نعم.. إنها القمامة التي وضعت العديد من الأشخاص في قائمة الأغنياء، فهي تلك الثروة الدفينة التي يجهلها العديد من الناس، ومؤخرًا أصبحت مطمعَ الكثير من الدول والمؤسسات، فالنفايات لم تَعُدْ مجرد فضلات لا قيمةَ لها، بل أصبحت أحد موارد الدول الاقتصادية، حتى إن بعض الدول أصبحت تستورد نفايات الدول المجاورة لها، وتُعيد تصنيعها، وتستخرج منها موادّ قابلة لإعادة التدوير، وهنا نجد العديد من الأشخاص الذين استفادوا وكوّنوا ثروات من خلال تلك النفايات، نذكر منهم:
معن محفوظ:
هو خريج جامعة كاليفورنيا في بيركلي، وهو سوري الأصل، ورغبةً في سد الفجوة ومساعدة أولئك الذين كانوا في حاجة للمساعدة، بدأ العمل في إعادة تدوير وجبات المطاعم بدلاً من رميها في القمامة، وتمكَّن من التوسع في أكثر من 300 مدينة، وجمع أكثر من 1.1 مليون وجبة، وتُعتبر النفايات الغذائية قضية رئيسية في جميع أنحاء العالم، ومع وجود العديد من الأشخاص الذين يتضوَّرون جوعًا يوميًّا، يمكن أن يصبح المزيدُ من الشركات مثل Replate مفيدًا جدًّا لهم.
توم سكاكي:
من مواليد 14 يناير 1982، وهو الرئيس التنفيذي ومؤسس Terra Cycle، وهي شركة تصنع منتجات استهلاكية من النفايات، بدأت الشركة في استخراج الأسمدة من النفايات وبيعها، ومن ثَمَّ توسَّعَت شيئًا فشيئًا، وأصبحت تقوم بتدوير العديد من المخلفات وإنتاج العديد من المواد المختلفة، وتبلغ ثروة توم سكاكي اليوم 13 مليون دولار.
ميراندا ماجاجنيني وبيتر ستروجاتز:
وَجَدَا فرصةً لإعادة تدوير الإسمنت والزجاج وتحويلهما إلى كونترتوب، وهو أحد مواد البناء الصديقة للبيئة، فقد وجد خريجَا كلية إدارة الأعمال بجامعة هارفارد أن الأمر يستحق المجازفة، وبالفعل استطاعا تكوين تجارة بملايين الدولارات، جميع منتجاتها تأتي من الزجاج المُعاد تدويره والإسمنت، بدلاً من أن تذهب إلى مقالب القمامة.
رينيه هانسن:
كان لدى رينيه هانسن دائمًا شغفٌ لإعادة التدوير، وقد أنشأت رينيه صناديق التسميد، وخفضت نفايات أسرتها إلى أقل من كيس واحد في الأسبوع، لكن صناديق السماد الخاصة بها لم تكن كافية لها، وقد وسّعت رينيه عملها لإيجاد طرق لتوسيع مهمتها، ولذلك بدأت في تأسيس شركات تبيع المواد المستعملة مسبقًا لكل من الشركات والمستهلكين العاديين، كما أنها قامت بشراء النفايات من الشركات وبيعها إلى شركات أخرى تستفيد منها، وحققت عن طريق ذلك ثروة كبيرة تصل إلى ملايين الدولارات.
بيت هاين إيك:
هو مصمم هولندي يحوِّل القمامة غير المرغوب فيها إلى فن وأثاث، ويبيع القطعة الواحدة بمئات الدولارات وأحيانًا بآلاف الدولارات، بدأ الأمر كمشروع لامتحانه النهائي في أكاديمية التصميم الصناعي في أيندهوفن، ولكن سرعان ما تحوَّل إلى عمل فني مزدهر، وقد حوّل كل شيء من السجاد إلى النظارات، أراد إيك خلق القطع التي لم تكن جميلة فحسب، بل تلك التي نستخدمها يوميًّا، واستطاع الدخول في شراكة مع إيكيا.
سكوت هاملين وجاري بيك:
أراد سكوت هاملين وجاري بيك تقليلَ مخلَّفات القمامة، ولذلك أسسا شركة Loopt works في عام 2009، وهي متخصصة في إعادة تدوير المنسوجات تحت شعار “استخدم فقط ما هو موجود بالفعل”، حيث يعتقدان أن إعادة استخدام النفايات هو المفتاح لتحسين البيئة، والشركة كذلك متخصصة في صنع حقائب اليد، والإكسسوارات، وغيرها من الملحقات اليومية، وتشارك بشكل كبير في تثقيف الناس حول أهمية الحد من النفايات وشراء المنتجات المعاد تدويرها.
قدَّرت دراسة اقتصادية صادرة عن جامعة الدول العربية في القاهرة، حجمَ خسائر الدول العربية الناجمة عن تجاهلها إعادة تدوير المخلفات، بنحو 5 مليارات دولار سنويًّا، موضحة أن كمية المخلفات في الوطن العربي تبلغ نحو 89.6 مليون طن سنويًّا، وتكفي لاستخراج نحو 14.3 مليون طن ورق، قيمتها ملياران و145 مليون دولار، وإنتاج 1.8 مليون طن حديد خردة بقيمة 135 مليون دولار، بالإضافة لحوالي 75 ألف طن بلاستيك قيمتها 1.4 مليار دولار، فضلاً عن 202 مليون طن قماش بقيمة 110 ملايين دولار، وكذا إنتاج كميات ضخمة من الأسمدة العضوية والمنتجات الأخرى بقيمة تتجاوز مليارًا و225 مليون دولار.