيب محفوظ بالفنان أحمد مظهر حتى وفاته في العام 2002، فيما توفي نجيب محفوظ في العام 2006، بعد سنوات قليلة من وفاة صديقه.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.