مفهوم القلق الامتحاني حالة نفسية انفعالية قد تمر بها وتصاحبها ردود فعل نفسية وجسمية غير معتادة نتيجة لتوقعك للفشل في الامتحان أو سوء الأداء فيه أو الخوف من الرسوب ومن ردود فعل الأهل أو تضعف ثقتك بنفسك أو لرغبتك في التفوق على الآخرين أو ربما لمعوقات صحية القلق أمر طبيعي لا داع للخوف منه مطلقا بل ينبغي عليك استثماره في الدراسة والمذاكرة وجعله قوة دافعة للتحصيل والانجاز وبذل الجهود والنشاط… ليتم إرضاء حاجة قوية عندك هي حاجتك إلى النجاح والتفوق واثبات الذات وتحقيق الطموحات. أما إذا كان هناك كثير من القلق والتوتر لدرجة يمكن أن تؤدي إلى إعاقة تفكيرك فهذا أمر مبالغ فيه وعليك معالجته والتخلص منه وكلما بدأالعلاج مبكرا كانت النتائج أفضل واختفت المشكلة على نحو أسرع. حدد كل من ماندكر و ساراسون قلق الامتحان بأنه حالة إحساس الفرد بانعدام الراحة النفسية وتوقع حدوث العقاب الذي يصاحبه شعور بفقدان الفائدة و رغبة في الهروب من الموقف الامتحاني مع زيادة في ردود الأفعال الجسيمة ، في حين حدد سبلينجر مفهوم القلق الامتحاني بأنه حالة انفعالية تجاه الضغوط النفسية الناتجة عن المواقف التقويمية “. فقلق الامتحان نفسية انفعالية قد نمر بها و تصاحبها ردود فعل نفسية و جسمية غير معتادة نتيجة لتوقعنا الفشل من أداء اختبار وما يصاحب هذه الحالة من إضطرابات لدينا في النواحي العاطفية و المعرفية و الفسيولوجية ، بالإضافة إلى توقع الفشل في الامتحان أو سوء الأداء فيه أو الخوف من الرسوب و من ردود فعل الأهل أو ضعف الثقة بالنفس أو ربما للرغبة في التفوق على الآخرين أو ربما لمعوقات صحية . وهناك حد أدنى من قلق الامتحان وهو أمر طبيعي لا داع للخوف منه بل ينبغي استثماره في الدراسة و المذاكرة و جعله قوة دافعة للتحصيل و الإنجاز و بذل الجهد و النشاط وفي ذلك يقول أسامة راتب : “عندما يبلغ مستوى القلق حداً معيناً معتدلاً أو متوسطاً فإنه يعد دافعاً للأداء الجيد” كما يشير إلى ذلك إياد ملحم في كتاب امتحانات بلا خوف لبيت أروين عندما قال :إن القلق مؤشر يجعلك تدرك أن شيء ما يهدد حياتك أو سعادتك وبدون ذلك المؤشر سوف لن تتحفز لتجنب المخاطر أو مدافعتها . تعريف قلق الامتحان وردت تعاريف كثيرة لقلق الامتحان في أماكن و دراسات عدة تناولت هذا النوع من القلق ومنها : عرّفه سارسون و سبلينجر بأنه :” شكل من أشكال سمات الشخصية أن الحالة الانفعالية هي المسؤولة عنه” وعرّفه واين أنه : “نموذج التداخل حيث يولد استجابات غير مناسبة نحو الواجبات والمهام داخل موقف الامتحان ، مثلاً الانشغال بالنجاح أو التفكير بترك المدرسة و هذا الانشغال بدوره يتداخل مع الاستجابات المناسبة للواجب و الضرورية للأداء الجيد في الامتحان ” أما هواري فقد اعتبر القلق الامتحاني : “متغير من المتغيرات التي تؤثر في تحصيل الطلاب وفي سلوكهم الدراسي بصيغة عامة “. ويعرفه الريحاني : “هو حالة نفسية أو ظاهرة انفعالية يمر فيها الطالب خلال الاختبار ، و تنشأ عن تخوفه من الفشل أو الرسوب في الاختبار أو تخوفه من عدم الحصول على نتيجة مرضية له و لتوقعات الآخرين منه و قد تؤثر هذه الحالة النفسية على العمليات العقلية كالانتباه و التركيز و التفكير و التذكر ” أسباب القلق الامتحاني نتيجة لكون أي امتحان أو اختبار يجتازه الإنسان سوف يقرر مصيره في جانب معين من جوانب حياته ، مثل النجاح في الدراسة ، القبول في وظيفة معينة و غيرها…… فإن هذه الامتحانات تحظى لدى البعض بهالة من الإثارة و التضخيم و التهويل وذلك يعود إلى أسباب عده : تعود إلى طبيعة الفرد الممتحن ، نظام الامتحان ، مدى أهمية النتيجة في حياة الفرد والتضخيم الإعلامي . فمن الأسباب العائدة للفرد : ” شعوره بأن الامتحان موقف صعب يتحدى إمكاناته و قدراته وهو غير قادر على اجتيازه أو مواجهته و التنبؤ المسبق بمستوى تقييمه من الآخرين و الذي قد يتوقعه ( التقدير السلبي ). ومن هذه الأسباب بالنسبة للطالب : أ- اعتقاده بأنه قد نسي ما قد درسه و تعلمه خلال العام الدراسي . ب- نوعية الأسئلة و صعوبتها . ت- عدم الاستعداد و التهيؤ الكافي للامتحان . ث- قلة الثقة بالنفس . ج- ضيق وقت الامتحان . ح- التنافس مع أحد الزملاء و الرغبة القوية في التفوق عليه ” ومن الأمور المؤدية لإثارة قلق الامتحان مبالغة وسائل الإعلام بقضية الامتحانات و خاصة في بلادنا ، مما ينتقل أثره إلى نفسية الطالب فيصيبه ذلك بالخوف و الذعر و القلق و يتصور أن الامتحان عبارة عن موقف رهيب و مفزع . بالإضافة إلى ما يقوم به بعض الأهالي من سلوكيات يظنون أنها نافعة وناجحة ولكنها تؤدي إلى نتائج عكسية و سلبية على الطالب . حيث يتبع بعض الأهل أسلوب المراقبة المشددة و الحرص الزائد على الطالب (حالة الإقامة الجبرية للطالب في المنزل ). ومن الأمور السلبية المرتبطة بإثارة القلق ، اعتماد الطلاب على تعاطي المشروبات و المنبهات و المواد التي تدفعهم للسهر أكثر من اللازم وهي من الأمور الضارة صحياً و تربوياً ولذلك ينبغي تحاشيها بكل الطرق و الاعتماد على الراحة الجيدة. والظروف الفيزيقية الجيدة كالإضاءة و الهدوء و الحرارة وما إلى ذلك مما يشجع على التركيز وعدم تشتت الانتباه (العيسوي ، 1995 ، ص95 ). القلق الامتحاني والأداء المعرفي (التعلم): خلصت البحوث العديدة التي أجريت حول القلق والتعلم إلى أن القلق يسهم في تشكيل مستوى التحصيل الذي يحرزه الطالب لكن الباحثين اختلفوا في تفسير نتائج بحوثهم فقد ذهب بعضهم إلى أن العلاقة بين القلق والتحصيل الدراسي مستقيمة وموجبة بمعنى أن القلق هنا يعتبر دافعاً يؤدي إلى مزيد من التحصيل . ولكن بحوث أخرى انتهت إلى أن القلق المتوسط والمنخفض كحالة وكسمة يسهل التحصيل لأن القلق المرتفع عامل تفكك وتصدع في شخصية الطلاب يشتت طاقتهم الجسمية والنفسية والمعرفية خاصة في مواقف الاختبارات . وهناك تفسير نظريات لتأثير القلق على التعلم . 1- التفسير النظري الأول : تبناه مجموعة من علماء النفس في جامعة أيوا الأمريكية الذين نظروا إلى القلق باعتباره دافعا ًييسر التعلم فيما عرف بعد ذلك بأنه نظرية القلق الدافع التي تذهب إلى أن الإنسان يشعر في مواقف التعلم والأداء بالقلق وعدم الارتياح مما يدفعه إلى التعلم والتفكير وتحصيل العلم من أجل خفض القلق والعودة إلى حالة الاتزان . 2- تأثير القلق على الأداء المعرفي: قالت به نظرية القلق الحالي – السمة: وكان كاتل أول من قدم هذين المصطلحين ثم طور سبلينجر هذين المفهومين وصاغهما في شكل نظرية تبدأ بالتمييز بين القلق كحالة مؤقتة وكسمة ثابتة في الشخصية. خلاصة هذا التفسير أن القلق – حالة وسمة- خبرة شعورية مؤلمة ناتجة عن إدراك الشخص للتهديد وتوقع الخطر والعجز عن مواجهته وهو عامل تصدع في الشخصية يفسر دوافع الفرد ويشتت طاقاته مما يترتب عليه أن القلق من العوامل الانفعالية في الشخصية التي تعوق الأداء المعرفي . مفهوم التحصيل الدراسي يعتبر التحصيل الدراسي ظاهرة معقدة تتدخل فيها مجموعات مختلفة من المتغيرات العقلية وغير العقلية تتفاعل فيما بينها ، بحيث يصعب في كثير من الأحيان الفصل بينها أو تحديد الإسهام النسبي لكل منها بشكل دقيق . وقد أشار أبو حطب إلى أن التحصيل الدراسي يعني لغة الإنجاز و الإحراز وهو يرتبط بآثار مجموعة من الخبرات التي يمكن وصفها بأنها مقننة أو مقصودة و يمكن التحكم فيها . تعريف التحصيل : يعرفه عبد القادر بأنه : “نوع من التحصيل متعلق بدراسة مختلف العلوم و المواد الدراسية ” أما كود فيعرفه بأنه : إنجاز أو براعة في الأداء في مهارة ما أو في مجموعة من المعارف “. أهمية التحصيل : تشكل الدرجات التحصيلية وما ينبثق عنها من تقديرات أساساً مهماً للكثير من الإجراءات والقرارات الهامة التي ترتبط بوضع الفرد وتؤثر فيه ، فأهلية الفرد للاستمرار بالدراسة أو القبول في برنامج معين أو الحصول على بعثه دراسية أو وظيفة معينة تتقرر بالمستوى الأكاديمي الذي يحققه متمثلاً في الدرجات أو التقدير التي يحصل عليها وتؤدي الدرجات وظائف علية ترتبط لحاجات الطلبة وأولياء الأمور والمدرسين وأصحاب العمل فهي تلعب دور مهم في تكوين الطالب صورة عن ذاته وستبقى من أفضل عوامل التنبؤ اللاحق. التحصيل الدراسي و القلق الامتحاني : أحياناً يقول الطلبة القلقون بأنهم عجزوا أوتعثروا في الإجابة على الاختبارات ولم يستطيعوا استرجاع المعلومات التي يعرفونها . فالقلق يؤثر على استقبال وتخزين واسترجاع المعلومات وهذه التأثيرات على عمليات الذاكرة ليس من السهل فصلها عن بعضها . فالقلق المفرط أو الشديد تترتب عليه آثار عكسية تتمثل في اضطراب الأداء وتدهوره لأنه يؤدي إلى تشتيت الانتباه وقلة التركيز ومن ثم التورط في الأخطاء . وقد فسر قلق الامتحانات من وجهات نظر متعددة لعل من أهمها ما افترضه كل من سارا سون وماندلر و زملاؤهما من أن مواقف الاختبار أو العمل أوحل المشكلات تستثير لدى المرء إما دوافع متصلة بالأداء وإنجاز العمل وهذه الدوافع من شأنها تنشيط استجابات متعلقة بالعمل ذاته وإما دوافع القلق التي تنشط بدورها استجابات دخيلة على العمل. ويؤدي إظهار النوع الأول من الدوافع (دوافع متصلة بالأداء وإنجاز العمل) ومصاحباته إلى تحسن الأداء وبالتالي التحصيل . وفي ذلك يقول أصحاب نظرية الدافع أن زيادة القلق تزيد من توليد الدافعية ومن ثم تؤدي إلى تحسن التعلم والتحصيل وإن الإنسان في مواقف التعلم والتحصيل ينتابه القلق مما يدفعه إلى الاجتهاد في إنجاز مهامه كي يخفف من شعوره بالقلق أو يتخلص منه حتى يستعيد اتزانه الانفعالي إلا أن فروض هذه النظرية لم تلق تأييداً تجريبياً كافياً بينما يؤدي النوع الثاني من الدوافع (دوافع القلق) إلى تعويق الأداء الفعال نظراً لما يولده لدى الأفراد من استثارة شديدة وانزعاج واضطراب وتشويش في الفكر وانشغال بالنفس وشعور مبالغ فيه بالتهديد ,وهي استجابات مضعفة للأداء وبالتالي التحصيل وفي ضوء هذه الدراسات يتوقع أن يكون أداء الطلبة القلقين في المدرسة ضعيفاً وللتحقق من هده الفكرة قام عالم النفس شارلز سبلينجر بفحص درجات وقدرات الطلبة الذكور بإحدى الكليات ,واستنتج أن مستوى القلق له تأثير ضعيف نسبياً على الأداء الأكاديمي للطلاب سواء كانوا من ذوي الاستعداد العالي أو المنخفض وبصرف النظر عن درجة القلق عند الطلبة فقد وجد أن الذكور الذين حصلوا درجات منخفضة في اختبارات الاستعداد جاءت درجاتهم منخفضة بوجه عام أما الحاصلون على درجات عالية بالاستعداد فيحصلون على درجات عالية نسبياً ,ويبدو أن القلق يؤثر تأثيراً سالباً على معظم الطلاب وهم الفئة التي حصلت على درجات متوسطة باختبار الاستعداد ومن هؤلاء ذوو الاستعداد المتوسط حيث ارتبط القلق المرتفع بأداء أكاديمي منخفض . وللإجابة عن السؤال الثالث: (هل هناك علاقة بين القلق الامتحاني ودافعية الإنجاز للتحصيل الدراسي) تم العودة إلى عدة مراجع . يؤدي دافع الإنجاز المرتفع لدى الطفل إلى ظهور صفات سلوكية معينة في الكبر تميزما وصفه ماكيلاند الشخصية الملتزمة وهي الشخصية التي تتميز بمجموعة من السمات التي تظهر لدى الشخص ذو دافع الإنجاز المرتفع “حيث يتميز الأشخاص ذوي دافع الإنجاز المرتفع بالثقة بالنفس والانبساطية والثبات الانفعالي والقدرة على مواجهة المشكلات وبامتلاك اتجاهات إيجابية نحو التعلم والتفاعل بشكل جيد مع الأنشطة المدرسية”. كما يميلون إلى التصرف بطرق مميزة فهم يهتمون بالتفوق لذاته لا للثواب الذي قد يجلبه ويحددون أهدافهم بعناية بعد دراسة عدد من البدائل واحتمالات النجاح في كل منها وتميل أهدافهم لأن تكون متوسطة حتى لا تكون عرضة للفشل أو النجاح السهل كما أنهم واقعيون في انتهاز الفرص ويحاولون الحصول باستمرار على تغذية راجعة ليتمكنوا من تحقيق أهدافهم,وقد سجلوا علامات أفضل ممن يتمتعون بدافعية منخفضة وللإجابة عن السؤال الرابع (هل هناك علاقة بين التحصيل الدراسي والمستوى الاجتماعي للأسرة) تم العودة إلى مرجع معاملة الوالدين للطفل وعلاقتها بالتحصيل الدراسي في مرحلة التعليم الابتدائي. بينت الدراسات أن المستوى التحصيلي للتلميذ يتأثر بحجم الأسرة بشكل خاص. حيث يرتفع المستوى التحصيلي عند التلاميذ الذين ينتمون إلى أسر ذات حجم صغير ويتدنى لدى التلاميذ الذين ينتمون إلى أسر ذات حجم متوسط”. فعدد الأسرة المحدود يساعد الوالدين على توفير الرعاية الصحية والنفسية والجسمية والمعرفية لأبنائهم .