يحتاج النحل لمكان يستطيع الراحة فيه وتخزين العسل.
ولتحقيق ذلك يقوم ببناء الخلايا.
يحتاج النحل للعسل للحفاظ على حياة صغاره، والحفاظ على تماسك العش الخاص به، لذلك فإن مساحة التخزين الآمنة تعتبر أمرًا أساسيًا.
يضطر النحل للسفر آلاف الرحلات من أجل جمع مقدار ضئيل جدًا من العسل، لذلك فإنه من المنطقي أن يقوم النحل ببناء هذه البنية المذهلة لضمان عدم ضياع العسل الذي جمعه بعد التحليق لمدة طويلة جدًا.
يبدو الشكل السداسي منطقيًا:
يحتاج النحل إلى مساحة يُخزّن رحيق الأزهار فيها وحمايتها حتى تتحول إلى عسل.
من أجل ذلك، يقوم النحل ببناء مساحات تخزين صغيرة أو خلايا وهي كبيرة كفاية لتتسع لنحلة بداخلها، ويمكن استخدامها كمساحة تخزين.
تصنع هذه الخلايا من الشمع، لكن النحل يريد استخدام أقل قدر ممكن من الشمع؛ لأن إنتاجه يتطلب مقدارًا كبيرًا من العمل والجهد، لكنه أيضًا يريد زيادة مساحة تخزين الرحيق لأقصى حد.
بشكل أساسي فإن النحل يبحث عن تصميم له أقصى مساحة تخزين من العسل باستخدام أقل مقدار من الشمع ذو القيمة الكبيرة.
والشكل الذي اختاره النحل في أنحاء العالم هو سداسي الأضلاع.
لماذا الشكل سداسي الأضلاع فقط؟
بدايةً، إن ترتيب الأشكال السداسية جنبًا إلى جنب ودون تخريب الشكل الهندسي للبنية الكلية للعش هو أمر سهل جدًا.
هذا يعني أنه بإمكان الكثير من النحلات العمل في الوقت ذاته وتنفيذ العمل بكفاءة. أيضًا، يمكن ترتيب الأشكال السداسية بإحكام شديد وبدقة وعناية بجانب بعضها البعض ودون وجود أي فراغ في كامل بنية العش عن طريق تقليل المساحات الفارغة إلى أقل حد.
لكن لماذا لا يختار النحل شكلًا آخر مثل الدوائر أو المربعات؟
في حال بناء العش عن طريق جمع العديد من الدوائر، عندئذٍ ستبقى مساحة صغيرة فارغة بين كل مجموعة من الدوائر المتجاورة وهذا لأن مساحة التلامس بين الدوائر المتجاورة صغيرة جدًا.
لماذا لا يستخدم النحل الشكل المربع أو المثلث؟
بقدر ما يكون المظهر هامًا والشكل ضروريًا لدخول النحلة، فإن السداسي هو الشكل الأقرب للدائرة الذي يحقق الأمرين معًا.
ومع ذلك فإن النحل يملك سببًا يتعلق بالرياضيات لاختياره هذا التصميم.
بما أن النحل يحتاج إلى أقصى مساحة باستخدام أقل كمية من الشمع، فإن الشكل السداسي مناسب تمامًا.
يستهلك الشكل السداسي أقل مقدار من الشمع اللازم لتغطية مساحة سطح جميع الجدران، في نفس الوقت فهو يوفر أكبر مساحة لتخزين العسل.
لا يوجد شكل أفضل لتحقيق حسابات الكفاءة هذه، وقد قام النحل بهذا الأمر بشكل طبيعي على مدى فترة تطوّرية تمتد لملايين السنين وآلاف الأجيال.
من كان ليتخيل أن النحل هو أكثر من مجرد حشرة طنانة تمتلك أنفًا يتتبع الأزهار، إنها أيضًا حشرة عبقرية في الرياضيات.