يعتقد كثيرون أن الأمراض النفسية مزمنة ولا يمكن الشفاء منها على الإطلاق، والطريقة الوحيدة للتعامل معها هو عزل المريض بمفرده في غرفة بمستشفى للأمراض النفسية والعصبية.
لدكتور محمود أبو العزايم، استشاري الطب النفسي، أكد أن الشفاء من الامراض النفسية تمامًا ممكنًا كالشفاء من مشاكل القلب والكبد والجهاز الهضمي، بشرط الاكتشاف المبكر للمرض وعلاجه بالدواء المناسب له وللمرحلة التي يمر بها المصاب.
أوضح الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن الشفاء من الأمراض النفسية يحتاج إلى اكتشاف المرض مبكرًا خلال الست شهور الأولى من الإصابة حتى يمكن الشفاء منه تمامًا، لكن بعد تلك المدة يتحول المرض إلى مشكلة مزمنة وتحتاج إلى جرعات علاج مكثفة.
أما عن الأدوية وعلاقتها بالمشاكل النفسية، فأكد أبو العزايم أن الأدوية طالما يتم تناولها في إطار المرض وتحت إشراف طبيب وجرعاتها مناسبة لمرحلة المرض، فلا خوف منها ولن تؤثر على المصاب إطلاقًا.
أوضح فرويز، أن هذه الأدوية تؤثر على الموصلات العصبية الموجودة في المخ والتي تكون إما زائدة أو ضعيفة بسبب المرض النفسي، وهذه الأدوية تعمل على ضبط تلك الموصلات، بل وتساهم في إفراز الهرمونات التي تسيطر على المرض، كالأدوية التي تعمل على زيادة إفراز السيروتونين والدوبامين لعلاج الاكتئاب، وأيضًا الادوية التي تعمل على نقص الدوبامين في حالات الفصام، والأدوية التي تضبط هرمون السيروتونين لمرضى الهوس.
أما عن علاقة الأدوية النفسية بالإدمان، فأكد أبو العزايم واتفق معه فرويز، أن لا علاقة بها بالإدمان على الإطلاق، ولكن الأخير أشار إلى الأدوية المهدئة قصيرة المفعول وأوضح أن الإفراط في تناولها يؤدي إلى الإدمان أو التعود لذا نهى عن تناولها.