آ.ع. تحكي “بعد الطلاق كنت حزينة على حاجات كتير، أولها على عمري اللي ضاع هباءً، مش على الشخص ده أبدًا، لأني أنا اللي أنا كنت عاوزة أسيبه. حسيت بكسرة نفس. حسيت زي ما يكون كده رجعت لنقطة البداية بس محملة بحاجات تقيلة على النفس، فأصبحت أحمل لقب مطلقة بدل آنسة، ومبقتش أفرح بالحاجات اللي كنت بفرح بيها زي الأول. انهارت أحلامي اللي كنت رسماها لدنيتي الجديدة.
لكن كل المشاعر دي تجاوزتها بسرعة جدًا جدًا جدًا، لأنها حاجة بسيطة وصغيرة جدًا بالنسبة لإحساسي الكبير بالراحة والهدوء وعدم التوتر والخوف والقلق، وتخلصي من الكابوس اللي كان كاتم على نفسي وحياتي وحريتي وكل حاجة حلوة في حياتي. بالعكس أنا بحمد ربنا إني نجيت بنفسي، وإنه وفقني آخذ قرار الطلاق في الوقت المناسب. عمري ما حسيت بالندم إطلاقًا على القرار ده، بل حسيت بالندم على سوء اختياري، ومشاعري اللي اديتها في غير محلها، والبدء دايمًا بتقديم التنازلات.
كان بيضايقني بعد الطلاق طمع الرجالة، اتقدملي واحد كبير في السن بس طبعًا رفضت. الراحة المادية بتساعد الست. وأنا بشتغل وبابا كان بيصرف. أكتر حاجة تخلي الست تضطر تتنازل هي الفلوس. والدين ومعرفة الحرام والحلال وحب ربنا طبعًا بتعصم الواحد من الوقوع في أخطاء كتير. إنما المشاكل الحقيقية اللي قابلتني فكانت رغبة بنتي في إن يكون لها إخوات، ورغبتي في الاستقلالية، وخوفي إن طليقي ياخد بنتي لو اتجوزت، أو من انتقال الحضانة لأم طليقي لو أمي ماتت بدري، الموضوع ده بالذات كان عامل لي أرق، وحاولت أتعامل معاه بالمسايسة، فمثلاً كنت باخد رأيه في اللي متقدم لي، واتكلمنا في ترتيبات رعاية البنت بعد جوازي. بس كان عندي مشكلة تانية كبيرة إني كنت خايفة لما ياخد البنت يفسحها أو تزوره في البيت ميجيبهاش تاني، ودي مكانش قدامي فيها غير تفويض الأمر لله. والحمد لله ربنا سترها معانا”.
عمري ما ندمت على طلاقي
رابط مختصر
المصدر : https://zajelnews.net/?p=83587