بعد مرور أسبوع على حدث خطير، نُشِر خبر مرور كويكب 2016 QA2 على مسافة قريبة وخطيرة من الأرض، عند الساعة 3.24 فجر الإثنين 22 آب 2016 بتوقيت برلين. الكويكب مرّ على مسافة 84 ألف كلم، والتي قد نراها كبيرة، لكنها بعلم الفضاء خطيرة، فالمسافة القريبة لأيّ جرم سماوي من الأرض هي 54 مليون كلم.
الكويكب فاجأ مراكز الرصد والعلماء ولم يتمكنوا من رصده سوى قبل 3 ساعات من مروره، وقد بلغ حجمه بين 34 إلى 50 متراً، ويزن مئات الأطنان، وحسب مركز فيريل للدراسات فكويكب 2016 QA2 كان يسير بسرعة 36 ألف كلم في الساعة، مما يعني أن ارتطامه بالأرض قد يفني مدينة بحجم باريس. وتعادل قوة انفجاره على الأرض قوة انفجار 7 قنابل نووية بقوة 13 ألف طن TNT للواحدة.
وتكررت في السنوات الأخيرة حوادث مرور الكويكبات بمسافات قريبة من الأرض، ففي شباط 2013 مر كويكب على مسافة 28 ألف كلم، وفي أيلول 2014، مرّ آخر على مسافة 40 ألف كلم.
أعنف حادثة لارتطام كويكب في العصر الحالي حدثت في تونغوسكا في سيبيريا بتاريخ 30 حزيران 1908، بمنطقة خالية من السكان على نهر تونغوسكا، تسبب الارتطام باقتلاع الأشجار بمساحة تعادل 2500 كلم مربع، وحفرة عملاقة.
في 15 شباط 2013، مر كويكب قطره 18 متراً بسرعة 66 ألف كلم، على ارتفاع عدة كيلومترات من مدينة Chelyabinsk في جبال الأورال جنوب موسكو بـ 1900 كلم. تسبب هذا المرور بهزة أرضية، وهدم عدة منازل وتحطيم زجاج الأبنية، وجرح أكثر من 1500 شخص، ولحسن الحظ أنه ارتطم بالأرض على مسافة بعيدة عن المدينة.
بتاريخ 5 شباط 2016، انفجر كويكب صغير بقطر 6 أمتار، مقابل سواحل البرازيل الشرقية، نتيجة احتكاكه بالغلاف الجوي، وعلى ارتفاع 30 كيلومتراً فوق الأطلسي، قوة الانفجار كانت تعادل قوة قنبلة هيروشيما.
بقي أن نعرف أن 625 ألف كويكب تدور بمسارات حول الشمس، ويمر بعضها بمسافات قريبة أو متقاطعة مع الأرض، وهناك 4711 كويكب قريب منا بينها 600 بقطر أكثر من كيلو متر واحد، كما أن ارتطام المئات منها بكوكبنا أمر مؤكد، لكنها عندما تكون صغيرة الحجم بأقطار لا تتجاوز 10 أمتار، تحترق بالغلاف الجوي، الكارثة… عندما يكون قطرها أكبر من ذلك.