“حماية الصحفيين” يرصد أداء كتاب المقالات في إضراب المعلمين
- اتهامات بالخيانة والعمالة للخارج وتدخلات خارجية ونزع صفة المواطنة عنهم.
- منتجو خطاب الكراهية استخدموا مصطلحات مستفزة لدفع أهالي الطلبة لكسر الإضراب.
- خطاب الكراهية في بيئة منقسمة يزيد من التحشيد ضد المعلمين والمعلمات.
- 7 % نسبة خطاب الكراهية في 10 مقالات من أصل 574 مقالا.
- 6 مقالات في صحيفتين يوميتين و4 مقالات في موقعين إلكترونيين.
- السياسيون ينأون بأنفسهم والكتاب الصحفيون يتصدرون إنشاء خطاب الكراهية.
أعلن مركز حماية وحرية الصحفيين في تقريره الشهري الصادر عن خطاب الكراهية في تغطيات وسائل الاعلام لإضراب المعلمين أن نسبة خطاب الكراهية في المقالات التي تناولت الإضراب طيلة شهر أيلول بلغت (1.7 %) تمثل عشرة مقالات من بين 574 مقالا تم رصدها.
وقال المركز في تقريره والذي خصصه لرصد خطاب الكراهية في مقالات الرأي الشخصي إن الكتاب الصحفيين هم منتجي خطاب الكراهية وفقا لنتائج الدراسة، مشيرا إلى إن الكتاب السياسيين والحزبيين والمسؤولين نأوا بأنفسهم عن إنتاج خطاب كراهية فيما تصدر الكتاب الصحفيون المشهد بإنتاج 10 خطابات كراهية توزعت على 6 مقالات لصحيفتين يوميتين بواقع 3 مقالات لكل منهما، و4 مقالات نشرت في موقعين إلكترونيين بواقع مقالين لكل منهما.
إن فريق الرصد والتوثيق رصد 574 مقالا في 14 وسيلة إعلامية تمثل عينة الرصد المعتمدة لديها بلغت حصة الصحف اليومية منها 187 مقالا وبنسبة (32.6%) وهي صحف الرأي، الدستور، الغد، الأنباط)، و387 مقالا في الصحف الإلكترونية المعتمدة في عينة الرصد وبنسبة (67.4%) وهي صحف (عمون، جو24، رؤيا، سرايا، سواليف، جفرا، مدار الساعة، البوصلة، السبيل، ورم).
وأوضح التقرير الصادر اليوم أن فريق الرصد يعتمد في رصد وتحليل خطاب الكراهية على المبادئ الست المعتمدة في خطة عمل الرباط المتمثلة في السياق، والمتحدث ومنشيء الخطاب، والنية، والمحتوى، ومدى الخطاب والارجحية.
ومن حيث السياق قال التقرير إن التعابير والكلمات والسمات التي اعتمدها الكتاب في التعبير عن مواقفهم مباشرة على نحو التخوين، والاتهامات المباشرة بالعمالة للخارج، وإن المعلمين ضد الوطن واستقراره الأمني، واحتجازهم للطلبة وذويهم وأخذهم رهائن للحصول على المال، وتدخل جهات خارجية، ونفي صفة المواطنة عنهم لكونهم لم يراعوا الظروف الاقتصادية وعجز الموازنة، واستخدام توصيفات أخرى متعددة لوصف المعلمين والإضراب وصلت بأحد الكتاب لوصفهم بـ “الكلاب “، والدعوة لحل النقابة واقتياد مجلس النقابة لمحكمة أمن الدولة…الخ “.
ومن حيث المتحدث أو منشئ الخطاب قال التقرير إن النتائج كشفت عن أن جميع خطابات الكراهية التي تم رصدها أنتجها وأذاعها كتاب صحفيون، بل أن أحدهم أنتج لوحده منفردا 3 خطابات كراهية.، مشيرا إلى ابتعاد الكتاب السياسيين وقيادات الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني، عن إنتاج خطاب كراهية تجاه المعلمين، مما أدى إلى تصدر الكتاب الصحفيين لإنتاج هذا الخطاب.
ومن حيث النية أشار التقرير إلى أن إثبات النية في رصد خطاب الكراهية من أصعب ما يمكن مواجهته في تحليل هذا الخطاب إلا أن سياقات الخطاب وتكراره واستخدام سمات مكررة تؤدي بالنتيجة لتغليب توفر النية لإنتاج خطاب كراهية.
وأكد التقرير على أن نتائج الرصد والتوثيق تظهر بوضوح توافر النوايا بهذا الاتجاه، لغايات دفع المواطنين من أهالي الطلبة لكراهية المعلمين وإضرابهم مما يحفزهم للدفاع عن مصالح ابنائهم وحقهم في التعليم، وبالتالي العمل على كسر الإضراب وإفشاله.
ومن حيث المحتوى والشكل أوضح التقرير أن القصدية هنا تساوي توافر النوايا وقد ظهر ذلك جليا في سياقات الخطاب والسمات والكلمات التي تشكل منفردة او مجتمعة بنية خطاب كراهية مباشر، يستهدف استفزاز الجمهور الذين يمثلهم هنا اهالي الطلبة ودفعهم لكسر الإضراب.
ووفقا لنتائج الرصد والتوثيق قال التقرير إن منتجي خطاب الكراهية من الكتاب الصحفيين استخدموا توصيفات مستفزة للجمهور، وأوردوا حججا تدعم موقفهم وأهدافهم، وظهر التركيز واضحا في تكرار “احتجاز الطلبة وأخذهم رهائن هم وذويهم”، وأنهم يبحثون عن مصالحهم الشخصية” وأنهم “ضد الوطن وأمنه”، و”ميليشيا”، وأن من يدير ويسيطر على الإضراب هم الإخوان المسلمين، في إطار تكريس شيطنة المعلمين والإخوان على حد سواء.
وحول مدى الخطاب أكدت نتائج الدراسة على أن المقالات التي تضمنت خطاب كراهية نشرت في وسائل نشر علنية مفتوحة ومتاحة للجمهور الواسع الذي يمثل ــ على الأقل ــ أهالي مليون ونصف مليون طالب عدا عن المعلمين وذويهم، إلى جانب الجمهور العريض الذي أبدى اهتماما واسعا بالإضراب وطول أمده، مما كرس اهتمام الجمهور به.
وأضاف أن مقالات خطاب الكراهية نشرت أيضا في وسائل نشر مفتوحة لها جمهورها ومتاحة للجميع سواء في الصحافة الورقية عبر مواقعها الإلكترونية أو في الصحافة الإلكترونية والتي تحظى هي الأخرى بجمهور واسع، مما يعزز من تأثيرات الخطاب على الجمهور، خاصة وأن الجمهور نفسه ليست لديه أية وسائل للتصدي لخطاب التحريض الذي تم نشره وتعميمه في بيئة مفتوحة وعلى نطاق واسع لعامة الناس.
ومن حيث الأرجحية أشار التقرير إلى أن احتمالات تأثير هذا الخطاب في الجمهور ودفعه للاستجابة له في بيئة أبدت اهتماما واسعا بالحدث وفي بيئة منقسمة بين مؤيد للإضراب ورافض له يظل مرجحا تماما.
وقال التقرير لقد بدت الاحتمالات مفتوحة على مصراعيها، وأظهرت تسجيلات فيديو لحالات أظهر مواطنون فيها كراهيتهم للمعلمين ورفضهم للإضراب في سياق الدفاع عن حق ابنائهم بالتعليم؛ باعتبار أن الإضراب يضر بمصالحهم، وأظهرت بعض تلك التسجيلات اللجوء للعنف في مواجهة المعلمين.
وختم التقرير بالقول إن هذه الحوادث قد لا تكون متأثرة مباشرة بتلك المقالات، لكنها نتجت في بيئة اجتماعية منقسمة على نفسها بين مؤيد للإضراب ورافض له، لتجيء تلك المقالات لتعزز من حالة الانقسام والكراهية للمعلمين وللإضراب، مما يرفع من أرجحية الاستجابة للتحشيد ضد المعلمين وكراهيتهم.