تسجيل الدخول

عائلات تتعرف إلى جمالية الأردن ومناطقه الخلابة…والسبب كورونا

زاجل نيوز30 أغسطس 2020آخر تحديث : منذ 4 سنوات
عائلات تتعرف إلى جمالية الأردن ومناطقه الخلابة…والسبب كورونا

من شوارع وبيوت السلط القديمة، مروراً بكنائس مادبا وفسيفسائها، الى صحراء وادي رم والعقبة، وغابات عجلون والشمال بربوعه الخضراء؛ كلها مناطق باتت تحرص العائلات في أي فرصة أو عطلة بالذهاب اليها. الانطلاق نحو المحافظات والقرى بأماكنها الخلابة والتركيز على السياحة الداخلية واكتشاف مناطق جديدة وطبيعة مبهرة؛ كانت تلك من أبرز الايجابيات التي خلفتها جائحة كورونا بهذه الأزمة.
الجلوس فترة طويلة في المنزل، وتزامناً مع اغلاق المطار ووقف حركة الطيران، كلها عوامل جعلت الناس تنطلق نحو السياحة الداخلية من جنوبي الاردن الى شماليه، لتكتشف مناطق خلابة ورائعة، لم يخطر ببالهم زيارتها من قبل.
وبعد أن كانت السياحة للكثيرين مقتصرة على السفر خارج الأردن، اجتمعت الظروف كلها للتوجه للسياحة الداخلية واكتشاف مناطق لم يسمعوا عنها من قبل، لتكون تجربة ممتعة وايجابية جداً بأماكن وطبيعة خلابة وآثار تاريخية تعكس جمال الأردن.
مختصون رأوا أن بقاء الناس طوال هذه المدة في المنازل، وتقييد حريتهم، دفع بهم بالتوجه نحو السياحة الداخلية خصوصاً مع وقف حركة الطيران، ليكتشفوا أجمل مافي الأردن.
أيضاً كان برنامج “أردننا جنة” حقق نجاحا كبيرا، ولكن تم ايقافه مؤخرا بسبب الحالة الوبائية وارتفاع عدد الاصابات بفيروس كورونا، وأظهرت مؤشرات وزارة السياحة والاثار ان برنامج أردننا جنة الذي يؤمّن رحلات مدعومة ونقلا مجانيا، حقق ارتفاعا غير مسبوق في أداء البرنامج منذ انطلاقه، وتضاعفاً لأعداد المواطنين المستفيدين في عطلة عيد الفطر عشرات المرات، حيث بلغ عدد المواطنين المستفيدين من رحلات البرنامج خلال فترة العيد 6507 مواطنين، منهم 4382 انتقلوا للوجهات السياحية بواسطة حافلات سياحية، و2125 بواسطة سيارات خاصة.
وأضافت الوزارة أن الوجهات السياحية في عجلون والبحر الميت والبترا كانت في طليعة الوجهات السياحية الأكثر طلباً، فيما شهدت بقية الوجهات في عمان ومادبا والطفيلة والشوبك ووادي رم وام قيس وجرش والسلط وام الجمال والعقبة، اقبالا بنسب متفاوتة.
وأشارت الوزارة إلى أن تطبيق البرنامج على الهواتف الذكية jannah.jo يلاقي إقبالا واسعا في تقديم خدمات الاستعلام والحجز والدفع حيث زادت مرات تنزيل التطبيق على عشرين ألف مرة، وزاد عدد المواطنين المستفيدين على 30 الف مواطن فيما يتصدر التطبيق منصتي الأندرويد والآيفون في المملكة، مع استمرار تقديم هذه الخدمات في مكاتب البريد ومديريات السياحة في الميدان.
وأكدت الوزارة إلى أن كل المواقع السياحية والأثرية ومرافقها كانت على جاهزية عالية لاستقبال السيّاح والزوار وان مكاتب البريد ومديريات السياحة في المحافظات بقيت مفتوحة أمام المواطنين طيلة أيام العطلة.
وفي ذلك يذهب الاختصاصي الاجتماعي الدكتور حسين الخزاعي، إلى أن السياحة الداخلية انتعشت بشكل واضح، وهذا له عدة أسباب أولها، البقاء في البيوت مدة طويلة خلال فترة الجائحة سواء خلال الحظر الجزئي أو الكلي، خصوصاً أنه هناك عائلات حتى خلال عدم وجود حظر كانت تخاف من الخروج بسبب كورونا.
الى ذلك، فإن العائلات تريد استغلال ما تبقى من فصل الصيف وقبل بدء دوام الجامعات والمدارس، والعودة الى روتين الحياة الطبيعية والعمل، الى جانب أن هناك فئة من الناس تريد الخروج قبل بدء الموجة الثانية التي يترقبها كل العالم، ما يدفعهم لاستغلال الفرصة حالياً.
كما أن هناك أشخاصا كانوا دائمي السفر الى بلدان مختلفة خارج الاردن، أما الآن ومع وقف الطيران للعديد من الوجهات والالتزام بالحجر الصحي في حال السفر، جعل البحث عن بديل حاضر دائما، والتنبه الى أن الأردن يضم أماكن جميلة ومواقع خلابة يمكن للجميع زيارتها والاستمتاع فيها، واكتشافها.
ويشير الخزاعي إلى أن جائحة كورونا كان لها فوائد وايجابيات، وجعلت الناس تسخر كل طاقاتها لاكتشاف الاردن واختبار تجربة السياحة الداخلية فيها، من أجل الاستمتاع بوقتهم بكل ما هو متاح لديهم.
ويرى الاختصاصي النفسي والتربوي الدكتور موسى مطارنة، أن الانسان بطبيعته يكره الروتين والثبات والسكون، ويبحث دائماً عن التفاعل والتغيير والتجدد في روحه ونفسه، بالتالي فإن ما مر به الناس من حجر بسبب جائحة كورونا شكل لديهم حالة من الاختناق الذاتي والروتين المتعب. لذلك، خرج الناس من الحجر بمعطيات معينة وعبر البحث عن فرصة للتجدد من خلال الامكانيات الموجودة لديهم، خصوصاً بعد اغلاق المطارات، وايجاد ما يبحثون عنه في السياحة الداخلية، والتعرف الى كل ما هو جديد، للخروج من أجواء الحجر.
وكانت المساحة المتاحة لديهم القيام هي اكتشاف مناطق في بلدهم، فبدؤوا جميعاً يتجهون نحو هذه الخطوة، خصوصاً أن هذه الطبيعة الخلابة تترك تأثيرا ايجابيا على النفس. ويضيف مطارنة أن العائلات وجدت بهذه الرحلات الداخلية حالة من التفريغ الذاتي والتجديد، والقيام بمغامرات في الصحراء ومناطق مختلفة من الاردن وممارسة هواياتهم وتفريغ طاقاتهم، مبيناً أن الأردن شهد نشاطا كبيرا في هذه الفترة من شماليه الى جنوبيه.
ويؤكد مطارنة أن هذا ينعكس على الراحة النفسية للشخص والتقليل من قلقه وتوتره، وتفريغ كل ما هو سلبي، والتشجيع على الابداع، كما أن الجانب الاقتصادي عاود الانتعاش مرة أخرى.
ويشير مطارنة الى أن الانسان عندما يحجز وتصبح حياته روتينا يوميا، فإن ذلك يخلق لديه حالة غريبة، وكأنه يعيش في سجن ويبحث عن منفس ليحرر نفسه منه ولا يفكر بأي شيء آخر غير ذلك.
وبمجرد أن ينطلق ويخرج الى الطبيعة، يبدأ الاحساس بالراحة وهو ما يمده بالسعادة والاستقرار النفسي، وفق مطارنة، والابتعاد عن المتاعب النفسية وحالة العزلة والعصبية والضغط النفسي، مبيناً أن كل تلك الأمور تُظهر مدى تأثير هذا الموضوع على الصحة النفسية، وتخفيف الاحتقان داخل الاسرة الذي يولده الحجر، فكل شخص يبحث عن مكان يفرغ فيه طاقاته.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.