يحكي ان ذات يوم خرج جحا إلي السوق كي يشتري له حماراً، وبينما هو يسير في السوق باحثاً عن الحمار الذي يريده، لاحظ حماراً اعجبه كثيراً فتوقف عنده وسأل صاحبه عن الثمن، وبعد حوار نقاش دام طويلاً قال جحا لصاحب الحمار ان الثمن الذي يريده غالي كثيراً، ثم أخرج من جيبه بعض الدنانير وهو يقول : انظر هذا كل ما لدي الآن، فإما أن تقبل بهذا الثمن أو أذهب لاشتري حمار اخر من شخص آخر، فوافق الرجل واخذ الثمن من جحا .
غادر جحا السوق وهو يجر حماره وراءة، وفي طريقة رآه لصان وأتفقا علي سرقة الحمار من جحا، دار أحدهم من خلف جحا وفك حزام الحمار من دون أن يشعر جحا بأي شئ، وربطه مع عنقة وجحا المسكين لا يدري ما يحدث .. بدأ اللص يخطو وراء جحا بينما اللص الآخر هرب بالحمار، كان الماره يرون جحا يجر اللص خلفة وهم مندهشين كثيراً مما يحدث ويضحكون علي جحا .. تعجب كثيراً في نفسه من ضحك الناس ونظراتهم إليه ولكنه قال نفسه : ربما أعجب الماره بحماري الجديد ولذلك هم ينظرون إعجاباً به .
وعندما وصل جحا إلي منزله نظر وراءه فرأي الرجل والحنل ملتف حول عنقه، استغرب جحا وسأله : من تكون يا هذا ؟ فنهض اللص وهو يتصنع البكاء قائلاً : ياسيدي إنني رجل ملعون أقلقت أمي، ودعت أمي أن يمسخني حماراً فاستجاب الله لها، فأراد أخي أن يتخلص مني وباعني في سوق الحمير واتيت انت واشتريتني يا جحا وبفضلك وبركتك تحولت إنساناً من جديد، وأخذ اللص يقبل يد جحا ويشكره، فصدقه جحا وأطلق سراحه ونصحه أن يطيع والدته في المرة القادمه ويطلب منها السماخ والدعاء وأن يعود لرشده .