تزخر زهرة دوّار الشمس المشعّة، بزيت يعود على البشرة بفوائد متعدّدة. إذ تُعتبر مكوّناً أساسياً في صياغة الكثير من مستحضرات التجميل بحيث تقترن جيّداً مع عناصر طبيعيّة أخرى. وهذا سبب أكثر من كافٍ لاستكشاف مزاياها الجميلة المتعدّدة…
تتميّز زهرة دوّار الشمس بجذعها الطويل والذي قد يبلغ علوّه أربعة أمتار، ولونها الأصفر الصارخ كما تُعتبر اسماً على مسمّى إذ مُنحت هذا اللقب “دوّار الشمس” او حتّى “عبّاد الشمس”، كونها تتبع مدار الشمس أينما كانت خلال النهار. فتستيقظ صباحاً في الشرق مع طلوع الشمس وتغفو ليلاً باتّجاه الغرب مع غروبها. يُطلق على هذه الظاهرة اسم “التوجّه الشمسي”. تأقلمها سريع بما أنّها لا تحتاج إلى ريّ مستمرّ لكنّها تؤاثر المناطق الدافئة والجافّة. إلاّ أنّها تخفي كنزها الأكبر في حبّتها او بذرتها الصغيرة ألا وهو: الزيت العطريّ المستخرج منها.
يُستعمل زيت دوّار الشمس في مكوّنات العديد من مستحضرات التجميل. من جهة، كلفة بذور دوّار الشمس زهيدة الثمن وبما أنّ البذرة الواحدة منها تعطي من ٤٠ إلى ٥٠ % من الزيت فالمردود كبير ومربح. ومن جهة أخرى، لا لون لها لكن تنبعث منها رائحة جوزيّة خفيفة وهاتان هما الميزتان اللتان تسمحان بإدراجها في معظم مستحضرات التجميل.
حجر الأساس لزيوت التدليك
يُعتبر زيت دوّار الشمس قاعدة أساسيّة لإنتاج زيوت التدليك والنقع. وتتميّز بذوره بتوازنها، الأمر الذي يمنحها القدرة على تحمّل حرارة مرتفعة بدون أن تتأثر طبيعتها أو تتغيّر بفعلها. كلّ هذه الميزات تعطيها أفضليّة لاختيارها، إلى جانب زيوت أخرى، كمعزّز دهنيّ في شتّى أنواع مستحضرات التجميل، فتبثّ فيها الخفّة والنعومة. هذا ونلحظ تواتر استعمالها في الصيغات العضوية المصادَق عليها والتي تفضّل الزيوت النباتيّة على حساب المواد الاصطناعيّة المسوغة.
دور حاسم في حماية خلايا البشرة
تتّصف بذور دوّار الشمس بمحتواها المرتفع من حمض اللينوليك الذي يمكن أن يتخطّى نسبة ٧٥ % من مجموع مكوّناتها. يضطلع هذا الحمض الدهني المتعدّد غير المشبع بدور أساسيّ في ترطيب البشرة العاجزة عن تصنيعه. في الواقع، يُعتبر هذا الحمض الدهنيّ أحد العوامل الدهنية الأساسيّة في لصحّة وسلامة وظائف أغشية خلايا البشرة. يحمي زيت دوّار الشمس نواة الخلايا ويقوّيها فيساعدها بالتالي على مكافحة أيّ خطر خارجي. وفي حال وجود أيّ نقص في الزيوت الدهنيّة الأساسيّة، تجفّ البشرة وتخسر من مرونتها. وعلى العكس تماماً، إن حصلت البشرة على تلك الزيوت بوفرة، تحسّنت الطبقة القرنيّة وباتت البشرة أكثر نعومة.
مزايا معروفة مضادّة للشيخوخة
يُكثِر قطاع صناعة مستحضرات التجميل من استعمال زيت دوّار الشمس كونه يزخر بالفيتامين “ه” Vitamine E. يشكّل الفيتامين “ه” جزءاً لا يتجزأ من الثلاثي: فيتامينات “أ” و”ج” و”ه” التي تعيق الأجذار الكيميائيّة الحرّة. في الواقع، تساعد حركتها المضادّة للأكسدة الشديدة الفعاليّة، في الحفاظ على نضارة البشرة، عن طريق الحفاظ على سلامة الأغشية الخلوية. وامّا البشرة المحصنّة فلا تشيخ بالسرعة ذاتها. لا تعتقدوا بأنّ زيت دوّار الشمس هو الوحيد الذي يتمتّع بهذه الميزة إلاّ أنَّ توازن بذوره المذهل يضمن حفظ الفيتامين “ه” لفترة أطول، مقارنةً مع زيت الأخدريّة وزيت الحمحم. يعزّز غنى دوّار الشمس بالفيتامين “ه” فعاليّة تركيبات مستحضرات التجميل ويساعد على حفظها وقتاً أطول. هذه ميزة رائعة بالنسبة إلى المنتجات العضويّة على وجه التحديد، والتي تستبعد مواد الحفظ الكلاسيكيّة من مكوّناتها.
أيّ زيت هو الأفضل في مجال التجميل؟
لا موانع في استخدام زيت دوّار الشمس الخاصّ بالطهو، للحفاظ على جمال البشرة. تأكّدوا فحسب من مكوّنات هذا الزيت للحرص على خلوه من أيّ مواد حافظة قد تكون مضّرة للبشرة. آثروا أيضاً الزيوت المستخرجة بالعَصْر البارد من المرّة الأولى كونها تحتفظ بصفاتها الأساسيّة. وأخيراً، من الأفضل اختيار الزيت العضوي من بينها، بما أنّ زهرة دوّار الشمس تنمو بكثرة وتُزرَع عادةً باستخدام السماد المقوّي ومبيدات الحشرات…
إكسير الشباب
إمزجي سيّدتي زيت دوّار الشمس وزيت الورد الجوريّ بكميات متطابقة.
أضيفي إلى المزيج قطرة أو اثنتين من زيت الخشب العطّريّ.
يمكن تحضير هذه الوصفة في المنزل لتطبيقها على البشرة، والحفاظ بالتالي على نعومتها وحمايتها من آثار الشيخوخة أيضاً. كما يمكن استخدامها في معالجة الجروح شرط استقصاء زيت الخشب العطريّ من الوصفة.