تسجيل الدخول

الغرب يخرج عن صمته ويعلن دعمه لحكومة الوفاق الليبية بقيادة السراج

عربي دولي
زاجل نيوز30 أكتوبر 2016آخر تحديث : منذ 8 سنوات
الغرب يخرج عن صمته ويعلن دعمه لحكومة الوفاق الليبية بقيادة السراج

_93533_lib3

تبدو الدول الغربية عاجزة عن إيجاد التوليفة المناسبة لحل المعضلة الليبية التي ازدادت تعقيدا وتشعبا، ويرى مراقبون أن كلمات الدعم التي ما فتئ المسؤولون الغربيون يطلقونها والاجتماعات المتتالية لم تعد كافية، في ظل غياب أدنى مقومات التوافق بين الأطراف الليبية التي تتنازع على السلطة.

بعد فترة صمت، فسّرت على أنها محاولة لمعرفة حقيقة ما يجري في العاصمة الليبية طرابلس، توالت تصريحات الدول الغربية الرافضة، ضمنيا لخطوة شق من المؤتمر الوطني الليبي العودة إلى المشهد مجددا عبر حكومة خليفة الغويل.

ومن المرجح أن يعقد اجتماع وزاري في لندن ، دعت إليه كل من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا للتوافق حول سبل لإنهاء الجمود السياسي حول حكومة الوحدة المدعومة من الأمم المتحدة.

وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية، قبيل وصول الوزير جون كيري إلى لندن “سنرى ما إذا كان بوسعنا إحراز بعض التقدم وتجاوز جمود الموقف الذي يحول دون قيام الحكومة بما يتعين أن تقوم به”.

وأضاف المسؤول “على الليبيين إيجاد سبيل للمضي قدما حتى في غياب أيّ تعاون. لا يمكن السماح لعدد صغير من المفسدين بتدمير بلد بكامله”.

ويتوقّع أن يحضر هذا الاجتماع رئيس حكومة الوفاق فايز السراج وأيضا محافظ البنك المركزي الليبي الصادق الكبير، كما تقول مصادر إن دولا عربية ستشارك وهي السعودية والإمارات.

وتعيش ليبيا على وقع أزمة جديدة، زادت من تعقيدات المشهد الليبي المعقد بطبعه حينما أعلنت مجموعة من المؤتمر الوطني المنتهية ولايته عن قرار بعودة الحكومة المؤقتة برئاسة خليفة غويل، معتبرة أن حكومة الوفاق التي يقودها فايز السراج فشلت في أداء المهام التي جاءت من أجلها.

فالرفض الذي تواجهه حكومة السراج لا ينحصر فقط في المؤتمر الوطني الليبي المنتهي، بل يشمل كذلك البرلمان المعترف به دوليا ومقره في طبرق.

ورفض البرلمان المدعوم من الشرق، مرتين التشكيل الوزاري الذي طرحته قيادة حكومة الوفاق أو المجلس الرئاسي الذي يهدف لتمثيل كلّ الأطراف على الساحة السياسية الليبية.

وقد طرح السراج مجددا تشكيل حكومة جديدة، بيد أن رئيس مجلس النواب عقيلة صالح رفض الأمر، قائلا “لا يحق لرئيس المجلس الرئاسي تشكيل حكومة مرة أخرى بعد رفض حكومته مرتين” مشيرا إلى أن اتفاق الصخيرات لم يتم اعتماده طبقا للإعلان الدستوري ونصوص الاتفاق السياسي نفسه.

    تحقيق أيّ تقدم جدي لحل الأزمة الليبية يبقى مرهونا بمدى التوافق الداخلي في هذا البلد الذي توجد به اليوم ثلاث حكومات

وتشعر الولايات المتحدة وحلفاؤها بالقلق إزاء المقاومة لرئيس الوزراء الليبي فائز السراج وحكومة الوفاق الوطني.

وأعلن وزيرا خارجية فرنسا والمغرب الجمعة، دعمهما، باسم الدول العشر لغرب المتوسط، لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا، وذلك خلال لقاء عقد في مرسيليا جنوب فرنسا.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جاك مارك أيرولت في تصريح صحافي “ندعم ما تقوم به حكومة (فايز) السراج، حكومة الوفاق الوطني”.

ويترأس أيرولت مع نظيره المغربي مجموعة الدول خمسة زائد خمسة، وهي إيطاليا وفرنسا وأسبانيا والبرتغال ومالطا للدول الواقعة شمال المتوسط، والجزائر وليبيا والمغرب وتونس وموريتانيا للدول الواقعة جنوب المتوسط.

وتعاني ليبيا من فوضى أمنية وسياسية منذ سقوط نظام معمر القذافي قبل نحو خمس سنوات، وتشكلت في الثلاثين من مارس حكومة وفاق وطني بقيادة السراج لم تتمكن بعد من تثبيت سيطرتها على كل مناطق البلاد.

وتلقى حكومة السراج دعم الولايات المتحدة والدول الأوروبية، وهي تتخذ من طرابلس مقرا لها إلا أنها لا تفرض سيطرتها على أيّ من أنحاء البلاد.

وأضاف الوزير الفرنسي “لا يزال من الضروري القيام بعمل هائل للنجاح وجمع كل قوى التنوع الليبي” مضيفا “هناك المسألة الأمنية ومشكلة الهجرة خصوصا بسبب العمل المشين الذي يقوم به مهربون في وسط البحر المتوسط”.

وأوضح أيرولت أن وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي اقترح على نظرائه عقد اجتماع للدول العشر حول ليبيا في تونس قريبا.

ورغم هذا الدعم الذي أبدته الدول الغربية والعربية لفايز السراج وحكومة الوفاق والاجتماعات المتواترة، التي انعقدت وستنعقد لفك العقدة الليبية فإن متابعين يرون أن تحقيق أيّ تقدّم جدّي يبقى مرهونا بمدى التوافق الداخلي في ليبيا.

ويعتبر هؤلاء أن المشكلة الأخرى هي وجود انقسام بين الدول العربية لحلّ الأزمة ويظهر ذلك بشكل جليّ في موقف الجزائر التي تعتبر أن الإسلاميين مكون أساسي ولا بد من احتوائهم، في حين أن مصر ترى عكس ذلك.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.