أجمع معارضون إيرانيون، على أن العقوبات الأميركية ضد نظام الملالي في طهران على خلفية انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي ، ستزيد من عثرته في ظل تفاقم الأزمات بالبلاد.
وأعرب رضا بارشي زادة، المعارض الإيراني، عن ترحيبه بفرض تلك العقوبات على نظام الملالي مجدداً، مؤكداً أنه عارض إبرام الاتفاق النووي مع طهران ، لكونه «معيباً» من الأساس.
وأضاف أن لديه يقيناً منذ إبرام الاتفاق النووي، بعدم تنفيذ نظام الملالي بنود الاتفاق، لأنها كانت تلزم طهران بالتوقف عن تطوير التكنولوجيا النووية لأغراض عسكرية.
وأكد زادة أن الاتفاق سمح بتمدد ميليشيات الملالي بالمنطقة، كما واصل أنشطته الخبيثة، في الوقت الذي تدهورت أوضاع حقوق الإنسان داخل البلاد،
لافتاً إلى أن الانسحاب الأميركي من تلك «الصفقة الكارثية» كان مبرراً.
ويرى أن النظام الإيراني لا يزال يواصل سياساته العدائية والتوسعية في الشرق الأوسط، وأن طهران تريد إطالة أمد المواجهات المسلحة في بلدان عدة بهدف تحقيق أطماعه.
ولفت إلى أن الضغوط الهائلة التي يتعرض لها في الفترة الراهنة ستقلص من قدراته، سواء بالاقتصاد أو البنية التحتية.
واعتبر زادة أن حالة الغضب الشعبي ستكون عامل ضغط إضافيا على نظام الملالي، معتبراً أن النظام لا يرى غير القمع إزاء حالة الثورة والتذمر التي تنتاب الإيرانيين بسبب سياساته التخريبية، مطالباً قوى المعارضة في الخارج بالتوافق لإدارة العملية الانتقالية بخطة جاهزة لتطبيق الديمقراطية حال سقوط النظام، بحسب قوله.
بدوره، قال أحمد رحمة الأحوازي، الناشط السياسي المستقل، إن «الجزء الأخطر على النظام الإيراني من هذه العقوبات »، لافتاً إلى أن «عقوبات واشنطن وضعت الملالي في ورطة قد تنهي دوره التخريبي بالمنطقة، والذي يمثل الورقة الرابحة له لإطالة بقائه في السلطة».
وشدد الأحوازي، المقيم في ألمانيا، على أن النظام الإيراني يعيش على صناعة الأزمات منذ عقود، منوهاً إلى أن تطبيق الحزمة الثانية من العقوبات الأميركية سيضع طهران في «عنق الزجاجة»، كونها ستمس مصادر تأمين بالغة الحساسية من بينها الصادرات النفطية، والمصارف.
وقف الدعم
قال عماد عماد، الناشط الأحوازي، إن أكثر الأمور قلقاً بالنسبة لإيران هو كون العقوبات الأميركية لا تقتصر على الحد من برامج التسلح الصاروخية فحسب، بل تستهدف أيضاً وقف الدعم المالي والتسليحي للتنظيمات الإرهابية، وكذلك تصفير الصادرات النفطية. وأشار إلى أن العملة المحلية الإيرانية ستشهد مزيداً من التدهور، إلى جانب ارتفاع وتيرة الاعتصامات والإضرابات العمالية، محذراً من محاولات نظام الملالي تصدير أزماته لدول الجوار مؤخراً، على حد قوله.