سياسية كردية سورية عن سعي السلطات التي يقودها الأكراد في شمال سوريا لنشر قوة متعدّدة الجنسيات على الحدود مع تركيا، مجدّدة رفض إقامة “منطقة آمنة” كبيرة تأمل تركيا في السيطرة عليها. أن تلك السلطات اقترحت الفكرة في محادثات مع مسؤولين أميركيين، مشيرة إلى أنها شدّدت على الحاجة لمواصلة الجهود المشتركة ضد تنظيم داعش الذي يوشك على خسارة آخر جيوبه في الشرق السوري.
ويهدف مقترح نشر قوة على الحدود إلى مواجهة مطلب تركيا بإقامة “منطقة آمنة” تحت سيطرتها وهي فكرة تلقى رفضا قاطعا لدى الجماعات الكردية السورية الرئيسية التي تخشى من احتمال إقدام أنقرة على مهاجمة المنطقة.
وأصبحت قضية الترتيبات الأمنية في شمال سوريا موضع تركيز مع الهزيمة الوشيكة لتنظيم داعش في أجزاء من سوريا انتشرت بها الولايات المتحدة وحلفاؤها لمواجهة المتشددين.
فوزة يوسف: نحن بالأصل من نعاني من التهديدات وليس الطرف التركي
وسارعت السلطات التي يقودها الأكراد، الشريك الرئيسي للولايات المتحدة في سوريا، إلى رسم استراتيجية لحماية منطقتها من تركيا عندما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشكل مفاجئ في ديسمبر الماضي اعتزامه سحب كل القوات الأميركية.
ومنذ ذلك الحين تراجعت الولايات المتحدة جزئيا عن القرار وتعتزم إبقاء 200 جندي في شمال سوريا للانضمام إلى قوة مشتركة مع حلفاء أوروبيين لمراقبة المنطقة الآمنة في شمال شرق البلاد يتوقع أن يبلغ قوامها ما بين 800 و1500 جندي. وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردية السورية “جماعة إرهابية” لا يمكن فصلها عن حزب العمال الكردستاني المحظور الذي حمل السلاح داخل تركيا م.
وتسيطر تركيا بالفعل على مناطق في شمال غرب سوريا وهددت مرارا بشن هجوم على الشمال الشرقي، لكن الوجود الأميركي عرقل تلك الخطط.
إن السلطات التي يقودها الأكراد ترفض فكرة إقامة “منطقة آمنة” كبيرة لأنها ستطوق مدنا وبلدات سورية تقع على الحدود، مشيرة إلى اقتراح ترتيبات بشأن شريط حدودي بدلا من ذلك.
وطالبت بإنشاء ما سمّته شريطا حدوديا أمنيا ضامنا للطرفين بقوة دولية لحفظ السلام، واصفة ذلك بـ”الحل المعتدل”. وأضافت “النقطة الأساسية التي نركز عليها بهذه المسألة أنّ مناطقنا هي مناطق آمنة بالفعل”.
لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال قبل يومين إن حكومته لن تقبل سوى بسيطرة تركيا على المنطقة الآمنة.
إن وجود قوة متعددة الجنسيات على الحدود “سيكون ضامنا للطرفين.. للطرف التركي ولنا أيضا”. وتابعت قائلة “نحن بالأصل من نعاني من التهديد وليس الطرف التركي”.
ودفع احتمال الانسحاب الأميركي السلطات التي يقودها الأكراد إلى السعي لإجراء محادثات جديدة مع دمشق بهدف التوصل لاتفاق سياسي يحمي مناطق الحكم الذاتي ويقدم ضمانات أمنية في مواجهة أي هجوم تركي محتمل.
وأشارت فوزة إلى أن الأمر لم يشهد إحراز أي تقدم، قائلة “كانت لدينا مبادرات للوصول لتسوية بخصوص الأمور الإدارية والسياسية والثقافية وغيرها مع النظام (السوري) ولحد الآن لا يوجد تجاوب من قبله لتطوير أي خطوة إيجابية بهذا الخصوص”.