والهدف الرئيسي من هذا الاحتفال هو التنويه والإشادة بالدور الكبير الذي تضطلع به أجهزة الدفاع المدني ومنتسبيها والتأكيد في الوقت ذاته على أن الكوارث والأخطار الطبيعية والبشرية قد أصبحت اليوم مشكلة دولية تتجاوز الحدود السياسية بعد أن أصبح العالم قرية كونية يتأثر بعضه ببعض في ظل ظهور مهددات طبيعية وبشرية جديدة بالغة الخطورة كحالات تسرب الإشعاعات النووية والبقع النفطية وغيرها.
وتأتي أهمية الدفاع المدني .. نظرا للنمو المطرد في أخطار الكوارث والأضرار البشرية والاجتماعية والاقتصادية الخطيرة الناتجة عن ذلك ومع تطور المجتمعات بشكل لم تعد فيه الطرق التقليدية المتبعة تكفي للوقاية والحماية نظرا لازدياد الكثافة السكانية في المدن العربية والنمو الضخم للمنشآت العامة من مستشفيات وجامعات ومرافق خدمية وكذلك الاعتماد شبه الكلي على وسائل التقنية الحديثة وهي في حد ذاتها مسببة للكثير من الحوادث إذا ما أسيء استخدامها أو أهملت صيانتها والمحافظة عليها فتنتج عن هذه الحوادث الكثير من الخسائر الفادحة.
وعن دور الإعلام الحديث ووسائل التواصل .. فإن لهما تأثيرا في المجال الأمني والتواصل مع أفراد المجتمع من خلال تكذيب الإشاعات وبث الطمأنينة في النفوس عبر تفعيل عمليات الوقاية في المجتمع والتركيز على حماية جميع شرائحه خاصة الشباب باعتبارهم أكثر الفئات عرضة للمخاطر والآفات الاجتماعية والثقافية وتوعية أولياء الأمور بضرورة نشر ثقافة الاستخدام الآمن لمواقع التواصل الاجتماعي والمراقبة الحذرة لأبنائهم باعتبار أن الأسرة هي خط الدفاع الأول عن سلامة وصحة أبنائنا النفسية والفكرية.
وشهدت القيادة العامة للدفاع المدني في الدولة خلال الأعوام الماضية تطورا واضحا وجليا من خلال أمرين مهمين هما تأهيل الكوادر البشرية تأهيلا حرفيا من خلال معاهد علمية في الدولة وخارجها وتزويد القيادة العامة للدفاع المدني بأحدث الأجهزة والمعدات والآليات وهو الأمر الذي جعل منتسبي الدفاع المدني في الدولة أن يبذلوا جهودا كبيرة ومتميزة في سعيهم لتوفير السلامة العامة وحماية الأرواح والممتلكات والثروات الوطنية.
وأثمرت خطط الدفاع المدني المتكاملة “التوعوية والوقائية والمكافحية والتدريبية والإدارية” عن تحقيق إنجاز متميز في مكافحة حريق ” فندق العنوان ” ليلة رأس السنة وحظيت كفاءة فرق الدفاع المدني بإشادة من قيادتنا الرشيدة ومن كبار الخبراء والمختصين بخدمات الدفاع المدني داخل الدولة وخارجها وذلك من خلال الأداء البطولي المشرف الذي قدمته فرق الدفاع المدني والشرطة والإسعاف والكفاءة المهنية العالية التي أبدوها في التعامل مع حريق الفندق والتي أكدت قدرة أبناء دولة الإمارات الأوفياء على التعاطي الفعال مع المواقف الطارئة بكفاءة منقطعة النظير.
ووجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الشكر والتقدير لكل من شارك ضمن فريق العمل الذي قام بهذا الإنجاز المشرف بكل عناصره من الدفاع المدني والشرطة والإسعاف ..مؤكدا سموه أن هؤلاء الأبطال قدموا للعالم أجمع برهانا جديدا يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن مقدراتنا ومكتسباتنا الحضارية في أياد أمينة تسهر على صونها والحفاظ عليها ما يرسخ إيماننا في قدرة وكفاءة هؤلاء الأبطال وغيرهم من أبناء الوطن الشرفاء على معالجة أي مواقف طارئة بكفاءة عالية بمداد من حب الوطن والحرص على التفاني في خدمته ورفعة شعبه إلى أعلى المراتب.