اقترب مشوار متسابق الدراجات المعمر الفرنسي روبير مارشان من النهائية بعدما أعلن مقربون منه نيته الاعتزال عن عمر 106 سنوات
وعاصر مارشان الحربين العالميتين وشهد على تحولات تاريخية، وجاء قرار الاعتزال، بعد عام واحد من تحقيق المتسابق ما تم اعتباره رقمًا قياسيًا على مستوى أشخاص تزيد أعمارهم على 105 أعوام، إذ اجتاز مسافة 22,528 كيلومتراً في غضون ساعة على مضمار كونتان أون ايفلين قرب باريس، وسط حشد من أصدقاء ومعجبين جاؤوا مؤازرين، علماً أنه كان سجل رقماً قياسياً لفئته عام 2014 بلغ 26,927 كلم. وجذب الإنجاز، الذي تحقق على حلبة داخل قاعة بالقرب من باريس، أنظار وسائل إعلام دولية، وأصبح مارشان رمزا للمُعمِرين. وتقترب سنّ مارشان من ضعف متوسط سن التقاعد في فرنسا وثلاثة أو أربعة أضعاف سن اعتزال صفوة الرياضيين.
ولد مارشان في 26 تشرين الثاني 1911 في اميان (شمال) وعمل حتى سن متقدمة إطفائيا في باريس ومزارع قصب سكر وتاجر نبيذ. وهو يعيش وحيداً في شقة صغيرة متواضعة بأقل من 900 أورو في الشهر.
وأعلن أنه ببساطة فضّل الاستراحة بعد تعب السنوات، وقال في أحاديث صحافية سابقة: “لياقتي تراجعت بفعل السنوات وأخشى أن تخذلني قريباً، خصوصاً أنني لم أعد أقوى على تولّي المقود طويلاً بيدي اللتين تعانيان الروماتيزم”. وقبل أربع سنوات أصدر كتاباً سطّر فيه محطات من سيرته وما عانته عائلته حين اعتقل الألمان والده في مسقطه اميان في 31 آب 1914. وزاول مارشان الملاكمة في سن 12 سنة ثم الجمباز فحقق ألقاباً، واستمتع بركوب الدراجة التي اكتشف سحرها سنة 1926، فلاحظ بول ريونار المحترف السابق والإداري في نادي لافالوا بيريه، أنه لن يصبح يوماً متسابقاً جيداً نظراً إلى قصر قامته. كما مارس رياضة رفع الاثقال وتمكن من خطف 85 كيلوغراماً ونتر 110 كلغ. وخلال الحرب العالمية الثانية كانت خدمته في ثكنة درانسي في سان دوني، فشهد ترحيل اليهود. وسجن شهراً لرفضه أوامر رئيسه القاضية بتدريب شبان وجدهم غير جديين، التحقوا بفوج الإطفاء للهروب من التجنيد.