احتفاءً بـ«عام زايد»، وبمئوية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، نظمت القيادة العامة لشرطة دبي، ومؤسسة زايد الدولية للبيئة، بالتعاون مع سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة بالسودان وجامعة أفريقيا العالمية بالخرطوم، احتفالية «مئوية زايد» وذلك في جامعة أفريقيا العالمية بالعاصمة السودانية الخرطوم.
محاور وفعاليات
وتضمّنت الاحتفالية ندوتين ومعرض صور مصاحب حول إرث زايد الإنساني والبيئي ومؤسسة زايد الدولية للبيئة، حيث ألقت الضوء على إنجازات وإرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في شتى الميادين وخاصة المجال البيئي، وشارك بالاحتفالية كل من: الأستاذ الدكتور كمال محمد عبيد، مدير جامعة أفريقيا العالمية، والسفير حمد محمد بن حميد الجنيبي، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة بالخرطوم، واللواء الأستاذ الدكتور محمد أحمد بن فهد، مساعد القائد العام لشؤون الأكاديمية والتدريب، رئيس اللجنة العليا لمؤسسة زايد الدولية للبيئة، والدكتور أسامة منصور السواح، رئيس قسم إدارة الأزمات بأكاديمية شرطة دبي، والدكتور عيسى محمد عبد اللطيف، كبير المستشارين بمؤسسة زايد الدولية للبيئة، وبحضور أساتذة وطلبة وطالبات جامعة أفريقيا العالمية.
علاقة متجذرة
وقال الأستاذ الدكتور كمال محمد عبيد، في كلمته الافتتاحية خلال الحفل: «تتشرف جامعة أفريقيا العالمية أن تكون محطة من محطات مؤسسة زايد الدولية للبيئة للاحتفاء بـ«مئوية زايد» وعندما طلب منا استضافة هذا الحفل المشرف، تذكرت جملة من الموضوعات التي تربط المغفور له بهذه المؤسسة، وبرسالاتها ونشاطاتها وأعمالها، ولعلنا في هذه المناسبة العظيمة نبرز جهود المغفور له في تأسيس الدولة الاتحادية، التي أصبحت ذات التأثير الكبير في مختلف مجريات الأحداث العالمية».
وتحدث مدير جامعة أفريقيا العالمية عن علاقة المغفور له الشيخ زايد بأفريقيا والسودان، وقال: «يعتبر المغفور له من أكثر قادة العالم الذين ترددوا على السودان، وكان لا يكتفي بزيارة الخرطوم وإنما كان حريصاً على التجول في جميع مناطق الجمهورية التي تمتد لأيام، مما جعل الكثير من أهالي السودان يعتقدون أن علاقة الإمارات بالسودان ليست علاقة دول بدول وإنما علاقة أسرة بأسرة، ولعل الحفاوة التي تلقاها الرئيس عُمر البشير عند زيارة الإمارات من قبل حكام الإمارات، تؤكد أن هذه العلاقة تجذرت بين البلدين، وهذه العلاقة توسعت حتى في أنحاء أفريقيا المختلفة، فأشرف المغفور له على إنشاء اللجنة المشتركة للمراكز الثقافية في أفريقيا، والصلة الأعمق هي علاقة الشيخ زايد بالمركز الإسلامي الأفريقي الذي تحول فيما بعد إلى جامعة أفريقيا العالمية».
إرث عظيم
واعتبر السفير حمد محمد الجنيبي، أن هذه المناسبة هي فرصة لتسليط الضوء على إرث زايد العظيم وقيمه ومبادراته التي مازالت بيننا وخاصة في مجال البيئة، وقال: «سيبقى المغفور له الشيخ زايد القائد المؤسس وإن رحل صاحب القلب الكبير، فهو باقٍ في قلوبنا وعقولنا، ولقد برهنت أفضاله وأعماله الكبرى وسجاياه النبيلة ومواقفه الخالدة، إنه زايد الإنسان ذو القلب الرحيم، فقد كان قائداً حكيماً وفارساً وزعيماً ووالداً رحيماً، جمع من الصفات أجملها وأنبلها ومن المكارم أجودها، ذلت له الصعاب ومالت الصدور والرقاب، وكان محباً للخير لبني الإنسان جميعاً، وخصوصاً العرب والمسلمين، مدافعاً عن حقوقهم بالفكر والوجدان، تحصن بالحزم والقيادة والإرادة فأصبح الرمز والراية والعنوان، واستمر على هذا النهج، وبعده تولى الحكم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، حفظة الله، وسار على نهجه القادة الميامين، واليوم الإمارات باتت ملء السمع والبصر، فرحم الله زايداً».
رجل البيئة
من جانبه تقدم الأستاذ الدكتور محمد أحمد بن فهد بجزيل الشكر لحكومة وشعب السودان وجامعة أفريقيا العالمية، مثمناً مشاركة مدير جامعة أفريقيا العالمية بالخرطوم، وسفير دولة الإمارات لدى جمهورية السودان، في هذا الحفل الكريم الذي أقيم في الذكرى العزيزة على قلوب العالم أجمع.
وقال إن دولة الإمارات العربية المتحدة درجت على إطلاق شعار لكل عام لتسليط الضوء على قضية معينة وتكثيف الجهود لخدمتها، وهذا العام 2018 هو «عام زايد»، عام المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الدولة، طيب الله مثواه، زايد رجل البيئة الأول، الذي أرسى القواعد الصلبة لمسيرة الإمارات الوطنية والإنسانية مع تأكيده طيلة حياته على ضرورة الحفاظ على البيئة وتنميتها جنباً إلى جنب مع التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
دور ريادي
وأضاف ابن فهد أن الجميع يشهد على الدور الرائد للمغفور له في حماية البيئة ومكافحة التصحر من خلال التنمية الزراعية والاهتمام بالمحافظة على الطبيعة والحياة الفطرية ورفع القدرات البيئية للمواطنين الشباب. وكان التقدير الإقليمي والدولي لجهود الشيخ زايد بائناً في العدد الكبير من الشهادات والميداليات التي حصل عليها والإشادة به في أغلب المحافل الدولية والإقليمية، فالشيخ زايد، رحمه الله، بدأ زياراته الخارجية كرئيس دولة حديثة بالسودان، وكان أول رئيس دولة يزور الإمارات بعد إعلانها هو الرئيس السوداني.. ولم يكن ذلك من فراغ، بل لأن أول دولة اعترفت باتحاد الإمارات كانت جمهورية السودان الشقيقة.
وأول فوج من المخططين والإداريين والقانونيين ورجال الإعلام والثقافة والرياضة الذين جاؤوا لبناء دولة الإمارات هم من السودان. ولذلك كانت مكانة السودان في قلب زايد كبيرة جداً.. ومكانة زايد في قلب السودانيين أكبر.. وما زال السودانيون يساهمون في إدارة وتطوير إمارات الدولة المختلفة. ولذلك جاء السودان كمحطة مهمة في برنامج الاحتفال بمئوية زايد.
تكريم
في ختام الحفل تم تكريم مدير جامعة أفريقيا العالمية، وسفير دولة الإمارات بالخرطوم، بدرع مؤسسة زايد الدولية للبيئة، فيما تم تكريم رئيس اللجنة العليا لمؤسسة زايد الدولية للبيئة، وقدمت له جامعة أفريقيا العالمية درع الجامعة ووثيقة اعتماد الشيخ زايد للنظام الأساسي لجامعة أفريقيا العالمية.