تسجيل الدخول

قتِل جوليو بوحشية تعذيباً وصعقاً بالكهرباء… لغز شاب دفع ثمن أحلامه

zajelnews2015 zajelnews201527 فبراير 2016آخر تحديث : منذ 8 سنوات
قتِل جوليو بوحشية تعذيباً وصعقاً بالكهرباء… لغز شاب دفع ثمن أحلامه

20160202_142205_5276_841393_large_862373_large

لم تتوصل السلطات المصرية إلى تحديد هوية مرتكبي جريمة قتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني (28 عاماً) الوحشية، والتعرف إلى دوافعهم لارتكاب الجريمة. لكن الداخلية المصرية، وفقاً لما نقله موقع شبكة “ـسي أن أن” الصادر بالعربية، نشرت في صفحتها الرسمية الأربعاء 24 منه بياناً أفادت فيه بأن “التحقيق في القضية يشير إلى أن “الشبهة الجنائية أو الرغبة في الانتقام لدوافع شخصية”.

من جهتها، اختصرت جريدة ” لا ريبوبليكا” الإيطالية مطالبة السلطات المحلية الرسمية وعائلة ريجيني بجلاء الحقيقة من خلال جملة:” روما تريد معرفة الحقيقة”. وأوضح وزير الخارجية الإيطالية باولو جينتيلوني في تصريح نقلته عنه وكالة “رويترز” الأربعاء 24 منه، أمام البرلمان ” أن بلاده تريد الحصول على أدله بعينها”. آمل “أن يكون التعاون المصري مع فريقنا للتحقيق أكثر فاعلية”.

من إيطاليا … إلى لغز اختفى يوم 25 كانون الثاني
عثر على جثة ريجيني ملقاة نصف عارية على طريق في القاهرة وعليها آثار تعذيب بعد اختفائه يوم 25 كانون الثاني الماضي الذي يوافق الذكرى الخامسة لإندلاع الإنتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك عام 2011. وجدت الجثة بعد 10 أيام من فترة اعتقال ريجيني حيث ظهرت آثار تعذيب وحشية. نقلت وكالة “رويترز” في تقرير نشرته في 14 منه أن ” تقرير التشريح أظهر أن ريجيني تعرض للضرب على مؤخرة رأسه بآلة حادة”. من جهته، أشار وزير الداخلية أنجيلينو ألفانو نقلاً عن المصدر نفسه إلى أن “تشريحاً ثانياً جرى في إيطاليا أظهر تعرض القتيل لشيء لا إنساني ووصفه بالحيواني”. نقلت الوكالة عن مصدر في الطب الشرعي “أن الجثة كانت تحمل علامات صعق بالكهرباء في العضو الذكري وإصابات داخلية في مختلف أنحاء جسمه ونزيفاً بالمخ، إضافة إلى علامات تدل على جروح قطعية بآلة حادة، يشتبه في أنها شفرة حلاقة. كما ذكر المصدر نفسه أنه “مات ببطء مرحجاً أن يكون الطالب تعرض أيضاً إلى اعتداء بعصى و لكم وركل”.

ونقلت شبكة الـ”ـسي آن آن” أن ” ريغيني، الذي كان طالب دكتوراه في العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة كامبريدج البريطانية، قصد مصر منذ 6 اشهر ليجري بحوثاً عن النقابات العماالية المصرية”. عرضت الشبكة بعض ما جاء في بحثه الذي تناول فيه “قمع نظام السيسي الذي أضعف جدياً مبادرات نقابات العمال”. اختتم ريغيني بحثه وفقاً للمصدر ذاته أنه “في إطار السياق السلطوي والقمعي تحت قيادة الجنرال السيسي، تظهر مبادرات شعبية وعفوية لكسر جدار الخوف، وهو في حد ذاته حافز رئيسي للتغيير… تحدي النقابات لحالة الطوارىء ونداءات الطوارىء ونداءات النظام من أجل الإستقرار الإجتماعي- والذي يبرره بـ”الحرب على الإرهاب – يدل على استجواب جريء للخطاب السياسي الذي يستخدمه النظام لتبرير وجوده وقمعه للمجتمع المدني”.
وقد عرض لهذا الواقع في مقالات صحافية عدة نشرها في صحف إيطالية عدة. اللافت أن الـ”ـبي بي سي” البريطانية نقلت في الرابع من الشهر الجاري عن جريدة “الإندبندنت” أن ” أحد أصدقائه نقل للصحيفة أنه كان يسعى إلى مقابلة عدد من نشطاء حقوق العمال”. وأشار أيضاً إلى أنه “تجنب لقاءهم في المدة القريبة من 25 كانون الثاني لكي لا يتخذ الموضوع منحى سياسياً، علماً أن أحد أصدقائه الذي أعطى هذه المعلومة للجريدة المذكورة ذكر أنه تم التحقيق معه على خلفية هذا الموضوع بعد اختفاء ريجيني”.

“غضب” غير مسبوق
نقل “موقع “دايلي مايل” في تحقيق ميداني صدر اليوم الخميس 25 منه أن أكثر من 3 آلاف شخص حضروا جنازة ريجيني في بلدة فيوميشلو، مسقط رأسه الكائن في شمال شرق إيطاليا. ولفت التحقيق إلى أن القاطنين في بلدته ورفاقه في الجامعة كانوا في استقبال جثمانه بحسرة كبيرة في حضور رئيس مجلس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتزي الذي طالب “السلطات المصرية بالحقيقة”.
بدا مؤثراً أن يواكب الناس والدة جوليو السيدة باولا ريجيني التي أصرت على إلقاء رسالة وداعية لأنها في قاعة الرياضة التي كان يقصدها جوليو في البلدة. لم تتمكن وفقاً للمصدر نفسه أن تتلو الكلمات التي قرأها عنها صديق للعائلة، وقال فيها:” أشكرك يا جوليو لأنك علمتني الكثير. سيرسخ في قلبي التفاعل الإيجابي الذي طبع تفكيرك. كنت دائماً تتمايز بطريقة تفكير إيجابية وسليمة عن أنماط الحب أو تسلك نمط تفكير صائب للتفاهم مع الناس وبناء جسور متينة معهم من خلال قبول الآخر. ما أتوق إليه ألا تنسى أنني أحبك كثيراً”.
حمل رفاقه ومحبوه الشموع والورود وجاؤوا ليواكبوه إلى مثواه الأخير. رئيس البلدية أنيو سكريدل ذكر أن “ما مر فيه ابننا هو بمثابة كابوس لكل سكان بلدتنا”. وجدد التزامه دعم العائلة ولا سيما والدته بولا التي أصرت على رؤيته جثة ابنها قبل دفنه. وأشار إلى تأثرها الشديد وانزوائها في المنزل بعد انتهاء مراسم الدفن”.
بعد هذه الفاجعة، ألغى 90 في المئة من السواح الإيطاليين سفرهم إلى مصر. أما الجهات الرسمية في إيطاليا، فكان لها مواقف حاسمة مطالبة بجلاء الحقيقة. فقد قطعت وزيرة التنمية الإيطالية، التي وصلت يوم إعلان خبر الوفاة إلى القاهرة، زيارتها وعادت لبلادها. وتوالت التصريحات الرسمية عن عدم تلقي فرق التحقيق الايطالية أي مساعدة من الشرطة المصرية في التحقيق.

روايات متناقضة
تزامن اختفاءه، وفقاً لما نقلته بعض الصحف، مع تدابير أمنية كثيفة في الشوارع والميادين الرئيسية في القاهرة وذلك خوفاً من وقوع أي اضطرابات في ذكرى ثورة 25 يناير. كما تداولت بعض الصحف خبراً قبل وفاة الطالب الإيطالي ذكرت فيه ” أن قوات الأمن” ألقضت القبض على أجنبي في يوم 25 كانون الاول يناير في محافظة الجيزة أي على بعد 10 كيلومترات من محطة المترو وهو آخر مكان ظهر فيه ريجيني قبل اختفائه.
من جهة أخرى، ذكرت صحيفة “اليوم السابع” في 17/2/2016 سيناريوات عدة لمقتل جوليو ريجيني ولكنها رجحت سيناريواً معيناً، وذكرت أسباب ترجيحها لهذا السيناريو. وأشارت الصحيفة إلى أن قتلة ريجيني هم “جماعة الإخوان المسلمين”. ولفتت إلى أن مقتله “مؤامرة ضد عبد الفتاح السيسي، وذلك لإحراجه أمام الدول الأوروبية والعالم. ولفتت إلى “أن جماعة الإخوان يريدون إظهار السيسي بأنه لا يصلح لرئاسة البلاد”.
نشرت أيضاً الصحيفة نفسها تقريراً بعنوان “5 حقائق مجهولة في قضية ريجيني” أكدت فيه تلكؤ وزارة الداخلية وتعمدها عدم اتخاذ خطوات جدية توصلها لقتلة الطالب الإيطالي. وكشفت جريدة “الإندبندنت” البريطانية التضارب في التصريحات التي أصدرها المسؤولون المصريون، ومنها ما ذكره اللواء خالد سلبي من الشرطة المصرية أن الطالب كان ضحية حادث سيارة بينما ذكر السفير المصري في إيطاليا أن الحكومة المصرية ستتعاون بشكل كامل للتوصل إلى الضالعين في الجريمة.
الى ذلك، جرى التداول برسم كاريكاتوري لجريدة “الوطن” يلمح الى ضلوع الشرطة في قتل الطالب الإيطالي، والتسبب في ورطة لنظام عبد الفتاح السيسي . وتضمن الكاريكاتور الذي جاء بعنوان “توتر العلاقات المصرية الإيطالية” حواراً بين ضابط شرطة وهو يعاتب مساعده الأقل في الرتبة، قائلاً له: “عاجبكم اللبش (الورطة) اللي إحنا فيه ده، مانتو ليل نهار بتعذبوا في المصريين ومحدش اشتكى، كان لازم يعني تعذبوا الواد الإيطالي ده( في إشارة لجوليو ريجيني)”.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.