تسجيل الدخول

التحرش يؤذي الملتحفات بعباءاتهن

زاجل نيوز30 أكتوبر 2016آخر تحديث : منذ 8 سنوات
التحرش يؤذي الملتحفات بعباءاتهن

_14770695199

التحرش آفة تعاني منها المرأة في الشارع السعودي رغم جرأة بعضهن على مواجهة هذه الظاهرة التي لا تشعرهن بالأمان خارج البيت. وما زال مشروع القانون لعام 2014 الرامي إلى معاقبة المتحرشين قابعا في الرفوف، ولم يدخل بعد حيز التطبيق.

وتعرف الدراسات التحرش الجنسي بأنه “كل عمل أو سلوك أو نشاط أو قول أو فعل واعٍ ومقصود يتم بأساليب سماعية، بصرية، رمزية، أو جسدية بهدف الإثارة الجنسية”.

وقد أظهرت دراسة أن نسبة التحرش في السعودية أعلى بكثير مما هو عليه الحال في الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والسويد وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا وأستراليا وأسبانيا وبقية الدول الأوروبية، مؤكدة أن هذه الظاهرة بدأت تستفحل في المجتمع السعودي، وتعدت ما يعرف بـ”المعاكسات” إلى العنف الجسدي في الأماكن العامة.

وينسب البعض عوامل التحرش إلى مسؤولية الفتاة وحدها بسبب خروجها عن الضوابط الشرعية في اللباس والزينة، بالإضافة إلى عوامل أخرى كتردي العلاقات الأسرية والتفكك الأسري اللذين أديا بدورهما إلى انحراف سلوك الفتاة.

ولكن دوافع التحرش لا تقع على عاتق الفتاة وحدها، خاصة أنها ترتدي زيّا محتشما عادة ما يكون أسود وتغطي وجهها وربما يديها في الكثير من الأحيان، ومع ذلك يتم التحرش بالفتيات وهن بمثل هذه الملابس المحتشمة، مما ينفي فكرة أن هناك نوعية من الملابس التي ترتديها المرأة هي التي تغوي الرجل وتدفعه إلى التحرش بها، ويُظهر أن المشكلة تكمن فعلا في نظرة المجتمع السعودي للمرأة.

ويرى خبراء في علم النفس أن عدم الاختلاط بين المرأة والرجل جاء بنتيجة عكسية باعتبارها تغرس في نفوس الذكور الفضول وتجعل تصرفاتهم في الكثير من الأحيان متسمة بالخشونة والغلظة في التعامل مع الجنس الناعم وهو ما يدفعهم إلى الإقدام على التحرش.

    نسخة سعودية من موقع “هولاباك” توفر خدمات على الهواتف الذكية وخرائط إلكترونية لنقل معاناة المتضررات والحد من الظاهرة المسيئة للمرأة

ويقول الأخصائي الاجتماعي مفلح الشمراني إنّ من الأسباب الرئيسية نقص التوعية الاجتماعية وعدم تربية الأهالي لأبنائهم تربية سليمة وعدم مراقبة أفعالهم حتى لا يصلوا إلى تلك المراحل لفظيًّا أو جسديّاً. وأشار إلى أن رفض الضحية الإبلاغ عن جرائم التحرش بداعي الخوف من الفضيحة، يحرّض الشباب على القيام بالفعل المنحرف بهدف إثبات الفحولة وزيادة الثقة بالنفس.

وأشارت دراسة ميدانية أجرتها شركة أبحاث عالمية لصالح وكالة رويترز إلى أن السعودية احتلت المركز الثالث بين 24 دولة في قضايا التحرش الجنسي في مواقع العمل.

وتهدد هذه الظاهرة النساء العاملات في السعودية، لما لها من انعكاسات مهنية سلبية قد تصل إلى حد فقدان الوظيفة أو الحرمان من الترقية، وانخفاض الأداء الأكاديمي أو العملي بسبب ردود الفعل النفسية التي قد تتعرض لها المرأة، وقد تنسحب من عملها، وتقع فريسة مرض الاكتئاب الذي يؤثر على عيش حياتها بشكل طبيعي.

وتقول ريم -موظفة بالقطاع الخاص- “من واقع عملي الذي يفرض علي الاتصال الهاتفي المستمر بموظفي الأقسام الرجالية، اقتنعت بأن الرجال، مهما بلغت درجة رصانتهم، يتحينون الفرصة لربط علاقة وظيفية مع الزميلات ويوحون لهن بإمكانية توطيد العلاقة، لكن تصرف الموظفات حينها لا يتعدى اللطافة العادية لعدم إحراجهم”.

وتضيف ريم “أحيانا تعمد بعض الزميلات إلى ردّ الفعل بأسلوب “شرس” لكي لا يتجاوز أي موظف متطفل الخطوط الحمراء”.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.