تسجيل الدخول

إرث ساندبيرج في «ميتا».. كلفــة يتحملهــا العالــم

تكنولوجيا
H4CK3D BY Z3US24 يونيو 2022آخر تحديث : منذ سنتين
إرث ساندبيرج في «ميتا».. كلفــة يتحملهــا العالــم

روجر ماكنامي

بصفتي الشخص الذي ساعد مارك زوكربيرج على اتخاذ قرار تعيين شيريل ساندبيرج في «فيسبوك»، لم أكن سعيداً لسماع الأخبار التي تفيد بأن ساندبيرج تركت منصبها رئيسة تنفيذية للعمليات داخل عملاق التواصل الاجتماعي الأزرق الذي بات يحمل اسم «ميتا».

زاجل نيوز، ٢٤، حزيران، ٢٠٢٢ | تكنولوجيا 

قابلت شيريل ساندبيرج لأول مرة عندما كانت أحد كبار موظفي وزارة الخزانة تحت إشراف لاري سامرز أثناء إدارة كلينتون، تواصلنا سوية وكانت مهنية للغاية، وعرفتني لاحقاً على بونو، الذي أصبح فيما بعد شريكي التجاري، وبعد عام، انتقلت ساندبيرج إلى وادي السيليكون بحثاً عن الخطوة التالية في حياتها العملية وقد ساعدتها على التواصل مع «جوجل»؛ حيث أسهمت في تأسيس فريق مبيعات الإعلانات الذي درّ أرباحاً هائلة على الشركة وظللنا على اتصال وثيق طوال فترة عملها هناك.

بدأت علاقتي مع مارك زوكربيرج في عام 2006، عندما ساعدته على العدول عن قراره بيع الشركة إلى «ياهو» المدعومة من مجلس الإدارة وفريقه. ولمدة ثلاث سنوات بعد ذلك، كنت ناصحاً له بشأن القضايا الاستراتيجية، ومن أهمها تعيين كبار المديرين التنفيذيين ممن يشاركوه الرؤية ذاتها.

وهنا اقترحت ساندبيرج عليه لأنني اعتقدت أن تجربتها في جوجل كانت أفضل إعداد ممكن لشغل المنصب رقم 2 في فيسبوك. كنت آمل أيضاً حينها أن يُظهر نضجها السياسي وخبرتها التجارية أفضل ما في زوكربيرج من إبداع، وتوفير الأمان الكافي أيضاً وكنت محقاً بشأن الجزء الأول، لكنني أخطأت بشأن الجزء المتبقي فقد كان لدى ساندبيرج العديد من الفرص لوقف الضرر أو تخفيفه على الأقل، لكنها لم تفعل شيئاً.

من وجهة نظر المساهمين، كان توظيف ساندبيرج أفضل شيء حدث لفيسبوك على الإطلاق؛ إذ قادت الجهود التي حولت الشركة من منتج يضم مئات الملايين من المستخدمين مع سيولة ضعيفة، إلى واحدة من أكثر الشركات التي شهدها العالم ربحية على الإطلاق. كما أشرفت على إنشاء فريق الشؤون السياسية هناك، وهو أحد أكبر منظمات الضغط وأكثرها فاعلية في العالم بتوجيه من ساندبيرج، استخدم تطبيق فيسبوك ثروته للتأثير ليس فقط في السياسيين، لكن أيضاً في القطاعات الأكاديمية، ومراكز الفكر، والمنظمات غير الحكومية، مما يضمن تمثيله بشكل جيد في أي محادثات تدور حول مستقبل صناعة التكنولوجيا. وفي الولايات المتحدة، المساهمون هم الدائرة الانتخابية الوحيدة التي يتعين على المديرين التنفيذيين للشركات الاهتمام بها. وبالنسبة لهم، كانت ساندبيرج نجماً ساطعاً، فقد جعلت من المساهمين أغنياء للغاية. ولكن لسوء الحظ، ترافقت تلك الثروة مع كلفة باهظة لمجتمعنا. ففي ظل غياب القواعد التي تتطلب السلامة للمستخدمين والمتأثرين بمنتجاتها، فإن ممارسات فيسبوك التجارية كانت ذات أضرار واضحة.

لقد نشرت أعمالها في بلدان لا تملك فيها موظفين، ولا مهارات لغوية، ولا تفهم ثقافة البلد أو سياسته وطرحت منتجاً، هو «إنستغرام»، موجهاً للمراهقين، وهم المجموعة الأكثر عرضة لضغط الأقران وتعاملت ثقافة الشركة مع كل ممارسة تجارية على أنها تجربة بحد ذاتها، وأي ضرر ككلفة مقبولة للنمو وكان هذا هو خيارها واعتمد نجاح فيسبوك على نموذج عمل استغل البيانات الشخصية لزيادة المشاركة والقيمة الاقتصادية وفي البداية كان من الصعب رؤية الأضرار.

وفي عام 2016، على سبيل المثال، أعرب عدد قليل من المراقبين عن قلقهم بشأن استخدام مجموعات فيسبوك لنشر خطاب الكراهية ضد هيلاري كلينتون، أو الدور الذي لعبه التطبيق في استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وعندما حذّرت شيريل ساندبيرج ومارك زوكربيرج في أكتوبر 2016 من أن هذه المشكلات قد تكون نتيجة لعيوب منهجية في ثقافة الشركة ونموذج أعمالها وخوارزمياتها، كنت آمل أن يشجعهم تاريخي كمستشار على تغيير سلوكهم. لكن بدلاً من ذلك، اختاروا الإنكار والانحراف أكثر، واستمروا إلى حد كبير حتى يومنا هذا.

لقد ضاعفت خوارزميات فيسبوك خطاب الكراهية والمعلومات المضللة ونظريات المؤامرة لزيادة التفاعل. ودفعت محركات «التوصية» الأشخاص الضعفاء والمترددين نحو المحتوى المتطرف، وكل ذلك باسم الربح ويمكن القول: إن الضرر الذي يلحق بالصحة العامة والديمقراطية والحق في تقرير المصير والمنافسة من جانب فيسبوك هو الأسوأ من قبل أي شركة منذ قرن أو أكثر. عدا عن أنها لعبت دوراً مركزياً في تسييس استجابة الولايات المتحدة للوباء، ومكّنت العصيان في مبنى الكابيتول، واستغلها قتلة عزموا على توثيق البث المباشر لجرائمهم في أماكن متعددة وحدث كل هذا عندما كانت ساندبيرج مديرة للعمليات.

تزايدت الانتقادات لفيسبوك بشكل مطرد منذ اندلاع فضيحة «كامبريدج أناليتيكا» في مارس/آذار 2018، وتسريب بيانات شخصية لملايين الأشخاص من على موقع الشركة لاستخدامها لأغراض الدعاية السياسية. لكن فيسبوك استعرضت عضلاتها السياسية لمنع التنظيم الهادف من قبل المسؤولين المحليين. وفي ظل عدم وجود تدخل حكومي وقتها، سارعت شركة «أبل» إلى تمكين مستخدمي أجهزة «آيفون» من إلغاء الاشتراك في خاصية التتبع عن طريق فيبسوك وغيره من التطبيقات. خطوة رأت فيسبوك أنها ستقلل الإيرادات بمقدار 10 مليار دولار في السنة المالية الحالية.

ربما تخلت شيريل ساندبيرج عن منصبها مديرة للعمليات، لكنها لن تغادر وستحتفظ بمقعدها عضوة في مجلس إدارة «ميتا»، كما أنها ستحتفظ بالمسؤولية القانونية عن دورها في بعض أسوأ إخفاقات الشركة. يمكن استخلاص العبر التحذيرية من هذه الحكاية، وقد يكون الضرر الناجم عن فيسبوك، وقرار ساندبيرج بعدم منعه أو التخفيف منه، جانباً من إرثها الذي سيتردد صداه لفترة طويلة.

المصدر: زاجل نيوز 

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.