تسجيل الدخول

جمال سلطان: توتر السيسي في خطابه يؤكد أن “الدنيا مضلمه أمامه”!

عربي دولي
زاجل نيوز25 فبراير 2016آخر تحديث : منذ 8 سنوات
جمال سلطان: توتر السيسي في خطابه يؤكد أن “الدنيا مضلمه أمامه”!

wewdsdws

السيسي

أكد الكاتب الصحفي جمال سلطان، أن التوتر الظاهر على الرئيس عبدالفتاح السيسي في خطابه  أمس، لايدعوا للتفاؤل أبدا ويكشف ثقل الأزمة التي تعيشهامصر.

وقال سلطان في مقاله بموقع “المصريون”، إن السيسي بدا وكأنه يخاطب “طرف ثالث” يريد الإطاحة به.

وفيما يلي نص المقال:

لا أعرف لماذا انتابني إحساس وأنا أستمع إلى خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم، بأن ثمة طرفا ثالثا يتحدث إليه، كان حديثه ـ بداهة ـ إلى الشعب وإلى المجموعة الحاضرة أمامه من شباب ووزراء ومسئولين، لكن حديثه في بعض الأحيان بدا وكأنه يخاطب طرفا ثالثا: “انتم مين” ، “اسمعو لي أنا”، كما أن حديثه عن أنه سيبقى في منصبه حتى نهاية مدته ولن يترك البلد في أزمتها كأنه رسالة إلى طرف ما، ربما أكون مخطئا في هذا التقدير، ولكن هذا ما شعرت به في الحقيقة، كما أن التوتر الذي بدا على الرئيس خاصة في النصف الأول من كلمته، أعطى انطباعا عن أنه يستشعر خطرا حقيقيا أو أنه كما يقال بالعامية الدارجة: “مضلمه أمامه”. 

لم يعد يفيد كثيرا أن يتحدث الرئيس عن أن مصر تواجه مؤامرة، وأنها تواجه تحديات جسيمة وأنه لن يسمح بسقوط الدولة ، لأن هذا الكلام مكرر من ستين عاما أو أكثر، قاله عبد الناصر حرفيا ، وقاله السادات حرفيا ، وقاله مبارك حرفيا ، وقاله مرسي حرفيا ، وها هو يعيده حرفيا ، فما الجديد ؟ ، خاصة وأن ساكن القصر الرئاسي لا يشرح للناس بالضبط ما هي المؤامرة ومن هم المتآمرون وما هي طبيعة وأدوات التآمر ، كلام مرسل ، كلام عاطفي لاستدرار التضامن ، وربما للبحث عن شماعة نعلق عليها فشلنا أو عجزنا عن أن نحقق للشعب الطموحات التي وعدناه بها ، كما أنه لا توجد دولة في العالم لا تتعرض لتآمر من نوع ما ، وهي صراعات مصالح ونفوذ بين الدول ، وهذا ما تمارسه كل الدول ضد كل الدول ، بما فيها مصر نفسها ، فلا داعي لأن نشغل خطاباتنا الرئاسية بمثل هذا الحديث لأنه أصبح مملا وغير مجدي ومضيعة للوقت . 

قدم الرئيس عرضا لبعض التحديات التي نواجهها خاصة على المستوى الاقتصادي ، ولا جديد فيها ، لأننا نعرفها ، وإن كان قد تحدث عنها بوصفها أسرارا لا يصح أن تقال هكذا على الهواء ، وهو منطق غريب ، ففي العالم كله الآن ، إلا بعض دول العالم الثالث ، يمكنك أن تعرف كل هذا التفاصيل وأكثر منها بضغطة زر على جهاز الكومبيوتر الشخصي ، لأن الشعب هو صاحب السيادة وهو صاحب القرار وهو الذي يراجع هذه البيانات ويناقشها مباشرة أو من خلال ممثليه في البرلمان في ظل شفافية تامة من الدولة ومؤسساتها وأجهزتها.

وبالتالي فلم يضف لنا الرئيس شيئا بالحديث عن أشياء من صميم الميزانية العامة للدولة، وحجم المديونيات والقروض وخدمات القروض ، لكن الإضافة الحقيقية ، وما يريد الناس أن يسمعوه هو خطط الرئيس وحكومته من أجل معالجة هذه التحديات والمشكلات بشكل عملي وعلمي وواضح الخطوات ، وهذا ما لا أظن أحدا استوعبه في تلك الكلمة ، ولا الكلمات السابقة عليها ، فالخطاب عندما يأتي إلى الحل يتحول إلى العاطفة ، وأننا قادرون بعون الله على بناء آلاف المصانع وبناء مليون وحدة سكنية ، انتم فاكرين نفسكم ضعاف ؟ ، حسنا ، فما الذي يمنعك من أن تفعل ذلك طالما أنك قادر بعون الله ، وكذلك الحديث العاطفي عن أن من يهدد مصر أنسفه من على وجه الأرض ، بينما الواقع يقول أن مجموعة من الشباب المتطرف في سيناء ينالون من أبنائنا الجنود والضباط يوميا في مسلسل دموي إرهابي لا ينتهي وجعل العالم الخارجي يطرح تساؤلات محرجة عما يجري في سيناء.

 

أيضا لم يعد الحديث عن خطط استراتيجية بعيدة المدى مناسبا للتغطية على غياب أي خطط واضحة للمدى القصير ، لا معنى لأن نطرح تصورات تتحقق سنة 2030 أو أخرى تتحقق عام 2060 ، لأن هذا محض خيال أو استشراف للمستقبل يمكن أن تنعقد له ندوات بعض الخبراء والباحثين في مركز بحثي ، لكن الدولة ليست مركزا للأبحاث ، الدولة ملزمة بأن تحدد للناس خططها للإصلاح الاقتصادي والأمني والحقوقي خلال أشهر أو خلال عام أو عامين ، ويناقش ذلك ويراجع فيالبرلمان ، ورئيس الجمهورية مسئول أمام الشعب عن خططه خلال مدته الرئاسية وخططه والتزاماته فيها ، أربع سنوات ، لا أن يحدثهم عن مشروعات وخطط يتولاها أحفاده وأحفاد أحفاده.

لم أتفاءل أبدا من كلمة الرئيس، والانطباع الإجمالي الذي خرجت به في نهايتها أنه لا أمل في المدى المنظور للحل، ولا خطط حقيقية للإصلاح في مصر، وأن الدولة تشتري الوقت، لعل وعسى تأتي معجزات سارة ومفاجئة، لكننا ـ بكل تأكيد ـ لم نعد في زمن المعجزات. 

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.