واعتقلت شرطة الأخلاق أميني في 13سبتمبر (أيلول)في طهران لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية خصوصا ارتداء الحجاب.
وتؤكد السلطات الإيرانية أن الشابة توفيت بسبب مرض وليس بسبب “الضرب”، حسب تقرير طبي رفضه والدها. وقال ابن عمها إنها ماتت بعد “ضربة عنيفة على الرأس”.
وأثارت الاحتجاجات تجمعات تضامنية في الخارج فيما أسفر القمع عن سقوط أكثر من مئة قتيل بحسب منظمات غير حكومية واثار موجة تنديد في العالم.
وعلى الرغم من تعطيل شبكة الإنترنت على نطاق واسع وحجب السلطات التطبيقات الشعبية مثل انستغرام وواتساب، لبى إيرانيون دعوات للتظاهر أطلقها ناشطون عبر الإنترنت وتجمعوا السبت في شوارع مدينة أردابيل (شمال غرب)، وفق ما أظهرت مقاطع فيديو نشرت على تويتر.
ونفّذ التجار إضراباً في مدينة سقز مسقط رأس مهسا أميني في محافظة كردستان (شمال غرب) ومهاباد (شمال) وفق موقع 1500تاسفير، الذي يحصي انتهاكات حقوق الإنسان.
وقالت منظمة “هينغاو” المدافعة عن حقوق الأكراد في إيران ومقرها النروج “أشعلت تلميذات في بلدة ناي في ماريفان (غرب) النار في الشارع واطلقن هتافات مناهضة للحكومة”.
كذلك تظاهر شباب في جامعات في طهران وأصفهان (جنوب) وكرمنشاه (شمال غرب)، وفق صور نشرت على الإنترنت.
ولبّى متظاهرون دعوة نشطاء للتظاهر بكثافة تحت شعار “بداية النهاية!” للنظام.
وشجع النشطاء الشعب الإيراني على التظاهر في الأماكن التي لا تتواجد فيها قوات الأمن ورفع شعار “الموت للديكتاتور”، في إشارة إلى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي.
وفي مواجهة تظاهرات اليوم، دعا المجلس الإسلامي لتنسيق التنمية، وهو هيئة رسمية، الإيرانيين إلى التعبير بعد صلاة العشاء عن غضبهم ضد أعمال الشغب والفتنة بترداد “ألله أكبر” داخل المساجد.
وتقود شابات من طالبات وتلميذات منذ 16 سبتمبر (أيلول)التظاهرات على وقع شعارات معادية للحكومة، فيضرمن النار في حجابهن ويشتبكن مع قوات الأمن.
وقُتل 108 أشخاص على الأقل منذ 16 سبتمبر (أيلول) حسب منظمة حقوق الإنسان الإيرانية ومقرها أوسلو.
ومن جهتها، أعربت منظمة العفو الدولية عن أسفها لمقتل 23 طفلاً على الأقل “بأيدي قوات الأمن الإيرانية”، موضحة أن أعمارهم تراوح بين 11 و17 عاماً.
وندد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الجمعة بسياسة الكيل بمكيالين التي يتبعها الغرب بنظره.
وسأل الجمعة “من يصدّق أن تكون وفاة فتاة بهذا القدر من الأهمية بالنسبة للغربيين؟” مضيفا “إذا كان الأمر كذلك، فماذا فعلوا إزاء مئات الآلاف من الشهداء والقتلى في العراق وأفغانستان وسوريا ولبنان؟”.
ويواصل الغرب تقديم دعمه للمتظاهرين.
وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن مساء الجمعة أن الولايات المتحدة “تقف إلى جانب نساء إيران الشجاعات” مؤكدا أن “على إيران إنهاء العنف ضد مواطنيها الذين يمارسون ببساطة حقوقهم الأساسية”.
واتهم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي مراراً الولايات المتحدة، العدو اللدود لطهران، بالسعي إلى زعزعة استقرار بلاده.
كما اتهمت الجمهورية الإسلامية فرنسا بـ”التدخل” بعد تصريحات الأربعاء للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكد فيها أن باريس “تدين القمع الذي يمارسه النظام الإيراني اليوم”.
وفي وقت يعتزم الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على طهران، حض أمير عبداللهيان الجمعة وزير خارجية الاتحاد جوزيب بوريل خلال اتصال هاتفي على اعتماد مقاربة “واقعية” للاحتجاجات، مؤكدا أن الجمهورية الإسلامية ليست “أرضا للانقلابات المخملية أو الملونة”.
وكتب بوريل على تويتر أن “القمع العنيف يجب أن يتوقف فوراً. يجب إطلاق سراح المتظاهرين”.
وبعدما طالت حملة التوقيفات فنانين ومعارضين وصحافيين ورياضيين، أكد المخرج السينمائي الإيراني ماني حقيقي أن سلطات بلاده منعته من السفر لحضور مهرجان لندن السينمائي بسبب دعمه للاحتجاجات.
ووصف التظاهرات في فيديو نشره على تويتر الجمعة بأنها “لحظة عظيمة في التاريخ”.
وفي زاهدان عاصمة محافظة سيستان بلوشستان بجنوب شرق إيران، قتل ما لا يقل عن 93 شخصاً بأيدي قوات الأمن في أعمال عنف جرت خلال تظاهرات اندلعت في 30 سبتمبر (أيلول) بسبب أنباء عن تعرض فتاة “للاغتصاب” من قبل أحد أفراد الشرطة، وفق حصيلة أوردتها منظمة حقوق الإنسان في إيران.
ويرى محللون أن الطبيعة المتعددة الأوجه للاحتجاجات المناهضة للحكومة، بما في ذلك تجمع الشباب في مجموعات صغيرة في أحياء محددة لتجنب رصدهم، تجعل من الصعب على السلطات محاولة منعها.