وسط تدابير أمنية مشددة، يفتتح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بكولونيا الألمانية السبت مسجدا من أكبر المساجد في أوروبا. وبالرغم من مواجهته معارضة محلية كبيرة، تم الانتهاء في 2017 من بناء هذا المسجد الضخم الذي موله “الاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية” المقرب من السلطات التركية.
يشارك الرئيس التركيا رجب طيب أردوغان لسبت في افتتاح مسجد في كولونيا هو من الأكبر في أوروبا، خلال زيارة لأكبر مدن مقاطعة شمال الراين وستفاليا بجنوب ألمانيا، وسط تظاهرات وتدابير أمنية مشددة.
وسيدشن أردوغان المنتمي إلى التيار الإسلامي المحافظ في كولونيا المسجد الذي شيد بتمويل من “الاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية” المرتبط بالسلطات في تركيا.
ويعتبر المسجد المشيد بالإسمنت والزجاج، بمآذنه المرتفعة 55 مترا وقبته الشاسعة ومساحته البالغة 4500 متر مربع، من أضخم مساجد أوروبا، وهو مصمم بحسب مهندسه بول بوم ليكون رمزا للانفتاح.
رئيسة بلدية كولونيا وبعض السياسيين المحليين يقاطعون حفل التدشين
ويقع المسجد الذي يمكن أن يتسع لآلاف المصلين في حي إرنفيلد على مقربة من برج تلفزيون كولونيا. وتعتزم الشرطة حصر عدد الذين سيدخلونه السبت بخمسة آلاف، غير أن الاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية يتوقع عددا أكبر بكثير.
وعلى غرار مقاطعة مأدبة العشاء مساء الجمعة، سيقاطع قسم من السياسيين في شمال الراين وستفاليا حفل التدشين، ومن بينهم رئيسة بلدية المدينة هنريات ريكر ورئيس الحكومة المحلية.
وتنتقد ريكر الغموض الذي أحاط ورشة بناء المسجد وافتتاحه وطريقة عمله.
كما يتهم بعض المسؤولين الاتحاد بأنه على ارتباط بنظام أردوغان وهو يدير 900 مكان صلاة في ألمانيا تحت إشراف أئمة قادمين من تركيا. كما أن الهيئة متهمة بالتجسس على معارضي الرئيس التركي.
اليمين المتطرف فشل في منع بناء المسجد
وبدأ العمل على بناء المسجد في 2009 وبالرغم من مواجهته معارضة كبيرة وإثارته جدلا محليا، بدأ باستقبال المصلين عام 2017 قبل أن يفتتحه أردوغان رسميا السبت.
وقدم معارضو المسجد وخصوصا من اليمين المتطرف عدة طعون ضد بناء المسجد مبدين مخاوف من تحول كولونيا إلى مركز للإسلاميين على غرار ما حصل في لندن، غير أن الطعون فشلت في نهاية المطاف.
وبعد التظاهرات التي شهدتها برلين وشارك فيها آلاف الأكراد، من المتوقع أن تشهد كولونيا السبت تظاهرتين على الأقل، ترفع إحداهما شعار “أردوغان غير مرحب به”.
وجرت تعبئة آلاف الشرطيين لمواكبة الزيارة، في ما وصفه رئيس الشرطة المحلية أوفي ياكوب بأنه أكبر انتشار للشرطة في تاريخ المدينة.
وتعد هذه المحطة الأخيرة من زيارة الدولة التي يقوم بها أردوغان إلى ألمانيا سعيا لطي صفحة عامين من التوتر بين البلدين.