لا تزال غالبية السلع الأساسية عرضة للتقلبات التي تفرضها العديد من عوامل الغموض في السوق قُبيل نهاية العام. ومن غير المُرجّح أن يُعاني القطاع من أيّ انتكاسة كبيرة قبل أن يكسب الزخم مُجدداً خلال عام 2023. وستكون توقعات استقرار الأسعار أو حتى ارتفاعها قليلاً مدفوعة ببعض عوامل القوة في السلع الأساسية في قطاعات الطاقة والمعادن والزراعة. وانطلاقاً من ذلك، يتوقع «ساكسو بنك» تمسك مؤشر بلومبيرغ للسلع الأساسية بالمكاسب التي حققها منذ بداية العام عند 20% حتى نهاية العام الجاري.
زاجل نيوز، ١٤، تشرين أول، ٢٠٢٢ | مال وأعمال
وقال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في البنك: «في الوقت الذي نلمس فيه المخاوف بشأن جوانب النمو والطلب، لا تزال إمدادات العديد من السلع الأساسية الرئيسية تُواجه القدر ذاته من التحديات. وأكد القطاع حضوره من جديد خلال الربع الثالث من العام، وفي حين ستكون مواطن الضعف في جانب الطلب أكثر وضوحاً، نرى بأنّ جانب العرض سيواجه التحديات ذاتها، ما يعكس التطورات التي تدعم الدورة طويلة الأمد لارتفاع أسعار السلع الأساسية، والتي سبق وأنّ تطرقنا لها في بداية عام 2021.»
وأضاف: «ويواصل جانب الطلب تحديد الاتجاه العام للأسعار، في ضوء الاستمرار النسبي في الطلب العالمي على الغذاء. وتُمثّل مخاطر حدوث المزيد من الزيادات في الأسعار تهديداً واضحاً وحاسماً، لا سيما في ضوء الضغوط الكبيرة التي تتعرض لها المخزونات العالمية من المواد الغذائية الرئيسية كالقمح والأرز وفول الصويا والذرة نتيجة للطقس والقيود المفروضة على الصادرات».
الذهب والدولار
وتابع هانسن: «يواصل متداولو الذهب والمستثمرون فيه تركيزهم على اتجاهات الدولار وعائدات السندات الأمريكية. ولا يزال المعدن الثمين عالقاً ضمن نطاق واسع؛ ومع ذلك، نتوقع أن يُسجل أداءً جيداً في حال استمرار مخاطر حدوث الركود في الولايات المتحدة خلال عام 2023 وحفاظ مستويات التضخم على ارتفاعها لفترة أطول. وستطرح هذه التطورات المزيد من التحديات أمام الاستثمارات في المعدن الثمين خلال العام المقبل. ومن جانبنا، نُفضّل الفضة بالنظر إلى ضعف مشاركة المستثمرين والدعم الإضافي الذي يحظى به من قطاع المعادن الصناعية المتعافي، حيث يواصل جانب العرض، لا سيما المتعلق بالألمنيوم والزنك، مواجهة التحديات الناجمة عن ارتفاع أسعار الوقود والطاقة. ويستمر توجه العالم نحو الطاقة الكهربائية عالية الاعتماد على النحاس في كسب المزيد من الزخم، حيث يعاني المنتجون، مثل تشيلي، أكبر مورد عالمي للنحاس، بالفعل من أجل تلبية أهداف الإنتاج».
وختم بالقول: «نرى الضعف في أداء مشتقات النفط الأساسية حالياً مسألة مؤقتة، علماً أنّ الأسعار ستُواجه المزيد من التحديات على الأرجح في بعض المراحل من الربع الأخير لهذا العام، ما سيؤدي لظهور نطاق أدنى محتمل لخام برنت بين 80 و100 دولار للبرميل. ويحقق كبار منتجين النفط أرباحاً كبيرة، بينما يُظهر المستثمرون بشكل عام رغبة أقلّ للاستثمار في أنشطة الاستكشاف الجديدة، ما يشير إلى أنّ تكاليف الطاقة ستبقى على الأرجح مرتفعة لسنوات قادمة».
زاجل نيوز