شارك معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة في اجتماع الأمم المتحدة رفيع المستوى الذي عقدته رئيسة الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة ماريا فرناندا إسبينوزا في مدينة نيويورك الأمريكية لمناقشة ومعالجة إشكالية حماية المناخ من أجل منفعة الأجيال البشرية الحالية والمقبلة في إطار الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية لأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة .
واستضاف معالي الدكتور الزيودي – على هامش الاجتماع – في شراكة مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لقمة المناخ ، لويس ألفونسو دي ألبا .. على مأدبة إفطار في مقر البعثة الدائمة لدولة الإمارات في الأمم المتحدة في نيويورك.. القادة المشاركين في التحالفات التسعة التي أنشأها الأمين العام للأمم المتحدة كجزء من الاستعدادات لقمة المناخ للأمم المتحدة
وهدفت مأدبة الإفطار إلى إيجاد توجه وأرضية مشتركة بين المشاركين من شأنها طرح خريطة طريق إلى اجتماع أبوظبي التحضيري للقمة العالمية للمناخ في يونيو المقبل، وقمة الأمم المتحدة للمناخ .
شارك في المأدبة ممثلون ومسؤولون رفيعو المستوى من عدد من الدول .. كما حضرها مجموعة من الأعضاء البارزين في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن المناخ، والبنك الدولي، والمنتدى الاقتصادي العالمي، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، ومنظمة الصحة العالمية، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وقدم سعادة لويس ألفونسو دي ألبا للحضور نظرة عامة على قمة المناخ للأمم المتحدة متضمنة العملية التحضيرية الشاملة للقمة، بما في ذلك الجداول الزمنية والمعالم البارزة والنتائج التي يمكن إنجازها، والمعايير المحدثة للعمل المناخي لضمان جاهزية المبادرات التي سيتم طرحها خلال الاجتماع التحضيري وقمة المناخ .
وقال : ” من الضروري للغاية أن يكون القادة وصناع القرار جاهزين بخطط عمل محددة وجداول زمنية واضحة عند مشاركتهم في الاجتماع التحضيري الذي سيعقد في ابوظبي، وقمة المناخ المقبلة في نيويورك تراعي احتياجات الأفراد العادية وفئات المجتمع في ظل ما نشهده من تحولات اقتصادية التي ستمثل ضرورة هامة لمواجهة التغير المناخي”.
ومن جهته قال معالي الدكتور الزيودي خلال المأدبة: ” إن التقارير والدراسات العالمية عن الوضع الراهن لتداعيات التغير المناخي تؤكد جميعها على تفاقم خطورتها وتهديدهاً للبشرية، الأمر الذي يفرض على المجتمع الدولي ككل الإسراع في التحرك وتوحيد جهوده لمواجهتها قبل فوات الأوان .. مشيرا إلى أن عدد المجتمعات المتضررة وحجم الضرر يتزايد يوميا”.
وأكد أن دولة الإمارات وعبر دورها البارز عالميا في العمل من أجل المناخ ستعمل على توفير كافة الإمكانات اللازمة لكل الأطراف المشاركة في اجتماع أبوظبي التحضيري للقمة العالمية للمناخ ، للوصول إلى مبادرات وحلول مبتكرة قابلة للتنفيذ على المدى القريب لطرحها خلال القمة في نيويورك
وأوضح أن دولة الإمارات تمتلك الخبرة في التجهيز والتحضير لهذا النوع من الاجتماعات حيث استضافت الاجتماع التحضيري لقمة المناخ التي دعا لها الأمين العام السابق للأمم المتحدة ، وعبر ما تم طرحه في الاجتماع والقمة في هذا الوقت تم التوصل للاتفاق العالمي الأهم في مجال المناخ – اتفاق باريس للمناخ – الأمر الذي نسعى له عبر الاجتماع والقمة الحاليين.
وأضاف: ” لم يكن المجتمع الدولي يتخيل مدى الحدة التي وصلت لها تداعيات التغير المناخي، فحرائق الغابات التي يصعب للغاية السيطرة عليها لم تكن كما هي عليه حاليا، وكذا الامر للأعاصير وموجات الجفاف، ما يستدعي التركيز والتحرك بشكل أكبر”.
وشارك معالي الدكتور الزيودي – على هامش الاجتماع رفيع المستوى – في جلسة نقاشية بعنوان “التآزر بين أجندة المناخ والتنمية المستدامة” إلى جانب مارثا ديلجادو، نائبة وزير الشؤون المتعددة الأطراف وحقوق الإنسان في المكسيك، وماري روبنسون رئيسة مؤسسة الحكماء ومؤسس مؤسسة ماري روبنسون، ومانيش بابنا نائب الرئيس التنفيذي والمدير الإداري لمعهد الموارد العالمية، وهندو إبراهيم الرئيس المشارك للمنتدى الدولي للسكان الأصليين بشأن تغير المناخ.
واستعرض معاليه في الجلسة تجربة دولة الإمارات في تنفيذ خطة متكاملة للتعاون والتنسيق بين مؤسساتها للالتزام بالعمل على أهداف اتفاق باريس ، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة .
وقال : ” إن دولة الإمارات التزاما منها بالعمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، أنشأت لجنة وطنية متخصصة معنية بالعمل على هذه الأهداف تجمع في عضويتها 15 جهة ومؤسسة حكومية ، وتركز على توحيد الجهود المبذولة محلياً ودولياً في هذا المجال لدفع وتيرة تحقيق أهداف التنمية المستدامة وإدراجها وربطها بكافة خطط واستراتيجيات الدولة”.
وأضاف معاليه: ” كما عملت اللجنة عبر التنسيق والتعاون بين أعضائها والجهات الحكومية التي يمثلوها على ربط تحقيق أهداف التنمية المستدامة بآليات وتوجهات العمل مع شركائنا الدوليين طورت خطة تنفيذ وطنية لأهداف التنمية المستدامة تتوافق مع أجندة التنمية الوطنية لدولة الإمارات إلى جانب وضع آلية للمراجعة والتأكيد على تنفيذ هذه المنظومة بالكامل”.
وأوضح أنه بالتعاون مع الأمم المتحدة والبنك الدولي ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وعدة شركاء آخرى، أسست دولة الإمارات مجموعة من مجالس أهداف التنمية المستدامة، والتي شكلت شبكة رائدة من صناع القرار في القطاع الحكومي والمنظمات الدولية والقطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية والشباب، تعمل على تعزيز الابتكار في كافة المجالات الداعمة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ومشاركتها ومناقشة آليات تنفيذها على المستويين المحلي والعالمي.