سواء أكنت مدخنا أم لا، فقد سمعت بالتأكيد عن خطر التدخين، فهذه العادة ترتبط بزيادة احتمالات الإصابة بعشرات الأمراض في المدخن والمحيطين به، بعضها أمراض قاتلة، وفي الآونة الأخيرة زاد استخدام السجائر الإلكترونية، وروج لها مصنعوها على أنها أقل ضرراً من السجائر العادية، وأنها تساعد في الإقلاع عن التدخين.. فما هي حقيقة هذه الادعاءات؟
أضرار التدحين
فالتدخين يتسبب بـ 70 في المائة من حالات سرطان الرئة، كما يتسبب في حدوث السرطان في أجزاء أخري عديدة من الجسم تشمل الفم والحنجرة والبلعوم والأمعاء والمعدة والكبد والكلى والبنكرياس، وبالإضافة إلي ذلك، يرتبط التدخين بالعديد من أمراض القلب والأوعية الدموية كالجلطات المخية والقلبية، وبالعديد من أمراض الرئة كالالتهاب الرئوي والربو، والقائمة تطول لتشمل أيضا تسوس الأسنان، والإصابة بمرض السكري، وحدوث مشاكل في العين تشمل المياه البيضاء وغيرها من الأمراض.
السجائر الإلكترونية
هذه التأثيرات الضارة للتدخين لا تختلف كثيراً إذا كان الشخص يدخن السجائر العادية أو الشيشة (النارجيلة)، لكن خلال الأعوام الأخيرة ظهرت في الأسواق صورة جديدة من صور التدخين، وهذه الصورة تسمى بالسجائر الإلكترونية، وهذا النوع من السجائر ظهر لأول مرة خلال ستينيات القرن الماضي، لكنه بدأ ينتشر علي نطاق تجاري في بداية القرن الحادي والعشرين.
تختلف هذه السجائر عن التدخين التقليدي في كونها تعتمد علي وجود سائل يحتوي على بعض المواد (التي قد تشمل النيكوتين وبعض المواد الأخرى)، ولكن من دون حرق مادة التبغ الموجودة في السجائر التقليدية، ومن خلال بطارية يتم تسخين هذا السائل ليتحول إلى دخان يستنشقه الشخص ويشعر بإحساس يشبه التدخين التقليدي، حيث يحصل المدخن على نفس الإحساس المرتبط بالتدخين (وضع السيجارة في الفم).
بشكل عام يرتبط تدخين السجائر الإلكترونية برغبة بعض المدخنين في التوقف عن التدخين التقليدي، وبالتالي التخلص من أضراره لصالح نوع أقل ضرراً، كما أن بعض المراهقين الذين يرغبون في التدخين قد يبدأون بتدخين هذا النوع من السجائر للشعور بإحساس التدخين والاستمتاع به طبقا لرأيهم دون حدوث ضرر كبير، وفي الولايات المتحدة مثلاً وصل عدد المراهقين في المدراس الإعدادية والثانوية الذين يدخنون السجائر الإلكترونية إلي أكثر من ثلاثة ملايين شخص في عام 2018.
هل السجائر الإلكترونية بالفعل غير ضارة؟ وهل تساعد بالفعل في الإقلاع عن التدخين؟
– أمراض شديدة في الرئة
خلال الشهور الماضية تم رصد مئات الحالات في الولايات المتحدة أصيبوا بأمراض تنفسية شديدة ارتبطت بتدخين السجائر الإلكترونية، وأغلب هذه الحالات كانت من المراهقين الذين عانوا من أعراض تشمل صعوبة في التنفس، وآلام في الصدر، والسعال، وكذلك عانى بعضهم من مشاكل تتعلق بالجهاز الهضمي مثل حدوث الإسهال والقيء، وكثير من المرضي عانوا من حالة تسمى “متلازمة الضائقة التنفسية الحادة”، وهي الحالة التي تنتج من تراكم السوائل في الرئة وتمنع وصول الأكسجين للدم، وهو ما تسبب بوفاة بعض المرضى، وأغلب المرضي كانوا يتناولون أحد المركبات الموجودة في القنب (وهو النبات الذي يرتبط ببعض أنواع المخدرات مثل الماريجوانا والحشيش)، ولكن لم يستطع العلماء تحديد ما إذا كان هذا هو السبب في حدوث هذه الحالات المرضية، لذا نصحت هيئة الأغذية والأدوية ومركز السيطرة على الأمراض الأميركيين بالتوقف عن تدخين السجائر الإلكترونية إلى أن يتم التعرف بالتحديد على سبب هذه الأمراض.
– أضرار أخرى للسجائر الإلكترونية
بالإضافة إلى خطر حدوث الأمراض الرئوية المذكورة، هناك بعض التأثيرات الصحية المثيرة للقلق، والخاصة بتدخين هذا النوع من السجائر، والتي تشمل الآتي:
- النيكوتين الموجود في هذه السجائر قد يتسبب بنوع من الإدمان
ويمكن أن يؤثر على نمو المخ، خاصة في المراهقين وصغار السن، وحتى أنواع السجائر الإلكترونية التي تدعي أنها خالية من النيكوتين وجد أن بعضها يحتوي عليه.
- بعض المواد الموجودة في دخان السجائر الإلكترونية قد ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان.
- على الرغم من أن البعض يدخن هذا النوع من السجائر ليتجنب خطر تدخين السجائر التقليدية، فقد وجدت بعض الدراسات أن المراهقين الذين يدخنون هذا النوع من السجائر لديهم احتمالية أكبر للدخول في عالم التدخين الفعلي في المستقبل.
- تدخين هذا النوع من السجائر في الحوامل قد يؤثر على نمو الجنين.
- إصابة الأطفال بتسمم النيكوتين إذا تعرضوا للسائل الموجود في هذا النوع من السجائر بشكل عرضي.
اقرأ أيضاً: 10 طرق تساعدك على مقاومة الرغبة في التدخين
هل تفيد السجائر الإلكترونية بالفعل في الامتناع عن التدخين؟
بعض الدراسات الحديثة حاولت الإجابة عن هذا السؤال، وإحدى هذه الدراسات نشرت في شهر فبراير الماضي في مجلة نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسن الشهيرة، والدراسة التي شملت قرابة 900 شخص قارنت تدخين السجائر الإلكترونية مع استخدام المنتجات التي تحتوي النيكوتين من أجل الامتناع عن التدخين، ووجدت الدراسة أن السجائر الإلكترونية كانت أكثر فعالية من منتجات النيكوتين إذا ارتبط الاثنان بالعلاج السلوكي من أجل التوقف عن هذه العادة.
لكن حتى الآن، لم تقر هيئة الأغذية والأدوية الأميركية هذا النوع من السجائر كوسيلة للتوقف عن التدخين؛ لكنها ترى أن السجائر الإلكترونية يمكنها أن تفيد المدخنين البالغين من غير النساء الحوامل كبديل للسجائر التقليدية ومنتجات التبغ الأخرى، ولكنها في نفس الوقت تشير إلى أن هذه السجائر ليست آمنة للشباب والمراهقين والحوامل أو للبالغين الذين لا يستخدمون أيا من منتجات التبغ.
ماذا تفعل إذا؟
حتى الآن، ما زال تقييم أضرار السجائر الإلكترونية وتأثيراتها الصحية علي المدى الطويل، وتذكر أننا قد احتجنا إلى سنوات طويلة حتى يتم إثبات أضرار السجائر التقليدية، وتذكر أيضا أن رئتنا تم تصميمها لاستنشاق الهواء النظيف فقط، وبالتالي لا يجب أن نشعر بالمفاجأة لظهور مشاكل الرئة في الأشخاص الذين يدخنون هذا النوع من السجائر.
لكن قد تمثل هذه السجائر بالنسبة لبعض المدخنين “أخف الضررين”، حتى تصبح المعرفة الخاصة بتأثيرات هذه السجائر متاحة، فكر مرتين قبل أن تقوم بتدخينها، ولكن إذا قررت أن تدخنها، فقم بشرائها من أماكن وعلامات تجارية معروفة، وتجنب شراء أي منتجات قد تم تعديلها أو إضافة مكونات غير معروفة أو ضارة إليها.
وسائل أخرى للتوقف عن التدخين
هناك العديد من الطرق والنصائح التي قد تسمعها إذا أردت التوقف عن التدخين، لكن الاستراتيجيات المثبتة بالدليل العلمي تشمل العلاج السلوكي، وتناول المنتجات التي تحتوي علي النيكوتين (كاللاصقات والعلكة)، وكذلك تناول بعض الأدوية التي تقلل الرغبة في التدخين والتي يمكن أن يصفها لك الطبيب.
سواء أكنت مدخنا أم لا، فقد سمعت بالتأكيد عن خطر التدخين، فهذه العادة ترتبط بزيادة احتمالات الإصابة بعشرات الأمراض في المدخن والمحيطين به، بعضها أمراض قاتلة، وفي الآونة الأخيرة زاد استخدام السجائر الإلكترونية، وروج لها مصنعوها على أنها أقل ضرراً من السجائر العادية، وأنها تساعد في الإقلاع عن التدخين.. فما هي حقيقة هذه الادعاءات؟
أضرار التدحين
فالتدخين يتسبب بـ 70 في المائة من حالات سرطان الرئة، كما يتسبب في حدوث السرطان في أجزاء أخري عديدة من الجسم تشمل الفم والحنجرة والبلعوم والأمعاء والمعدة والكبد والكلى والبنكرياس، وبالإضافة إلي ذلك، يرتبط التدخين بالعديد من أمراض القلب والأوعية الدموية كالجلطات المخية والقلبية، وبالعديد من أمراض الرئة كالالتهاب الرئوي والربو، والقائمة تطول لتشمل أيضا تسوس الأسنان، والإصابة بمرض السكري، وحدوث مشاكل في العين تشمل المياه البيضاء وغيرها من الأمراض.
السجائر الإلكترونية
هذه التأثيرات الضارة للتدخين لا تختلف كثيراً إذا كان الشخص يدخن السجائر العادية أو الشيشة (النارجيلة)، لكن خلال الأعوام الأخيرة ظهرت في الأسواق صورة جديدة من صور التدخين، وهذه الصورة تسمى بالسجائر الإلكترونية، وهذا النوع من السجائر ظهر لأول مرة خلال ستينيات القرن الماضي، لكنه بدأ ينتشر علي نطاق تجاري في بداية القرن الحادي والعشرين.
تختلف هذه السجائر عن التدخين التقليدي في كونها تعتمد علي وجود سائل يحتوي على بعض المواد (التي قد تشمل النيكوتين وبعض المواد الأخرى)، ولكن من دون حرق مادة التبغ الموجودة في السجائر التقليدية، ومن خلال بطارية يتم تسخين هذا السائل ليتحول إلى دخان يستنشقه الشخص ويشعر بإحساس يشبه التدخين التقليدي، حيث يحصل المدخن على نفس الإحساس المرتبط بالتدخين (وضع السيجارة في الفم).
بشكل عام يرتبط تدخين السجائر الإلكترونية برغبة بعض المدخنين في التوقف عن التدخين التقليدي، وبالتالي التخلص من أضراره لصالح نوع أقل ضرراً، كما أن بعض المراهقين الذين يرغبون في التدخين قد يبدأون بتدخين هذا النوع من السجائر للشعور بإحساس التدخين والاستمتاع به طبقا لرأيهم دون حدوث ضرر كبير، وفي الولايات المتحدة مثلاً وصل عدد المراهقين في المدراس الإعدادية والثانوية الذين يدخنون السجائر الإلكترونية إلي أكثر من ثلاثة ملايين شخص في عام 2018.
هل السجائر الإلكترونية بالفعل غير ضارة؟ وهل تساعد بالفعل في الإقلاع عن التدخين؟
– أمراض شديدة في الرئة
خلال الشهور الماضية تم رصد مئات الحالات في الولايات المتحدة أصيبوا بأمراض تنفسية شديدة ارتبطت بتدخين السجائر الإلكترونية، وأغلب هذه الحالات كانت من المراهقين الذين عانوا من أعراض تشمل صعوبة في التنفس، وآلام في الصدر، والسعال، وكذلك عانى بعضهم من مشاكل تتعلق بالجهاز الهضمي مثل حدوث الإسهال والقيء، وكثير من المرضي عانوا من حالة تسمى “متلازمة الضائقة التنفسية الحادة”، وهي الحالة التي تنتج من تراكم السوائل في الرئة وتمنع وصول الأكسجين للدم، وهو ما تسبب بوفاة بعض المرضى، وأغلب المرضي كانوا يتناولون أحد المركبات الموجودة في القنب (وهو النبات الذي يرتبط ببعض أنواع المخدرات مثل الماريجوانا والحشيش)، ولكن لم يستطع العلماء تحديد ما إذا كان هذا هو السبب في حدوث هذه الحالات المرضية، لذا نصحت هيئة الأغذية والأدوية ومركز السيطرة على الأمراض الأميركيين بالتوقف عن تدخين السجائر الإلكترونية إلى أن يتم التعرف بالتحديد على سبب هذه الأمراض.
– أضرار أخرى للسجائر الإلكترونية
بالإضافة إلى خطر حدوث الأمراض الرئوية المذكورة، هناك بعض التأثيرات الصحية المثيرة للقلق، والخاصة بتدخين هذا النوع من السجائر، والتي تشمل الآتي:
- النيكوتين الموجود في هذه السجائر قد يتسبب بنوع من الإدمان
ويمكن أن يؤثر على نمو المخ، خاصة في المراهقين وصغار السن، وحتى أنواع السجائر الإلكترونية التي تدعي أنها خالية من النيكوتين وجد أن بعضها يحتوي عليه.
- بعض المواد الموجودة في دخان السجائر الإلكترونية قد ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان.
- على الرغم من أن البعض يدخن هذا النوع من السجائر ليتجنب خطر تدخين السجائر التقليدية، فقد وجدت بعض الدراسات أن المراهقين الذين يدخنون هذا النوع من السجائر لديهم احتمالية أكبر للدخول في عالم التدخين الفعلي في المستقبل.
- تدخين هذا النوع من السجائر في الحوامل قد يؤثر على نمو الجنين.
- إصابة الأطفال بتسمم النيكوتين إذا تعرضوا للسائل الموجود في هذا النوع من السجائر بشكل عرضي.
اقرأ أيضاً: 10 طرق تساعدك على مقاومة الرغبة في التدخين
هل تفيد السجائر الإلكترونية بالفعل في الامتناع عن التدخين؟
بعض الدراسات الحديثة حاولت الإجابة عن هذا السؤال، وإحدى هذه الدراسات نشرت في شهر فبراير الماضي في مجلة نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسن الشهيرة، والدراسة التي شملت قرابة 900 شخص قارنت تدخين السجائر الإلكترونية مع استخدام المنتجات التي تحتوي النيكوتين من أجل الامتناع عن التدخين، ووجدت الدراسة أن السجائر الإلكترونية كانت أكثر فعالية من منتجات النيكوتين إذا ارتبط الاثنان بالعلاج السلوكي من أجل التوقف عن هذه العادة.
لكن حتى الآن، لم تقر هيئة الأغذية والأدوية الأميركية هذا النوع من السجائر كوسيلة للتوقف عن التدخين؛ لكنها ترى أن السجائر الإلكترونية يمكنها أن تفيد المدخنين البالغين من غير النساء الحوامل كبديل للسجائر التقليدية ومنتجات التبغ الأخرى، ولكنها في نفس الوقت تشير إلى أن هذه السجائر ليست آمنة للشباب والمراهقين والحوامل أو للبالغين الذين لا يستخدمون أيا من منتجات التبغ.
ماذا تفعل إذا؟
حتى الآن، ما زال تقييم أضرار السجائر الإلكترونية وتأثيراتها الصحية علي المدى الطويل، وتذكر أننا قد احتجنا إلى سنوات طويلة حتى يتم إثبات أضرار السجائر التقليدية، وتذكر أيضا أن رئتنا تم تصميمها لاستنشاق الهواء النظيف فقط، وبالتالي لا يجب أن نشعر بالمفاجأة لظهور مشاكل الرئة في الأشخاص الذين يدخنون هذا النوع من السجائر.
لكن قد تمثل هذه السجائر بالنسبة لبعض المدخنين “أخف الضررين”، حتى تصبح المعرفة الخاصة بتأثيرات هذه السجائر متاحة، فكر مرتين قبل أن تقوم بتدخينها، ولكن إذا قررت أن تدخنها، فقم بشرائها من أماكن وعلامات تجارية معروفة، وتجنب شراء أي منتجات قد تم تعديلها أو إضافة مكونات غير معروفة أو ضارة إليها.
وسائل أخرى للتوقف عن التدخين
هناك العديد من الطرق والنصائح التي قد تسمعها إذا أردت التوقف عن التدخين، لكن الاستراتيجيات المثبتة بالدليل العلمي تشمل العلاج السلوكي، وتناول المنتجات التي تحتوي علي النيكوتين (كاللاصقات والعلكة)، وكذلك تناول بعض الأدوية التي تقلل الرغبة في التدخين والتي يمكن أن يصفها لك الطبيب.