إذا فاتت إحدى الصلوات على المسلم لعذر مقبول في الشرع، مثل: النوم، أو النسيان، فالواجب عليه قضاء ما فاته فورًا، فقضاء الصلاة الفائتة لعذر من الأعذار المقبولة شرعًا واجبٌ على الفور حين يتذكرها صاحب ذلك العذر، ولا يجوز للمسلم أن يتهاون في هذا الأمر إطلاقًا، فهذا هو الحكم الشرعي في قضاء الصلاة التي فاتت على المسلم لعذر، والدليل على هذا الحكم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من نسي صلاةً أو نام عنها، فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها. » [متفق عليه].
والقضاء في الحالة السابقة يجب أن يكون مرتبًا، فإذا نَسِيَ أحد المسلمين أن يصلي صلاة العصر، ولم يتذكرها إلا حين دخول وقت صلاة المغرب، فإن عليه فورًا أن يقضي صلاة العصر التي فاتته أولًا، ثم بعد ذلك يصلي صلاة المغرب. وإن فاتته صلاتين أو أكثر، فإن عليه أيضًا أن يقضي كل ما فاته بالترتيب، فإذا صلى أحد المسلمين صلاة الظهر، ثم بعد ذلك ذهب إلى فراشه لينام، فنام نومًا ثقيلًا، ولم يستيقظ من نومه هذا إلا حين دخول وقت صلاة العشاء! فإن عليه في هذه الحالة أن يقوم فورًا، ويصلي صلاة العصر، ثم يصلي صلاة المغرب، ثم بعد ذلك يصلي صلاة العشاء.
ويجب على المسلم أن يتخذ كل الأسباب التي تحول بينه وبين الوقوع في أحد الأعذار التي تؤدي إلى إضاعة للصلاة وإخراجها عن وقتها، فعليه أن يحرص على تذكر أوقات الصلوات، وأن يتجنب كل ما قد ينسيه الصلاة، وإذا ذهب إلى فراشه، فعليه أن يحرص على ضبط ساعة التنبيه حتى توقظه على وقت الصلاة، أو أن يأمر أحدًا بإيقاظه.
ومن الناس من يتعذر في تركه للصلاة ببعض الأعذار السخيفة والواهية، ومنها: قول أحدهم: لقد كنت مشغولًا كثيرًا بعملٍ ما، ولم أتمكن من أداء الصلاة في وقتها! فهذا ليس عذرًا، وتضييعه لهذه الصلاة يعتبر من كبائر الذنوب، وبعض الناس يترك الصلاة متعمدًا لعدة أيام أو شهور أو سنين، فالذي يترك الصلاة لعذر غير مقبول شرعًا، أو تركها متعمدًا بدون أي عذر، فلا يُشْرَع له في هذه الحالة إلا التوبة النصوح إلى الله عز وجل، وعليه أن يحرص كل الحرص على أداء كل ما فرض عليه من الصلوات في أوقاتها المحددة، وعليه أن يكثر من النوافل، أما القضاء فإن لا يُشْرَع له في هذه الحالة، حيث قال بعض العلماء بأن القضاء في هذه الحالة إنما هو من مُحْدَثات الأمور؛ أي أنه (بِدْعَة)؛ وأن هذا القضاء لن ينفعه أبدًا، حتى لو قضى ما فاته ألف مرة.