بدأت أسواق المال في العالم امس تسجيل تحسن طفيف بفضل أنباء أفضل بشأن الوضع الصحي المرتبط بانتشار وباء كورونا المستجد بعدما لم تسجل تفاعلا الاثنين إثر إعلان الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي عن إجراءات دعم للشركات.
وكان الاحتياطي الفيدرالي أعلن الاثنين عن سلسلة إجراءات جديدة تسمح لعدد كبير من الشركات بالحصول على تمويلات جديدة لتتمكن من تخطي «الاضطرابات» الاقتصادية «الخطيرة» الناجمة عن تفشي فيروس كورونا المستجد.
وأكد الاحتياطي الفيدرالي أنه سيفعل ما أمكن لمساعدة الأسواق على مواصلة العمل، وأطلق برنامجًا جديدًا بقيمة 300 مليار دولار من المساعدات «لدعم تدفق الائتمانات للموظفين والمستهلكين والشركات».
وكتب تانغي لو ليبو الخبير الاستراتيجي لدى شركة «اوريل بي جي سي» ان إجراءات الاحتياطي «التي لم تكن مؤثرة في طمأنة الأسواق امس، يمكن أن تعطي أثرا طفيفا حين يتوصل الكونغرس الأمريكي إلى اتفاق حول خطة دعم الاقتصاد».
وقد فشل أعضاء الكونغرس الاثنين مرة جديدة في الاتفاق على خطة دعم شاملة للاقتصاد الأمريكي فيما تتواصل المحادثات في الكواليس في محاولة للتوصل إلى إجراء تصويت في مجلس الشيوخ امس.
في آسيا، وبعدما أغلقت البورصات الصينية على ارتفاع تراوح بين 2 و4%، سجلت بورصات أوروبا تحسنا عند الفتح بعدما أغلقت على خسائر بالأمس.
وانطلقت بورصة باريس على ارتفاع بنسبة 4.43% ولندن 3.95% فيما ارتفعت بورصة فرانكفورت بنسبة 5.7%. من جهتها تحسنت بورصتا ميلانو ومدريد بنسبة 3.25% و3.51% على التوالي في التعاملات الأولى.
اما بورصة طوكيو التي شكلت استثناء الاثنين بفضل ضعف سعر الين، واغلقت على ارتفاع كبير، فقد زادت من أرباحها الثلاثاء لتصل إلى أكثر من 7%.
ويرتقب أن تعطي جهود التنسيق الدولية التي تتزايد بقوة، نتائج إيجابية أيضا.
فقد خرق وزراء مالية الاتحاد الأوروبي الـ27 احد المحرمات الاثنين واتخذوا قرارا تاريخيا بتعليق العمل بقواعد التكتّل الصارمة المتعلّقة بضبط المديونية العامة، لكن يرتقب ان يتفقوا على إجراءات أقوى.
وفيما يلزم أكثر من 1.7 مليار شخص منازلهم وتجاوزت حصيلة الوباء 16 ألف وفاة، حذر صندوق النقد الدولي من ان الانكماش العالمي قد يكون هذه السنة أسوأ مما كان عليه خلال الأزمة المالية عام 2008 في العالم.
وتابع لو ليبو أن «مؤشرات التحسن في ووهان أو في ايطاليا يمكن ان تساعد الأسواق» رغم ان «العديد من الدول لا تزال في أوج مراحل الوباء».
وقررت مدينة ووهان الصينية (وسط) التي كانت بؤرة وباء كوفيد-19 رفع القيود على التنقل في 8 نيسان/ ابريل بعد أكثر من شهرين من العزل.
من جهتها سجلت إيطاليا الاثنين ثاني تراجع يومي لعدد الوفيات والإصابات، ما أعطى أملا حذرا بتباطؤ الوباء رغم ان البلاد تجاوزت حصيلة ستة آلاف وفاة.
في أماكن أخرى في العالم تشددت إجراءات العزل وخصوصا في بريطانيا التي فرضت الاثنين على السكان عدم مغادرة منازلهم لمدة ثلاثة أسابيع.
وسجل سعر صرف اليورو 1.0842 دولار حوالي الساعة 6.50 ت غ مقابل 1.0743 مساء الاثنين.
سجلت أسعار النفط الثلاثاء تحسنا في آسيا في سياق المكاسب التي حققتها الاثنين بعد إعلان الاحتياطي الفيدرالي. فحوالي الساعة 6.45 ت غ كسب برميل النفط الأمريكي 4.54% ليصل إلى 24.41 دولارا فيما كسب برميل نفط برنت مرجعية بحر الشمال 4.11% ليصل إلى 28.14 دولارا.