تمكنت قوات سوريا الديموقراطية من تحقيق تقدم استراتيجي ومحاصرة مدينة منبج بشكل كامل، بعد 11 يوماً على بدء حملة السيطرة على المدينة.
وأكملت قوات سوريا الديموقراطية حصار منبج بالسيطرة ناريا على طريق منبج ـ الغندورة، في شمال غرب المدينة، بعد سيطرة قوات سوريا الديموقراطية على طرق منبج ـ عين عيسى، منبج ـ الرقة، منبج ـ جرابلس، منبج ـ الباب ـ حلب.
واكتمل الحصار بسيطرة مقاتلي سوريا الديموقراطية على قرية مدني الصغير غربي منبج والقريبة من المدخل الغربي للمدينة، وبذلك طوّق المقاتلون في جبهة قرقوزاق وجبهة سد تشرين منبج بالكامل.
وقد تمكنت قوات سوريا الديموقراطية من تحقيق مزيد من التقدم خلال اليومين الماضيين، بدعم من طائرات التحالف الدولي التي استهدفت مواقع للتنظيم في المنطقة ومفخختين له قرب جامعة الاتحاد، واستطاعت القوات السيطرة على أكثر من 10 قرى ومزارع، ليرتفع إلى نحو 90 عدد القرى والمزارع التي تمت سيطرتها عليها منذ 31 أيار، فيما تم العثور على جثث 12 عنصراً من تنظيم «داعش» ليرتفع إلى 159 عدد «الدواعش» الذين قتلوا خلال 11 يوماً من المعارك في مدينة منبج، كذلك ارتفع إلى 22 عدد مقاتلي قوات سوريا الديموقراطية الذين قتلوا في المعارك.
من جهته قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات سوريا الديمقراطية قطعت طرق الإمداد الرئيسية لتنظيم الدولة بين سوريا وتركيا، وباتت تطوق مدينة منبج بالكامل.
وأضاف المرصد أن التنظيم لا يزال يسيطر على شريط حدودي وطرق فرعية مؤدية إلى تركيا، لكنها أكثر خطورة وصعوبة، حسب قوله.
ـ الجيش يسيطر على المثلث الاستراتيجي بالرقة ـ
بالمقابل، تمكن الجيش العربي السوري مدعوماً من مجاهدي حزب الله ونسور الزوبعة وصقور الصحراء ومغاوير البحر، وتحت غطاء جوي روسي من التقدم في ريف الرقة الغربي ووصل الى مفرق «الرصافة ـ الطبقة»، واصبح على بعد 20 كيلومتراً من مطار الطبقة العسكري.
ويعتبر مفرق الرصافة ـ الطبقة مثلث استراتيجي، وهذا ما سمح للقوات السورية بالوصول الى محطة ضخ النفط ومحطة كهرباء الطبقة.
ـ لافروف : الهدنة لا تشمل المتعاونين مع «داعش» و«النصرة» ـ
الى ذلك، شدد وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف على ضرورة استثناء تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة» من نظام وقف العمليات القتالية في سوريا، بالإضافة إلى الجماعات المتعاونة معهما.
وذكر الوزير الروسي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأردني ناصر جودة إثر محادثاتهما في موسكو: «إننا نولي اهتماما خاصا في المرحلة الحالية لضمان الالتزام الكامل والمطلق بنظام وقف الأعمال القتالية انطلاقا من تفهم واضح لضرورة استثناء «داعش» و«جبهة النصرة» وأولئك الذين يتعاونون مع التنظيمين من هذا النظام، بالإضافة إلى ضرورة وضع حد لتسلل الإرهابيين والأسلحة من تركيا».
وحذر لافروف من أن التباطؤ في ضرب الإرهابيين وتأجيل العمل العسكري بذريعة إعطاء مزيد من الوقت للمعارضة السورية المسلحة لكي تتنصل من مواقع «داعش» و«النصرة»، أصبح أمرا ضارا.
كما كشفت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ان مقاتلي جبهة النصر الارهابية وبدعم من احرار الشام وتنظيمات ارهابية اخرى نفذوا هجوماً جديداً على القوات الحكومية في حلب.
ـ محاربة الارهاب حتى النهاية ـ
من جهة اخرى، جددت كل من إيران وروسيا دعمهما للنظام السوري في اجتماع عقد في طهران بحضور وزير الدفاع السوري وأعلن وزير الدفاع الإيراني الجنرال حسين دهقان عزمه مع نظيريه الروسي والسوري على خوض معركة وصفها بالحاسمة ضد الجماعات «الإرهابية» وعرقلتها أو منع تلقيها الدعم السياسي أو الأسلحة.
وقال دهقان في ختام الاجتماع إن مكافحة «الإرهاب» يجب أن تتم على أساس «برنامج مشترك وأولويات محددة»، وأضاف «أن الإرهابيين وداعميهم يجب أن يعلموا أن المجموعة التي تقاتلهم عازمة على دعم هذا النهج حتى النهاية وأنها ستواصل ذلك»، لافتا إلى أن «دعم الجيش السوري» كان من المواضيع الرئيسية في الاجتماع.
وفي سياق متصل نقل الموقع الإلكتروني للتلفزيون الإيراني الرسمي عن دهقان قوله «اتخذنا قرارات لما يجب القيام به على الصعيدين الإقليمي والعملاني بطريقة منسقة».
وكان بيان لوزارة الدفاع الروسية ذكر قبل الاجتماع المذكور أنه سيركز على «التدابير ذات الأولوية لتعزيز التعاون بين وزارات الدفاع في البلدان الثلاثة في ما يتعلق بالمعركة ضد تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة الإرهابيين».
ـ قافلة من الأمم المتحدة تدخل داريا ـ
الى ذلك، قال متحدث باسم الأمم المتحدة إن قافلة إغاثة دولية وصلت إلى مدينة داريا التي تحاصرها قوات الحكومة السورية لتسلم السكان إمدادات غذائية للمرة الأولى منذ 2012.
وذكر المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس لايركه أن شاحنات من الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري نقلت مساعدات غذائية تكفي 2400 شخص في داريا لمدة شهر.