من منا لم يحلم بالعثور على سر الشباب؟ الآن ربما استطاع العلماء تحديد المسار المؤدي إلى ذلك، وهو المشي السريع، فمن خلال الانغماس في هذا النشاط ستبقى خلايانا شابة لمدة أطول، وذلك بناء على دراسة أجريت في المملكة المتحدة على 400 ألف شخص.
ونشرت صحيفة “لوبارزيان” (le parisien) الفرنسية تقريرا للكاتبة جيال لومبارت حول دراسة نُشرت في مجلة “كميونيكيشنز بيولجي” ( Communications Biology)، تقول فيها إن الباحثين من جامعة ليستر في المملكة المتحدة يعتقدون أن هذه الممارسة الرياضية ستمنح الفرد الذي يبلغ من العمر 56 عاما عمرًا بيولوجيًّا أقل من عمره بـ16 عامًا.
وأوضحت الصحيفة أنه للوصول إلى هذا الاستنتاج المذهل، درس العلماء البيانات الجينية لـ405 ألفا و981 بريطانيًّا، إذ قاموا على وجه التحديد بقياس ما يسمى طول “تيلومير” (telomere) خلايا الدم البيضاء، وهي نهايات الكروموسومات التي تحمي الأقسام الأخرى، تلك التي تحتوي على الجينات، من التلف المرتبط بالزمن.
لشيخوخة
فعندما تنقسم الخلايا تصبح هذه التيلوميرات أقصر شيئًا فشيئا إلى أن تفقد الخلايا قدرتها على التكاثر، ويُعتقد أن تراكم الخلايا الشائخة في الجسم يسهم في الشيخوخة والأمراض ذات الصلة، لذلك فإن طول التيلومير هو علامة على العمر البيولوجي.
وذكرت الصحيفة أنه للمرة الأولى توصلت دراسة إلى وجود علاقة سببية واضحة بين سرعة المشي وطول تيلوميرات خلايا الدم البيضاء، وبالتالي التقدم في السن؛ حيث قال المؤلف الرئيسي للدراسة بادي ديمبسي “يمكن أن تكون الشدة التي يتم بها أداء حركة المشي القوية مهمة للصحة، بغض النظر عن الوقت الإجمالي للممارسة”.
المشي السريع لمدة 10 دقائق فقط
ويقترح الباحث أن تكون ممارسة المشي الرياضي، على سبيل المثال، في الطريق إلى محطة الحافلات أو في الطريق إلى العمل، فالتحرك بوتيرة طبيعية وليس ببطء سيكون له تأثير أيضًا، حيث يتوافق المشي السريع مع سرعة تزيد عن 4 أميال (6.4 كيلومترات) في الساعة، والمشي البطيء أقل من 3 أميال (4.8 كيلومترات) في الساعة، أما الخطوة المتوسطة فهي بين الاثنين.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في عام 2019، أظهر باحثون في جامعة ليستر بالفعل أن المشي السريع لمدة 10 دقائق فقط في اليوم يرتبط بعمر أطول.