التجارة العالمية تتباطأ بسبب النزاعات .. والرسوم تبدد ثقة الشركات

إن نمو التجارة العالمية يتباطأ نتيجة للتوترات بين الولايات المتحدة والصين وآخرين، وعدم التيقن طويل الأمد بشأن الرسوم الجمركية يضغط على ثقة الشركات في أنحاء العالم.
وإن نزاعات التجارة والتكنولوجيا لها أثر جذري واضح في التجارة العالمية، معيدة التأكيد على تقديرات الصندوق بأن الرسوم المطبقة في خضم حرب التجارة الأمريكية الصينية قد تمحو 0.5 في المائة من النمو الاقتصادي العالمي في 2020.
وهناك تراجعا في نمو التجارة العالمية،” ونشير إلى أن النزاعات الدائرة بشأن التكنولوجيا – مثل قرار الولايات المتحدة وضع شركة التكنولوجيا الصينية “هواوي” على قائمة سوداء – قد تؤدي أيضا إلى تصدعات في سلاسل الإمدادات العالمية، مؤججة المخاوف المتعلقة بالاستثمار والإنتاجية.
وبشأن عملة ليبرا المشفرة التي تعتزم “فيسبوك” طرحها، إنها تساعد على تعزيز الإدماج المالي، لكنها تثير في الوقت ذاته بواعث قلق بشأن حماية المستهلكين وخصوصية البيانات.
ورأت سيسيليا مالمستروم المفوضة الأوروبية للتجارةأن منظمة التجارة العالمية تشهد “أزمة عميقة” قد تشل جهازها الخاص بتسوية النزاعات بحلول نهاية العام الجاري.
وقالت مالمستروم خلال نقاش نظم في بنك فرنسا بمناسبة مرور 75 عاما على اتفاقات “بريتون وودز” التي أرست نظاما ماليا جديدا في العالم بعد الحرب العالمية الثانية، إن “المنظمة تواجه أزمة عميقة، ولابد لنا من الإقرار بذلك”.
وأضافت عشية اجتماع وزراء مالية دول مجموعة العشرين في شانتيي في فرنسا “إذا أصيبت آلية تسوية النزاعات بشلل، وهو ما سيحصل على الأرجح في كانون الأول (ديسمبر) المقبل، لن تعود لنا رقابة” على الاتفاقيات التجارية.
وقالت “إذا لم تعد لدينا قواعد، عندها سيكون بإمكان أي طرف أن يفعل ما يحلو له، وسيكون هذا سيئا جدا، خصوصا بالنسبة للدول الصغيرة والنامية”، مجددة دعوتها لإصلاح منظمة التجارة.
إلى ذلك، أظهرت بيانات رسمية أن تجارة مقاطعة هونان في وسط الصين مع الدول المشاركة في مبادرة الحزام والطريق سجلت نموا قويا في النصف الأول من هذا العام.
وأضافت البيانات الرسمية، أن حجم التجارة مع دول الحزام والطريق بلغ 51.46 مليار يوان (7.48 مليار دولار) خلال هذه الفترة، بزيادة 53.6 في المائة على أساس سنوي متجاوزا معدل نمو إجمالي التجارة في المقاطعة خلال النصف الأول، حسبما ذكرت جمارك تشانجشا.
وحافظت القيمة الإجمالية للواردات والصادرات في هونان على نمو مستقر، بزيادة 40.1 في المائة على أساس سنوي إلى 182.3 مليار يوان.
وفي حزيران الماضي، تجاوزت القيمة 40 مليار يوان، بزيادة 61.6 في المائة على أساس سنوي. ووفقا لجمارك تشانجشا، كان الاقتصاد المحلي جيدا في النصف الأول من هذا العام، وهو ما قدم دعما قويا لتطوير التجارة الخارجية للمقاطعة.
وظلت منطقة هونج كونج الشريك التجاري الأكبر لمقاطعة هونان في الأشهر الستة الأولى، حيث ارتفعت القيمة التجارية بنسبة 64.1 في المائة لتصل إلى 27.35 مليار يوان.
بينما سجلت التجارة بين المقاطعة والاتحاد الأوروبي 27.13 مليار يوان، بزيادة 62.3 في المائة على أساس سنوي.
وشهدت المقاطعة دخول تجارتها مع إفريقيا “أفضل مرحلة” في التاريخ، بزيادة 45.6 في المائة على أساس سنوي إلى 11.18 مليار يوان.