تسجيل الدخول

احذري…عيون الحسّاد تترصدك على الفيسبوك!

زاجل نيوز22 أكتوبر 2016آخر تحديث : منذ 8 سنوات
احذري…عيون الحسّاد تترصدك على الفيسبوك!
2014-8_448959191

هل تعلمين أن عيون الحسّاد التي تحاولين الاختباء منها بالشكوى وكثرة التبرم من واقعك وظروفك السيئة، ستلاحقك إلى الفيسبوك وتصطاد النعم التي تتمتعين بها؟ هل تعرفين متى يحدث ذلك؟عندما تنشرين صورا لخاتم خطبتك وجهازك الأنيق، أو صورة لمطبخك الجميل أو صالونك الفاخر أو أطفالك الرائعين، بينما في الضفة الأخرى من الفيسبوك، هناك فتاة أضناها الفقر فاشترت خاتما من حديد، وأخرى أنهت عقدها الثالث والرابع وهي لا تزال تنتظر عريسا، وثالثة اشتاقت نفسها لبيت بسيط وسقف غير مثقوب، ورابعة تتمنى أن ترى طفلا واحدا حتى وإن لم يكن وسيما، وبعد ذلك تتساءلين في قلق وحيرة لماذا زالت عني النعم فجأة؟!.

هذا الكلام الذي يبدو غير معقول، تؤكده دراسة ألمانية بينت أن المشاركة في الشبكات الاجتماعية يمكن أن يؤدي إلى مشاعر سلبية ويجعل مستخدميه من الحاسدين وغير الراضين عن حياتهم، وكشفت الدراسة أيضا أن ثلث الأشخاص الذين شاركوا في هذا الاستبيان، ذكروا أنهم يعانون من الإحباط وتنتابهم مشاعر سلبية بسبب أنهم يكيلون الحسد لأصدقائهم ومعارفهم على الفيسبوك.

والحقيقة أن التفاوت الاجتماعي بين الأفراد من شأنه أن يولد شحنات من الحسد والغيرة والدخول في المقارنة مع أشخاص يملكون ما لا يملكه الفاقد للنعم التي أنعم الله بها على  بعض من عباده، فيوميا تمر علينا صورا مختلفة في هذه المساحة الزرقاء لبيوت وغرف في غاية الجمال، وحفلات زفاف وأعياد ميلاد، وصورا للخطوبة وهدايا مغرية للعروسة التي تطلب رأي الفتيات في الملابس والأحذية وقطع الذهب التي اشترتها، ومع أن معظم الردود تبدو وكأنها صاحباتها يتمنين السعادة للعروس، ويهنئنها على ذوقها الجميل، إلا أن ذلك ليس دليلا على أن”شرارة”العين والحسد لم تنساب خلف شاشات الحواسيب لتصيب صاحبة النعمة إصابة بالغة تجعلها تفقد كل ما أعلنت عنه في مكان تجتمع فيه كل الشرائح والفئات والعقليات.

ولرصد آراء الفتيات والنساء حول هذا الموضوع، سجلنا أنفسنا في أحد أكبر المجموعات النسائية على الفيسبوك، وطرحنا هذه القضية، فعبرت أغلبية المشاركات في الموضوع، واللواتي تجاوز عددهن المائتي ناشطة، عن عدم تأييدهن للنساء والفتيات اللواتي يقمن بنشر صور لمقتنياتهن ومنازلهن وأطفالهن، وقالت سيدة مشاركة تدعى”أم البنين”إنها تشعر بالغيرة عندما تشاهد صورا للمنازل الفاخرة على الفيسبوك، وأضافت عليها فتاة أطلقت على نفسها “ملاك”إنها هي أيضا تنتابها مشاعر الغيرة عندما تنشر الفتيات صورا ل”المهيبة” مع أنها مخطوبة، ولكن ظروف أهل خطبيها لا تسمح لهم بزيارتها ومهاداتها، وقالت ثالثة إن الذين ينشرون صورهم الخاصة على الفيسبوك يعانون من المشاكل وكثيرا ما تتعثر حياتهم في بدايتها، وأعطت مثالا على ذلك يقولها، إن هناك من يموت عريسها يوم عرسه، وهناك من تفسخ خطوبتها بعد الإعلان عليها في الفيسبوك، وهناك من يمرض أطفالها وتتوتر علاقتها مع زوجها، وكل هذا بسبب ما ينشر على الملأ من صور ومعلومات شخصية من المفترض أن تبقى بعيدة عن أعين الناس.

بينما رأت قلة قليلة شاركت في هذا الموضوع، أن نشر الصور الخاصة التي تكشف المستوى المعيشي للمرأة وحياتها السعيدة، إنما هو من باب”وأما بنعمة ربك فحدّث”، بينما اعتبرتها بعض المشاركات من باب التسلية التي تزيح”الغمة”والروتين.

وإذا استبعدنا فرضية العين التي تنشب أظافرها خلف الحواسيب في كل ذي نعمة أعلن عنها للأصدقاء وللناس الذين لا يعرفهم، فهل من الضروري أن نكشف أسرار بيوتنا للناس ومن ذلك ما تفعله الكثير من”الفايسبوكيات” اللواتي ينشرن أدق تفاصيل حياتهن الشخصية، وهل من الضروري أن نشارك الناس أمورا تخصنا وحدنا  من شأنها أن تجعلهم يشعرون بالإحباط والاكتئاب والتذمر والرغبة في الانتقام منا؟!.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.