تباشر محكمة الجنايات الكبرى اولى جلساتها بالنظر في قضية الطفلة “نورة ابنة العامين التي لفظت انفاسها الاخيرة على يد والدها الذي مارس تعذيبه لها بضربها بالسلك الكهربائي والشبشب ،خلال الايام المقبلة بعد ان انهى المدعي العام التحقيق ،وتوقيف والدها على ذمة القضية منذ تموز الماضي فيما تركت زوجته حرة .
قضية الطفلة المغدورة “نورة” وشقيقتها المجني عليها “نور”ابنة ال 5 سنوات.
قضية المجني عليها “نور” وهي شقيقة المغدورة ما تزال منظورة امام محكمة جنوب عمان التي يحاكم والدها امامها بعد ان اصيبت ابنته بكسر “مفتت” لعظم يدها واُكتشف تعنيفها من قبل والدها بعد فتح التحقيق بوفاة شقيقتها من قبل ادارة حماية الاسرة.
وبالعودة الى قضية المغدورة ،وجه مدعي عام الجنايات القاضي جهاد الدريدي تهمة القتل القصد بالاشتراك بحدود المادتين 326و76 من قانون العقوبات لوالد نورة البالغ من العمر 27 عاما ولزوجته البالغه من العمر 32 عاما اضافة الى جنحة حمل وحيازة ادوات راضه بحدود المادتين 155 و156 من ذات القانون .
واحال المدعي العام قضية المغدورة نورة الى محكمة الجنايات الكبرى صاحبة الاختصاص للنظر فيها ،وتحديد موعدا لاولى جلسات المحاكمة.
فالمغدورة نورة البالغه من العمر سنتين ونصف السنة هي ابنة المتهم من طليقته وتعيش معه ومع زوجته المتهمة، وقد دأب المتهمان على اهمال المغدورة وعدم العناية بها ورعايتها الرعاية التي تقتضيها طفولتها وعمرها بتوفير الغذاء المناسب والكافي واحاطتها بكافة اشكال الحنان والعطف وبحسب ما افادت به لائحة الاتهام.
وعلى العكس من ذلك فقد اشارت تفاصيل اللائحة ان والدها وزوجته عمدا على عدم اطعامها وتغذيتها الغذاء الملائم والكافي واعتادا على تعذيبها وضربها بشكل نمطي ووحشي ومتكرر الى ان جاء مساء يوم الخميس 24/7/2015 حينما عاد المتهم الى منزله الكائن في الموقر فوجد ابنته المغدورة تبكي وبدلا من احاطتها بعاطفة الابوة الحانية لجأ الى مهاجمتها وضربها بسلك كهربائي وشبشب على مختلف انحاء جسدها .
وزادت ان الاب المتهم لم يكتف بذلك بل امسك بعصا خشبية غليظة وضربها على راسها وغادر المنزل ثم ما لبث ان عاد بحدود الساعه الثانية من فجر يوم 25/7/2015 وسمع المغدورة وهي تبكي من شدة الضرب الذي تلقته قبل ساعات فتوجه صوبها وانهال عليها بالضرب بيديه على وجهها وبعد ذلك اقدم على الامساك بها من كتفيها وبادر الى هزها بعنف باتجاهات مختلفه من اجل اجبارها على السكوت.
واشارت اللاحة الى ان الاب قام بلف المغدورة بحرام شتوي وربطها بحبل من مختلف انحاء جسدها وكررعملية هزها بعنف باتجاهات مختلفة وبذات الطريقة حتى خارت قواها تماما وغابت عن الوعي وبدلا من ان يقوم بنقلها الى المستشفى او الى اي طبيب من اجل استدراك حالتها الصحية الحرجة وانقاذ حياتها تركها لتسوء حالتها رويدا رويدا وذهب لينام.
وحسب اللائحة في اليوم التالي حاول كلا المتهمان من ايقاظ المغدورة الا انها لم تستجيب لمحاولات ايقاظها ،فقاموا بنقلها الى المستشفى ولكنها وصلت بعد فوات الاوان حيث كانت قد توفيت قبل نقلها الى المستشفى بعدة ساعات .
نتيجة تشريح الجثة التي اجريت من قبل لجنة طبية شرعية بينت ان “نورة ” توفيت جراء اصابتها بنزف دموي حاد تحت الام الجافية الناتج عن الارتطام الشديد والمتكرر بجسم صلب راض ( متلازمة الطفل المرتج) بالاضافة الى الكدمات العديدة والواسعه والنزوف التي غطت 90% من جسده وكذلك الصدمة العصبية الناتجة عن الالام المنبعثة عن ضربها العنيف والقاسي على مختلف اجزاء جسدها .