كانت سوني تنتظر تنفيذ حكم الاعدام بها في فلوريدا، وفي زنزانة اخرى على بعد لاف الكيلومترات، كان بيتر ينتظر يوم شنقه في ايرلندا..وهما اليوم زوجان يجوبان العالم مطالبين بالغاء هذه العقوبة.لم يكن متصورا ان يلتقي هذان الشخصان، فحياة بيتر البالغ 77 عاما كانت تقتصر على وقت محدود قبل ان يعلق على حبل المشنقة على الجانب الشرقي من المحيط الاطلسي، فيما كانت سوني ذات الاعوام الست والستين تنتظر على الجانب الغربي، في زنزانتها في فلوريدا، اليوم الذي يشحن فيه جسمها بالفين و400 فولت قاتلة من الكهرباء.وتقول سوني التي اتت الى اوسلو للمشاركة في المؤتمر العالمي السادس لالغاء عقوبة الاعدام “قليلا ما اتحدث انا وبيتر عن تجربتنا، ولكن في بعض الاحيان تجري امور تذكرنا بايام السجن، واليوم الذي خرجنا فيه”.وتضيف “قليلا ما نذكر كلمة السجن، فهي تثير فينا مشاعر دفينة”.دخلت سوني السجن عام 1976، بعد اتهامها بقتل شرطيين. وبحسب روايتها للاحداث، كانت مع زوجها السابق جيسي وابنهما البالغ آنذاك تسعة اعوام وطفلتهما ذات العشرة اشهر في سيارة احد معارف جيسي، حين عثر شرطيون على سلاح اثناء تفتيش دوري، تلى ذلك اشتباك قاتل بين صديق زوجها وعناصر الشرطة.تروي سوني ان صديق زوجها اتفق مع المحقق على الصاق تهمة القتل بهما، وحكم عليه هو بالسجن المؤبد وعليها وزوجها بالاعدام.وتقول “كنت في المكان الخطأ في الوقت الخطأ مع الاشخاص الخطأ”.بعد خمس سنوات وراء القضبان، خفضت عقوبتها الى السجن المؤبد، ثم اخلي سبيلها في العام 1992.اما زوجها جيسي تافيرو، فقد اعدم صعقا بالكهرباء، لكن عطلا في الاجهزة جعله يعاني الامرين قبل ان يفارق الحياة. – “معاملة الحيوانات” -في ايرلندا، كان بيتر برينغل قابعا في زنزانته وحيدا، ينتظر اعدامه شنقا، بعد ادانته ظلما في العام 1980 بقتل عنصرين من الشرطة اثناء مشاجرة.وفي زنزانته التي كان ينتظر فيها الموت بعد 11 يوما، سمع حراس السجن يتحدثون عن ذاك الموعد المشؤوم، وعن المكافأة المالية التي سيتقاضونها بعد اعدامه، وعن كيف انهم سيشدون رجليه من اسفل للتثبت من ان الحبل كسر رقبته فعلا.ويقول “لو ان السجانين يتعلمون احترام السجناء، سيكون صعبا عليهم ان يعدموا احدا بدم بارد..لا يمكن للمرء ان يقتل من يحب، لذا يعاملون السجناء مثل الحيوانات”.قبل اقل من اسبوعين على موعد تنفيذ الحكم، تبلغ بيتر ان عقوبته خفضت الى السجن اربعين عاما، فقد “كان انتحارا سياسيا تنفيذ حكم الاعدام في ايرلندا في ذلك الزمن”.خرج بيتر من السجن بعد 15 عاما وراء القضبان، وعكف على دراسة القانون.في العام 2011، تزوج بيتر وسوني، وهما يديران في ايرلندا مركزا لاستقبال ضحايا الاخطاء القضائية، ولمناصرة الغاء عقوبة الاعدام.ويقول بيتر “عقوبة الاعدام ليست مسألة ردع عن القتل، وانما هي انتقام من القاتل، انه وضع يكون فيه المجتمع غير قادر على الخروج من دوامة القتل”.في العام 2015، اعدم في العالم ما لا يقل عن الف و634 شخصا، بحسب منظمة العفو الدولية، في رقم هو الاكبر منذ العام 1989.