ابتكر فريق بحثي مكون من مركز الإمارات لأبحاث التنقل بجامعة الإمارات ودائرة الصحة ومركز الصحة العامة بأبوظبي منهجية رياضية جديدة للتنبؤ بالأوبئة، باستخدام بيانات التنقل الضخمة لحركة مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي، والتي تعمل أيضا كأداة لتقييم تأثير الاجراءات الاحترازية، مثل قرارات العمل عن بعد وحظر التجول وغيرها على معدل انتشار الوباء.
زاجل نيوز، ٢٦، تموز، ٢٠٢٢ | اخبار الخليج
شارك في البحث من مركز الإمارات لأبحاث التنقل بجامعة الإمارات الدكتور حسن عمير والدكتور عبدالصمد تريدان والدكتور حمد الجسمي، ومن مركز أبوظبي للصحة العامة بأبوظبي الدكتورة فريدة الحوسني، ومن دائرة الصحة بأبوظبي الدكتور بشير أدن والدكتور اندرسون ستانكيول.
وأفادت المدير التنفيذي لإدارة الأمراض المعدية في مركز أبوظبي للصحة العامة الدكتورة فريدة الحوسني أن علم نمذجة الأوبئة علم قديم، وفي حلته التقليدية يستند على البيانات الطبية لمعطيات عديدة يتم رصدها عن فترة ماضية للتنبؤ بفترة لاحقة في زمن الوباء، وهذه الطريقة بالرغم من أنها هي الأساس في علم نمذجة الأوبئة، إلا أن الحلقة المفقودة كانت في كيفية ربط هذه التنبؤات بفاعلية قرارات الاجراءات الاحترازية التي تتخذها الدولة للحد من انتشار المرض، فكانت فكرة البحث في ابتكار منهجية جديدة لربط هذه القرارات رياضياً بالواقع الاجتماعي للتنقل والتي استطعنا أن نثبت علاقتهما الطردية الوثيقة بزيادة ونقصان أعداد المصابين، وبالتالي أصبح لدينا منهجية لتقييم القرارات الأكثر فعالية سواء لهذا الوباء أو لأي وباء لاحق.
ومن جانبه ذكرمدير مركز الإمارات لأبحاث التنقل الدكتور حمد الجسمي أن الفرضية العلمية كانت أن كل ما كان المجتمع أكثر ديناميكية في تنقلاته، خصوصاً ما بين الأماكن المزدحمة وبؤر الإصابات، كان المرض أسرع انتشاراً، وهكذا يكون لدينا مؤشر للتنبؤ غير المباشر للأعداد المتوقعة للإصابات، وأيضاً أداة لتوجيه وتقييم قرارات الاجراءات الاحترازية التي من شأنها الحد من ديناميكية التنقل غير الآمن وبالتالي الحد من انتشار المرض.
وقال: استندنا على البيانات الضخمة لحركة مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي التي وفرتها لنا شركة فيس بوك، وهي تشمل تنقلات مستخدمي خدمة وتساب وانستقرام، ولا تحتوي على معلومات تخص هويات المستخدمين، وبعد العديد من التجارب والمقارنات التي أجريناها تبيّن أن هذه النماذج المبنية على البيانات الضخمة للتنقل لا تقل دقة في كثير من الأحيان عن النماذج التقليدية المبنية على البيانات الطبية صعبة الوصول، وقد نشرنا نتائجنا البحثية بمجلة “نمذجة الأمراض المعدية” المصنفة ضمن أفضل المجلات العلمية بمجال السياسات الطبية ليستفاد من تجربة الإمارات البحثية فيما يخص علم النمذجة الرياضية للأوبئة.
جدير بالذكر أن الفريق البحثي عمل سابقاً على مشروع “النمذجة الرياضية لديناميكية انتشار فيروس كورونا” الحاصل على جائزة الإمارات تبتكر لعام 2021 عن فئة “أفضل ابتكار لتحقيق الريادة الرقمية” ويعد هذا البحث الجديد استكمالاً للتعاون البحثي القائم بين جامعة الإمارات ودائرة الصحة ومركز الصحة العامة بأبوظبي في مجال علم نمذجة الأوبئة.
زاجل نيوز