يبدو أن آلام أسفل الظهر، التي عادة ما تصيب الرجال أكثر من النساء، آخذة في الانتشار والتوسع إذ انها لا تقتصر على فئة عمرية محددة. فهي ليست من الامراض التي تبرز فقط عند التقدم في السن ذلك انها يمكن ان تطرأ في أي وقت إذا لم تأخذ في الاعتبار بعض الامور التي تجنبك هذا الالم الحاد.
فلا تنتظر الاصابة بتشنجات في أسفل الظهر عند الاستيقاظ صباحا.ولا تنتظر أن تعاني صعوبة في التحرك بعد الجلوس طويلا أو الاصابة بألم مفاجئ في أسفل الظهر عند القيام بحركة ما، لكي تسارع بعدها الى إيجاد الحل. فالتخلص من هذا النوع من الآلام قد يستغرق أسابيع أو أشهر، تبعاً لحدتّه، فضلا عن ان هذه المنطقة المصابة يمكن أن تتحول نقطة ضعف في جسدك. فتصبح معرضا للاصابة بنوبات من الالم بين الحين والآخر.
إذن حان الوقت لتتيقظ جيدا قبل أن يغدر بك هذا الألم ويصبح التخلص منه مسألة تحتاج الى جلسات تمتد أشهر!
في هذا التقرير نعرض لك سلسلة من الخطوات التي تساعدك في التعرف الى أسباب هذا الالم وسبل تفاديه:
الاستلقاء:
يجهل كثيرون ضرورة الانتباه الى الوضعية أثناء النوم. فطريقة الاستلقاء الخاطئة يمكن ان تؤذي الظهر. لذلك احرص على ضرورة الاستلقاء بشكل مستوٍ واستخدام وسادة تتناسب وعنقك اضافة الى رفع الساقين على وسادة اخرى. وضعية ثانية يمكن اللجوء اليها وهي الاستلقاء على احد الجانبين ووضع وسادة بين الساقين وتحديدا عند مستوى الركبتين. كذلك، احرص ايضا على اختيار فراش قاس او نصف قاس، إنما عليك الابتعاد عن الفراش اللين لأنه يؤذي الظهر.
الجلوس:
بعكس المعتقد إن الجلوس مطولا يؤذي الظهر. لذلك إن كان عملك يفرض عليك الجلوس في المكتب، احرص على الوقوف كل 30 دقيقة والمشي قليلا لما لا يقل عن 5 دقائق. كذلك، إحرص على استخدام كرسي مريح عند الجلوس، ينصح بكرسي يتمتع بمسندين لليدين ومرن اي يمكن تعديل ارتفاعه ودرجة ميول ظهره.كما يمكن الاستعانة بأكسسوارات خاصة تضاف الى الكرسي لكي تنسجم وانحناءة ظهرك. من الامور التي يجب مراعاتها هو ارتفاع الطاولة، فالخطأ الشائع هو استخدام مكاتب عالية فيما ان الارتفاع المثالي يجب الا يتخطى 70 سنتيمترا وأن تكون شاشة الكومبيوتر في المستوى نفسه للعينين، لكي لا تضطر الى رفع رأسك أو خفضه ساعات مما يتسبب بألم في العنق سرعان ما يمتد باتجاه الظهر.
القيادة:
باتت القيادة في المدن شراً لا بد منه. أحيانا كثيرة يضطر المرء الى المكوث اكثر من ساعة في السيارة للوصول الى الوجهة المقصودة اكانت المنزل او المكتب. المهم في هذا المجال، أن تنتبه الى امرين: الاول، ضرورة الجلوس في وضعية مريحة. فإن كنت تتولى القيادة أحرص على تعديل المقعد او حتى إضافة وسادة صغيرة اليه ان اضطررت، لكي تضمن عدم تشنج عضلات الظهر. الثاني، إن كنت تقود مسافات طويلة او ساعات كثيرة، احرص على اخذ استراحة كل نصف ساعة تقريباً. ترجل عندها من السيارة وامشي قليلا لكي تحرك عضلات ظهرك.
تمارين رياضية:
إن ممارسة الرياضة بانتظام تتبقى مفتاحا اساسيا لتجنب الإصابة بآلام أسفل الظهر، ذلك انها تجعل عضلات الجذع والبطن والظهر مرنة بشكل كافٍ مما يضعف احتمال تعرض العصب لكدمة وبالتالي لتشنجات وألم. ينصح برياضة المشي والسباحة إضافة الى تمارين اليوغا والبيلاتس.
الوزن:
الكيلوغرامات الزائدة والبطن المنتفخ لا يساعدان في حل المشكلة لا بل يمهدان الطريق لوقوعها. لذلك حان الوقت لاتباع حمية لتخصسيس الوزن من اجل تخفيف الضغط على عضلات الظهر.
التحرك:
تذكر دوما ضرورة التحرك بشكل تدريجي وغير مفاجئ. فلا تقم بحركة سريعة أو بحركة غير مدروسة تتسبب في التواء العضلات وبالتالي امكان اصابتها بكدمة مما يدفع الجسم الى حماية نفسه عبر شد العضلات مما يعني التشنج وما يستتبعه من ألم. كما سبق ان ذكرنا، إن القيام بتمارين يوغا وبيلاتس تبقى مهمة جدا لانها لا تعزز فقط مرونة العضلات بل تعلمك أساليب الوضعيات السليمة عند الوقوف والمشي والقيام بأي حركة كانت. كذلك، حاول تجنّب حمل أشياء ثقيلة والانتقال من بيئة دافئة الى بيئة باردة جدا بسرعة لان ذلك كفيل بشد العضلات.
ماذا عن العلاجات المتوافرة؟
لا بد من الاشارة الى ان العلاجات المتوافرة تستبعد اللجوء الى العمليات الجراحية الا في الحالات المستعصية، ليتم اللجوء الى حلول اخرى هي كالآتي:
العلاج الطبيعي: اي التوجه الى معالج فيزيائي للخضوع لجلسات تدليك، تتباين كثافتها تبعا لحجم الضرر.
الادوية المضادة للالتهابات والمسكنة للآلام: هذه يصفها حصرا الاختصاصي. قد تأتي على شكل حقن او حبوب.
استخدام الحرارة كالاسترخاء في حوض ماء ساخن مما يساعد في تليين العضلات، ذلك انالبرد والهواء يزيدان من حدة آلام أسفل الظهر.
–