توقّع شهزاد حميد، رئيس قسم الخدمات المصرفية للأفراد في بنك «ستاندرد تشارترد» في الإمارات، أن ينعكس نجاح الإمارات في التوصّل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة وفقاً للمبادئ الأساسية لاتفاقية الأجواء المفتوحة إيجاباً على السوق العقارية في الدولة، موضحاً أن توفر إمكانية الوصول المباشر إلى دبي من 12 مدينة أميركية سيؤدي إلى زيادة الحركة السياحية وجذب المزيد من استثمارات المواطنين الأميركيين إلى السوق العقارية في الإمارة.
فرص عمل
وبموجب تفعيل الاتفاقية يصل عدد الرحلات التي تقوم شركتا «الاتحاد» و«طيران الإمارات» بتسييرهاإلى 12 مدينة أميركية إلى 131 رحلة، حيث تساهم هذه الرحلات في توفير فرص عمل وتضخ عشرات المليارات من الدولارات في الاقتصاد الأميركي والإماراتي، وتدعم مئات آلاف من الوظائف في البلدين، علاوة على جذب المزيد من الاستثمارات المباشرة في البلدين.
وتوقّع حميد تحسن سوق الرهون العقارية في الإمارات بشكل تدريجي ، وذلك بالتزامن مع توجه السوق العقارية بالفعل نحو النضج، وبدء تراجع آثار أسعار الرسوم على الاقتراض وسداد القروض، بالإضافة إلى استقرار أسعار النفط، مؤكداً أن مشهد السوق العقارية في دبي أكثر إشراقاً مما توحي به الإحصائيات، في إشارة إلى ارتفاع أسعار العقارات عالمياً بنسبة 2.1% وسطياً مقارنة مع 1.6% ، وفقاً للمؤشر الدولي للعقارات السكنية الراقية الصادر في حين أدى فرط العرض في دبي لتراجع الأسعار بنسبة 5% خلال الفترة نفسها.
عامل الدولار
وأشار حميد إلى أن الضعف الحالي للدولار، والذي يرتبط به الدرهم، يوفر أيضاً فرص شراء للمستثمرين من جنسيات أخرى، فيما لا تزال المشتريات المنفذة بالجنيه الإسترليني واليورو تستفيد من خصم نسبي، بينما يمكن لعمليات الشراء المنفذة بالروبل الروسي الحصول على العقارات بسعر أرخص بنسبة 12.5% مما كان عليه ولفت حميد إلى أن السوق في دبي كانت على الدوام متقلبة نسبياً، حيث تتسارع فيها فيما يبدو دورات السوق النموذجية.
ومثل هذا السلوك يمكن توقعه في الأسواق الآخذة في النمو، حيث يؤدي فيها كل تحرك مهم للأسعار إلى استجابة أكثر تروٍ شيئاً ما.
وأضاف: يبدو أن إشكاليات جانب العرض تعيق إيجابيات هذه المرحلة المبكرة، وإن كانت بعض الأحياء قد تأثرت بها أكثر من غيرها، فزيادة العرض الكبيرة في منطقة داون تاون – التي تمثل مركز مدينة دبي – تدفع متوسط أسعار العقارات إلى الانخفاض، بينما نجد معنويات السوق إيجابية في مناطق السوق الراقية مثل تلال الإمارات والبحيرات ونخلة جميرا، حيث تواصل وفرة المرافق والعقارات ذات الجودة العالية ووسائل النقل الجيدة اجتذاب المزيد من الطلب.
وتتكون سوق العقارات في دبي من قاعدة مستثمرين متنوعة، حيث بلغ عدد جنسيات المستثمرين في الثمانية عشر شهراً السابقة أكثر من 200 جنسية. وقد اجتذبت السوق استثمارات صينية كبيرة، وتحتل اليوم سادس أعلى مرتبة في الاستثمارات العقارية المتجهة للداخل، بعد أن كانت ثامن أعلى مرتبة. وقد مثل تحول السياسات بمنح التأشيرات للمواطنين الصينيين عند وصولهم إلى دبي محركاً أساسياً لهذا الاتجاه.
توقعات
وأضاف حميد: لا شك أن التزام حكومة الإمارات بتحفيز الاقتصاد المحلي والتغييرات التي أدخلت مؤخراً على سياسات التأشيرات وتملك الأجانب ستعود بالفائدة على أسعار العقارات على المدى الطويل. فقد خصصت الحكومة 43% من ميزانيتها لصالح تطوير قطاعات هامة كالبنى التحتية والمواصلات. وأضاف أنه من المرجح جداً أن يؤدي هذا الالتزام إلى تحفيز الاقتصاد عموماً ونمو سوق العقارات. ولا بد من التنويه بأن جدوى الاستثمارات العقارية الدولية في دبي ينبغي أن تدرس في سياق الفرص الأخرى المتاحة عالمياً.
