“مع الله لا يوجد مستحيل.. المهم أن تثق فى نفسك وفى قدراتك، وتتعلم كيف تتجنب نظرات الناس وانتقاداتهم، حتى تذوق طعم الجنة فى الدنيا، وتعرف المعنى الحقيقى للسعادة” صاحب هذه الكلمات ليس حكيمًا أو فيلسوف مشهور، ولكنه شاب من متحدى الإعاقة، لديه ضمور فى المخ، فاجأ المئات، بل قد يكون الآلاف من متابعيه فى جامعات القاهرة والمنصورة، وقصور ثقافة الإسكندرية، والسويس ودمنهور، ممن حاضرهم فى التنمية البشرية، حاولوا إحراجه بأسئلة صعبة، فأجابهم بما لم يستطيعوا الحديث بعده، أسقط دموعهم جميعًا ليس شفقة عليه بل حرجًا من أنفسهم، لأنهم أقوى بدنيًا وعقليًا وبكامل صحتهم، ولكنه أقوى منهم إرادة وأجبرهم على السعادة ومكافحة الاكتئاب والإدمان والفشل.
إسلام مدبولى، عمره 24 سنة، ما زال يدرس فى الصف الثانى بالثانوية العامة، بعد رسوبه 6 سنوات فى الدراسة، مصممًا على النجاح، مهما واجه من صعوبات، توفيت والدته عام 2013، أصبح بعدها وحيدًا بعد أن تزوج والده، وعاش أخواته مع أقاربه، ليواجه الحياة القاسية، ويعلن التحدى.
يعمل إسلام بجانب دراسته، “كاشير” فى أحد محلات الهواتف المحمولة من الواحدة ظهرًا وحتى الثامنة مساءً، ثم يذهب إلى عمله الآخر كمندوب مبيعات حتى الواحدة ليلًا يمر خلالها على المحلات لبيع إكسسوارات الهواتف، وكذلك على المقاهى وغيرها، ولا ينسى أن ينشر السعادة أينما ذهب، ويعطى حكمته لكل من يرغب فى سماعه.
بمنتهى التفاؤل يقول إسلام: عندما ماتت والدتى 2013 أدركت أنها ذهبت لأفضل مكان عند الله، ولابد أن أسعدها وهى تنظر لى من فوق، وزادنى فراقها تحديًا واخترت الدراسة فى الثانوية العامة، لأنها أصعب من الثانوية الفنى، لأزيد من التحدى، وأحلم أن أكون أستاذ علم نفس لأكمل طريقى فى دراسة شخصية الإنسان، وأساعده بالمرور فى الأزمات التى يقع فيها معظم الشباب.
ويكمل إسلام: ربنا أعطانى موهبة وهى القدرة على فهم نفسية الناس من مشاكلهم والقيام بحل تلك المشاكل النفسية للناس، وأقوم على صفحات التواصل الاجتماعى، بالكتابة عن حالتى الخاصة، والتحدى الذى أقوم به، لأكون نموذجًا للشباب بأنه لا يوجد مستحيل، ثم أبدأ بحل مشاكل الناس النفسية، وأقوم بمشاركتهم فى محاضرات يطلبونها فى الكليات أو أماكن خاصة وقصور ثقافة وغيرها.
ويضيف إسلام: محاضراتى دائمًا عن تحدى الإعاقة، والسعادة والتفاؤل والحب، حتى أسمونى سفير الحب والتفاؤل واليقين، أسعى إلى حل المشكلات النفسية والعاطفية، التى تؤثر على حياة الأفراد، وخاصة مدمنى المواد المخدرة، ومدمنى الإنترنت، وأكون معهم فى جلسات خاصة، حتى يخرجوا من أزمتهم.
ويؤكد إسلام: ينتقدنى الكثير عن محاولاتى فى العمل المستمر، وعدم التركيز فى إعاقتى، ولكن دائمًا ما أرفض الاستماع إليهم أو الرد عليهم، فلقد قررت اختيار حياتى، وطالما أنى أرى أنى أمشى فى الطريق الصحيح، دون أن أعيق مسيرة أحد فلا يوجد أحد مهم بعد ذلك.
ويضيف إسلام: لابد أن نتعود السير عكس اتجاه الناس، إذا كانوا خطأ، وليس هناك قدوة من البشر، لأن كل إنسان خطاء، والقدوة الوحيدة فى رسول الله وكتابه، الذى علمنا الكثير.
ووجه إسلام رسالته للشباب قائلاً: إن الله عز وجل يقول “يا أيها الذين أمنوا عليكم أنفسكم”، بمعنى أن تركزوا على أحوالكم، دون التركيز على ما أعطاه الله لغيركم، حتى تحاسبوا على ما تقوموا أنتم به وليس غيركم.
وعن أحلام إسلام مدبولى، فهو يسعى إلى الظهور مع الإعلامية منى الشاذلى فى برنامجها التليفزيونى، رغبة منه فى تحقيق حلم عاشه مع نفسه، وعاش معه جمهوره ومتابعيه، ينتظرون تحقيقه معه.
