آمَـنْتُ بالْكُـتُب الَّـتِي قَدْ أُنْـزلَتْ — وَحْـيًا عَلى مَنْ أرْسِـلُـوا بِـبَـيَـانِ
كُـتُبُ السَّـمَاءِ تَـقَدَّسَتْ وَتَـنَزَّهَتْ — عَنْ كُـلِّ عَـيْبٍ ثُـمَّ عَنْ نُقْـصَـانِ
آمَـنْتُ بالصُّـحُفِ الَّـتِي قَدْ أُنْـزِلَتْ — هَـدْيًا عَلى يَـدَيِ الْخَلِـيلِ الـدَّانِي
وَأقِـرُّ مَا نَـزَلَتْ عَـلى مُـوسَـى مِنَ — التَّـوْرَاةِ إرْشَـادًا مِـنَ الرَّحْـمَـانِ
وَكـذاكَ مَا نَـزَلتْ عَلَى عِـيسَـى مِنَ — الإنْـجِـيـلِ لِلإرْشَـادِ وَالإعْـلانِ
وَزَبُــورُ دَاوُدٍ أُقِــرُّ بِـأنَّـــهُ — عَـمَرَ الْقُلُـوب لِـغَايَـةِ الْعُـمْـرَانِ
أمَّـا مُحَـمَّـدُنَـا شَـهِـدْتُ بِأنَّـهُ — قَـدْ جَـاءَ بِالتِّـبْـيَانِ وَالْفُـرْقَـانِ
فَـكِـتَابُـهُ رَوْحٌ وَرَحْـمَـةُ رَبِّـنَـا — وَهُـدًى وَمَوْعِظَـة ٌمَـعَ الرَّيْـحَـانِ
فَـكِـتَابُـهُ نُـورٌ لَـنَـا وَسَـلامَـة ٌ — وَشِـفَاءُ مَـا فِي الْقَـلْـبِ مِنْ أدْرَانِ
قدْ دَاخَلتْ كُتبَ السَّـمَا زَمَنًا يَـدُ التْـ — ـتَـبْدِيـلِ وَالتَّحْـريفِ وَالإدْهَـانِ
حَـتَّى أتَـى الْقُـرْآنُ وَهْـوَ مُحَـصَّنٌ — مِـنْ رَبِّـهِ وَمُـحَافَـظٌ بِـضَـمَانِ
فَـهُوَ الْكِتابُ الْمُعْجِـزُ الْخَالِي عَنِ الْـ — أخْـطَـاءِ وَالأغْـلاطِ وَالألْـحَـانِ
وَهُـوَ الْكِتابُ الْكَامِلُ النَّـائِي عَنِ التْـ — ـتَـبْدِيلِ وَالتَّحْـريـفِ وَالنُّقْصَـانِ
عَجزَ الأُوْلى كَـفرُوا عَنِ الإتْـيَانِ مَـا — هُـوَ مِثْـلُـهُ مِنْ سُـورَةٍ لِـقِـرَانِ
وَالْجِـنُّ مِثلُ الإنْـسِ لَـوْ جَمَعُوا عَلى — إتْـيَانِـهِ اجْـتَمَعُـوا عَلى عَجْـزَانِ
إنَّ النُّــبُـوَّةِ صَادَفَـتْ أيَّــامَ مَـا — قَـدْ فَـاقَتِ الْبُـلَغَاءُ فِي الْعُـرْبَـانِ
لَـكِـنَّهُمْ عَـلِمُوا يَـقِـيـنًا أنَّـهُمْ — عَـجزُوا عَنِ التَّعْـريضِ وَالإتْـيَـانِ
أنَّـى لِـغَـيْـرهِمُ وَكَانُـوا عِـنْدَهُمْ — فِـي غَايَـةِ الإفْـصَاحِ وَالسَّـيَـلانِ
قُـلْ أخْـطَأ النَّـظَّامُ مِثْـلُ الْمُـرْتَضَى — قَـالاَ بِقَـوْلِ الصِّـرْفِ وَابْنُ سِنَـانِ[1]
فَـاللهُ يَـجْـزي أمَّـةً قَـدْ ألْـجَـأوا — أقْـوَالَ أهْـلِ الصِّـرْفِ لِلْكُذْبَـانِ
بَـلْ ألَّـفُوا كُـتُـبًا تُـفَـنِّدُ رَأيَـهُمْ — فِي مَـسْألِ الإعْـجَـاز لِلْـقُـرْآنِ
فَـاقَ الْخَـطَابي فِي “الْبَـيَانِ” فَـفِيهِ مَا — يَـشْـفِي غَلِـيلَ الْبَاحِثِ الْهَجْفَـانِ[2]
وَالْبَـاقِـلاَنِـي أيَّـدَ الإعْـجَـازَ فِي — “إعْـجَـازهِ” وَكَـذا أَبُـو عُـثْـمَانِ[3]
قَدْ جَـاءَ فِي “الأسْـرَارِ” أبْلَـغُ حُجَّـةٍ — وَ”دَلائِـلِ الإعْـجَـازِ” لِلْجُرْجَـانِي[4]
وَالرَّافِـعِـيُّ لَـهُ بُحُـوثَـاتٌ حِـسَا — نٌ فِي مُـؤَلَّـفِـهِ الْعَـلِـيِّ الشَّـانِ[5]
إعْـجَازُهُ الأعْـلى أتـى فِي نـَظْمِـهِ — مَبْـنَاهُ مَـعْ مَعْـنَاهُ مُنْـتَـسِقَـانِ
بَـلْ كُلُّ لَـفظٍ فِي النُّصُوصِ يُطَابقُ الْـ — ـمَعْـنَى الْمُـرَادَ لَـهُ بِلاَ مَيَـدَانِ[6]
حَـتَّى وَلَـوْ حَاوَلْتَ تَعْـويـضًا بِـمَا — قَـالُـوا يُـرَادِفُـهُ عَـلى الإمْـكَانِ
لأتَـيْتَ نَـظْمًا سَـاقِـطًا لا شَـكَّ أوْ — أحْدَثتَ فِي الْمَبْنَـى اضْطِرَابَ مَعَـانِ
فَـ “وَقِـيلَ يَا أرْضُ ابْلعِي مَاءَ” السَّـمَا — هِـيَ آيَـةٌ فَخُمَتْ عَلى التِّـبْـيَـانِ[7]
هِـيَ آيَـة ٌتَـعْلُو بَلاغَـتُـهَا عَلى الْـ — ـجَـوْزَاءِ وَالْمِـرِّيـخِ وَالْكَـيَـوَانِ
هِـيَ آيَـة ٌبِـجَـمَالِـهَا وَجَـلالِـهَا — كُـسِيَتْ مِنَ الذُّهْـبَانِ وَالْمرْجَـانِ
كُـسِيَتْ مِنَ الذُّهْـبَانِ وَالمرْجَـان وَالْـ — ـعِـقْـيَانِ وَالشَّـبَهَانِ وَالصَّرَفَـانِ
هِـيَ ظَاهِـرٌ إعْـجَازُهَا الأعْـلى بِـهِ — خَـرَسَتْ شَـقاشِـقُ مُفْصِحٍ بِبَيَـانِ[8]
هَـذا مِـثَـالٌ ظَاهِـرٌ فَـتَـأمَّـلُـوا — إنْ كُـنْـتُـمُ أهْـلاً لِـهَذا الشَّـانِ
بَـلْ إنَّ فِـيهِ فَـصَاحَـةً وَفَـخَامَـةً — وجَـزَالَـةً تَـبْـدُو لِـذِي إزْكَـانِ
وَطَــلاوَةً وَحَــلاوَةً وَطَــلاقَـةً — وَنَـضَارَةً وَأنَـاقَـة الْـبُـنْـيَـانِ
هَـذا مِـثَالٌ بَـيْنَ أمْـثِـلَـةٍ فَـمَـا — مِـنْ آيَـةٍ إلاَّ أتَـتْ كَـجُـمَـانِ
وَالْمُـعْـجِـزَاتُ مِنَ الْكِتابِ عَدِيـدَة ٌ — فَالْغَـيْبُ وَالأخْـبَارُ مُعْـجـزَتَـانِ
هَذا الْكِـتابُ كَلامُ رَبِّـي غَـيْرُ مَخْـ — ـلُـوقٍ بِـلاَ شَـكٍّ وَلا نُـكْـرَانِ
مَنْ قَالَ غَـيْرَهُ فَـهْوَ أكْـذبُ كَـاذِبٍ — فَـاهْجُـرْ لِـقَوْلِ الْكَاذِبِ الْخَـوَّانِ
إنَّ الْـكَـلاَمَ مُـعَـلَّـقٌ بِـكَـمَالِـهِ — وَالضِّـدُّ مَنْقَصَـةٌ لَـدَى الأذهَـانِ
قُـلْ إنَّ رَبِّـي لَـمْ يَـزَلْ مُـتَكَـلِّـمًا — مَا شَـاءَ أنَّـى شَـاءَ غَـيْرَ جَبَـانِ
فِي سُورَتَـيْ “كَـهْفٍ” أتَـاكَ وَ”تَـوْبَـةٍ” — لَـفْظُ الْكَـلامِ بِأوْضَـحِ الْبُرْهَـانِ[9]
قَـدْ قَـالَ بالْـقُـرْآنِ وَهْـوَ كَـلامُـهُ — وَمِـدَادُنَـا وَالـرَّقُّ مَخْلُـوقَـانِ
فَالصَّوْتُ صَوْتُ الْقَـارئِينَ حَـقِـيـقَـةً — لَـكِنَّ مَا نَـتْـلُـو مِنَ الرَّحْمَـانِ
فَكَلامُ رَبِّـي لَـيْسَ يُشْـبـهُ قَوْلـة َالشْـ — ـشُـعَـرَاءِ وَالرُّجَّـاز وَالْكُهَّـانِ
أتَـرَى كلامَـهُ يُـشْبـهُ الشِّـعْـرَ الَّذِي — قَـدْ قَـالَـهُ الضِّلِّيـلُ فِي الأوْزَانِ[10]
أوْ يُـشْبـهُ النَّـظْـمَ الَّذِي قـدْ صَاغَـهُ — صَوْغًا عَـبيدُ الشِّعْـرِ فِي جَهْـدَانِ[11]
أوْ قَـوْلَ عَـنْـتَـرَةَ بْـنِ شَـدَّادٍ وَقَـوْ — لَ مُهَلْهِـلٍ وَالنَّـابِـغِ الذُّبْـيَـانِي[12]
أوْ يُـشْبـهُ السَّـجْـعَ الَّذِي قَدْ قَـالَـهُ — قُـسٌّ وَسَـطِّـيحٌ مِـنَ الْكُـهَّـانِ[13]
أتَـرَى يُـبَاريـهِ قَـريـضُ سَـمَـوْألٍ — فِـي نَـوْعِهِ وَالأخْطـلِ النَّصْـرَانِي[14]
أتَـرَى يُـعَارضُ مَا لِـشِـعْـر أمَـيَّـةٍ — فِي الْحُكْـمِ وَالأخْـبَار وَالْبُـنْيَـانِ[15]
كَـلاَّ وَحَـاشَـا أنْ يَـجيءَ بـمِـثْلِـهِ — قَـوْلُ اللِّـسَانِ وَمَـنْطِقُ الإنْسَـانِ