تسجيل الدخول

الأسباب المرضيّة لضعف الشهية لدى الأطفال

الصحة
زاجل نيوز22 سبتمبر 2018آخر تحديث : منذ 6 سنوات
الأسباب المرضيّة لضعف الشهية لدى الأطفال
medium 2018 09 19 6ac1ceff15  - زاجل نيوز
«إبني علي لا يحب الطعام، فهو لا يتناول إلا أطعمة معينة، وحتى هذا الأطعمة قد يتناولها في بعض الأوقات بكميات قليلة، ويرفضها في أوقات أخرى». بهذه الكلمات عبرت نوال سعيد -وهي أم لخمسة أطفال- عن استيائها من ضعف شهية ابنها لتناول الطعام.

وتابعت: “تعبت كثيراً وأنا أحاول جاهدة أن أطعمه من جميع أصناف الطعام ،ولكن لا فائدة فهو يرفضها جميعها، ولا يتناول إلا أشياء غير مفيدة وغير صحية، حتى أنني قمت بعمل فحص شامل لأعرف ما السبب وراء فقدان الشهية لديه والنتائج بحمد الله جيدة، وما زلت قلقة ولا أعلم ما أفعل معه ؟!».

تبين الأخصائية النفسية الأستاذة في الجامعة الأردنية الدكتورة لطيفة دردس: “مشاكل ضعف الشهية عند الأطفال تعد من أكبر التحديات التي يواجهها الأهل وخصوصاً في السنين الأولى من أعمارهم”.

أهم 5 نصائح لتخزين طعام رضيعكِ

وعن أسباب ضعف الشهية عند الأطفال تقول دردس: “لكل طفل طبيعته ووضعه الصحي الخاص به، وعليه لا يجب أن يبادر الأهل إلى تدخلات سلوكية معينة، أو إلى تقليد ما يقوم به أطفال غيرهم ، حيث أن لكل طفل إستجابة مختلفة عن الآخر، فقد يكون ضعف الشهية عند الطفل مؤشراً على مشكلات صحية عديدة كالتهاب الحلق والجيوب الأنفية وإلتهابات الأذن وفقر الدم، والإعياء العام الناشيء عن أمراض جسدية أخرى لذا يجب إجراء فحوصات شاملة للطفل قبل بدء العلاج لأنه في حال تبين أن هناك مشكلة جسدية تؤثر على شهية الطفل يجب العمل على معالجتها قبل كل شيء”.

وأضافت: “للأسباب النفسية دور كبير في السلوكيات الغذائية للطفل فضعف الشهية أو الأكل الزائد كلاهما قد يكون مؤشراً على توتر زائد أو إكتئاب أوخوف عند الطفل ، لذا فإن الحفاظ على جو من الإيجابية والسكينة في البيت يعد أمراً محورياً في تغذية الطفل الصحية”.

كيفية تغذية الطفل بعد الفطام.. 10 أطعمة تجنبيها!

وعن السلوكيات التي يمكن للأهل ممارستها لتشجيع طفلهم ضعيف الشهية على تناول الطعام تقول: “يجب أن لا يكون موضوع طعام الطفل هو الشغل الشاغل للعائلة ،ويجب أن يتجنب الأهل التذمر أو النقد أو التأنيب المستمر له في حال رفضه تناول الطعام ، ويجب عدم ربط الأكل بتحقيق غايات معينة له وذلك لتجنب تعويده على استخدام طعامه كوسيلة لإجبار الأهل على قيامهم بما يريد”.

وتابعت: “يجب تحديد مواعيد طعام الأسرة وعدم تعويد الطفل على تناول الأطعمة بصورة عشوائية، وعدم إطالة مدة الطعام حتى لا يشبع الطفل بشكل سريع قبل إنهاء طعامه ،فمثلاً تجنب مشاهدة التلفاز أو الحديث المطول مع الطفل أثناء تناوله لطعامه ، وتجنب مشتتات الإنتباه التي قد تشجع الطفل على ترك المائدة كما يجب أن لا تعمل الأم على ربط طعام الطفل بثواب أو عقاب حتى لا يبقى تفكير الطفل مركزاً بغير طعامه،فمثلاً لا يجب أن تقول الأم للطفل إذا انهيت طعامك سوف آخذك إلى الألعاب أو إلى حديقة أو اي مكان تحبه، لأن الطفل سيكون مشغولاً بهذا الشيء وسيعمل على إنهاء طعامه بأسرع وقت حتى يتمكن من الوصول إلى ما يريد”.

وترى دردس أنه: “إذا شعر الطفل بأن عقوبة معينة تنتظره إذا لم ينه طعامه، فإن هذا التوتر الزائد سيعمل على سد شهيته ولن يساعده على إكمال طعامه، ومن المهم جداً أن يكون الوالدان والأسرة عامة نموذجاً في تناول الأكل الصحي ،وأن يعملوا على مشاركة الطفل طعامه وعدم الإنتهاء من طعامهم قبل الطفل وعدم مغادرة المائدة قبله، ومن الممكن أن تقوم الأم بتزيين طبق الطفل بأشكال ورسومات يحبها حتى تفتح شهيته للطعام ،إلى جانب إشراكه في عملية تحضير الطعام في المطبخ لأن ذلك يشجعه على إنتظار الطعام الذي قام على صنعه بنفسه”.

وتدعو الأم إلى: “استشارة الطفل فيما يريد أكله مع الحرص على تجنب خياراته غير الصحية والعمل على توفير أكثر من بديل صحي له ، وتعويد الطفل منذ الصغر على بدائل عديدة للطعام الصحي يعتبر أمراً مهماً جداً حتى لا يعتاد على أنماط معينة ومحددة من الأغذية ، وعدم الإكثار من تناول السوائل والألبان قبل وجبات الطعام الرئيسية وكذلك تجنب السكريات والحلويات وغيرها من الأطعمة غير الصحية خصوصاً بين الوجبات أو قبل الوجبات الرئيسية لأن ذلك يشعر الطفل بالشبع بسرعة”.

وترى دردس أنه: “من المهم جداً تجنب الأهل الذعر والقلق الدائم بشأن غذاء طفلهم ،وأن يتحلوا بالصبر والهدوء لأنه ما دام الطفل ينمو بشكل طبيعي ،وليست لديه مشاكل صحية أو جسدية معينة ولا تظهر عليه أعراض مرضية فإن العلاج السلوكي يكون ناجحا في معظم الأحيان”.

تناول الأطفال الطعام الجاف يجعلهم ينامون بشكل أفضل

وعلى الرغم من أن اضطرابات الأكل مثل فقدان الشهية العصبى عادة ما ترتبط بالمراهقين والشباب، إلا أن الباحثين يحذرون من أن الأطفال ما بين 8 إلى 12 عاماً الذين يجدون صعوبة في تناول الطعام، يمكن أن يكونوا الأكثر عرضة لاضطرابات الأكل والقضايا النفسية. وأضاف فريق بحثي أن سلوكيات الأكل التقييدية يمكن أن تظهر على السطح قبل سن البلوغ.

وكان باحثون فى جامعة «مونتريال» الكندية بالتعاون مع مستشفى الأطفال (CHU) الأمريكية قد قدموا النتائج المتوصل إليها مؤخرا فيما يخص اضطرابات الأكل في المؤتمر السنوي الذي عقد في مدينة «فانكوفر» الكندية.

ما هو الطعام المناسب للأطفال بعد عامهم الثالث؟

وكانت الأبحاث قد أجريت بقيادة البروفيسور «دومينيك ميللر» أستاذ علم النفس السريري، وتم تشخيص عدد من الحالات بواسطة الرد على أسئلة بحثية عن كيفية تطور اضطراب الأكل، حيث يعتقد الباحثون أن الشراهة في تناول الطعام تظهر فقط في مرحلة المراهقة، إلا أن الدراسات الحديثة تشير إلى أن المشكلة قد تبدأ قبل ذلك بكثير.

وكان قد أشار الباحثون إلى أن اضطرابات الأكل تنشأ نتيجة التفاعل بين العوامل الوراثية والبيولوجية والسلوكية والنفسية والاجتماعية، بالإضافة إلى ذلك، اضطرابات الأكل غالباً ما تحدث جنباً إلى جنب مع أمراض أخرى مثل الاكتئاب والإدمان أو اضطرابات القلق.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.