أكّد علماء السّيرة أنّ الأمّة استكملت شروط بناء الشّخصيّة الإيمانيّة الفرديّة في المرحلة المكيّة.
أما أركان شخصيّة الأمّة فكانت في المرحلة المدنيّة والّتي تخلّلها الكثير من الأحداث والمناسبات والمعارك والتّشريعات والمعاهدات والأخلاق والسّلوكيّات.
ولكنّهم أجمعوا على أن أعظم تلك الأركان كانت الهجرة النّبويّة الشّريفة.
يعود السّبب في ذلك إلى أنّ الهجرة أعطت المسلمين ما يصبون إليه من رفع لراية الحقّ، ونشر لدعوة الله، واستنشاق لعبير الحرية، وبناء لدولة العدل الإلهيّة الّتي لا معاناة فيها
لإنسان فالحاكم والمحكوم في ظلّ فيئها سواء.
وهذا ما تحتاجه أمّتنا اليوم بل والبشريّة بأسرها.
فذكرى الهجرة تعود عاماً بعد عام لتذكّر الأمّة بالقيام بأركان مدنيّتها المنيرة والمنوّرة حاملةً الرّسالة الرّبانيّة الخالدة للعالمين كما تؤدي أركان شعائرها التّعبديّة، ولتدفعها للهجرة من المواطن الّتي ترزح تحتها وتئنّ منها إلى مواطن النّصر والعزّة والنّور والتّمكين، ولتحمل رسالة نبيّها عليه الصّلاة والسّلام وعنوانها „ وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين” للبشريّة بأسرها ويومئذٍ يفرح المؤمنون بالهجرة والعيد السّعيد.