حملة العرش يقول الله -عزّ وجلّ- في محكمِ تنزيله: (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ).
ويقول سبحانه في هذا الشأنِ أيضاً: (وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ)، وقد اصطفى الله تعالى من ملائكتِه هؤلاء الثمانية ليقوموا بوظيفةٍ واحدة، وهي حمل عرش الرحمن -عز وجلّ-، وعددهم ثمانية ملائكة.
يقول علماءُ بأنّ أربعةً منهم يقولون: سبحانَك سبحانك على حلمك بعد علمك، وأربعةٌ آخرون يقولونَ: سبحانك سبحانك على عفوك بعد قدرتك.
حجمهم كما وردَ في سيرة النبيّ -صلى الله عليه وسلم- حجمٌ واحدٌ حيث قال -عليه السلام-: “أذن لي أن أحدث عن ملك من حملة العرش، رجلاه في الأرض السفلى، وعلى قرنه عرش الرحمن، خفقان الطير ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه سبعمائة عام، فيحني جبته ويقول سبحانك ما أعظمك”، -صلّى الله عليه وسلمّ-.
أمّا فيما يتعلّقُ بمفهومِ العرش، فالله سبحانه وتعالى يعلمُ وحدَه بما هو المقصود بذلك، هل هو العرش العظيم، أم هو العرشُ الذي يتمّ وضعه على الأرض، علماً أنّ حملةَ العرش من أعظم الملائكة المقرّبين إلى الله -عز وجلّ-.