الاستحمام اعتاد غالبية الناس في مختلف المجتمعات على الاستحمام بالماء الدافئ؛ حيث نجدهم يؤجلون الاستحمام إذا لم تتوافر المياه الساخنة لهذه الغاية، ويهيّؤون المنزل بسخاناتٍ شمسية أو كهربائية لتسخين المياه يومياً، ويدفعون تكاليف شهريّة من أجل الحصول على حمام دافئ، وهم يعتقدون جازمين بأنّ حمام الماء الساخن هو الأكثر فائدةً لصحة الجسم ونضارة البشرة، وللأسف هذا الاعتقاد خاطئ؛ إذ إنّ الاستحمام بالماء الساخن له مضار تفوق فوائده.
إنّ الاستحمام بالماء الدافئ يزيد الالتهابات الداخلية كالمفاصل، ويضعف أداء الجهاز المناعي، ويزيد من حموضة الدم، كما يُسبّب تعب الجسم، لذا لا بدّ من استبدال هذه العادة الشائعة بالماء البارد، نظراً لما يعود به من منفعة على صحة البدن ومظهر البشرة، وسوف نتعرّف فيما يلي على أبرز فوائد الاستحمام بالماء البارد التي يجهلها الكثير من الناس.
فوائد الاستحمام بالماء البارد يزيد معدل الانتعاش ومستوى نشاط الفرد بعد الاستحمام بالماء البارد، وخاصّة لدى الرياضيين بعد التدريبات الشاقة، كما يقلل نسبة الالتهابات والتمزقات العضلية الناتجة عنها، ويعيد العضلات إلى وضعها الطبيعي ويقويها.
يساعد على تحسين مظهر البشرة وزيادة نضارتها وشبابها؛ إذ يقي من ظهور التجاعيد والخطوط والترهلّات مع التقدم في السن، ويساعد على شد البشرة وتنعيمها وتصغير مسامات الجلد الواسعة، وبالتالي الحد من دهون البشرة، وظهور الحبوب والبثور على سطحها، ومنع جفافها الذي ينتج عادةً عن استخدام الماء الساخن.
يُنشّط الدورة الدموية ويخلص الجسم من شعور الإرهاق والكسل والتعب المزمن؛ إذ ينصح بأخذ دش بارد في الصباح لتحسين تدفّق الدم لكل الأعضاء، وتحسين أداء الجسم وتعديل المزاج العام والشعور بالسعادة والتفاؤل، وتقليل الشعور بالألم؛ لأنّه يحفز إفراز هرمون الأندروفين. يُحسّن مظهر وملمس الشعر، ويعطيه شكلاً صحيّاً جذاباً لامعاً وخالياً من الدهون الزائدة؛ حيث إنّ الماء البارد يعمل على تضييق مسامات فروة الرأس ويمنع تراكم الأتربة عليها .
يُعزّز أداء الجهاز المناعي ويساهم في تقليل نسب الإصابة بالأمراض المختلفة؛ كالأورام السرطانية، ونزلات البرد، والإنفلونزا والزكام، وذك لأنّ الماء البارد يزيد عدد كريات الدم البيضاء التي تُشكّل الدرع الواقي للجسم من إصابته بأي مرض.
يساعد على حرق الدهون الزائدة في الجسم ورفع معدلات الأيض ” التمثيل الغذائي”، وبالتالي خسارة عدد من الكيلوغرامات الزائدة باستمرار، وبذلك فإنّ الماء البارد يُحافظ على رشاقة الجسم ويمنع السمنة الزائدة؛ حيث إنّ الماء البارد يُخفّض درجة حرارة الجسم ويشعره بالبرودة مما يحفزه على حرق المزيد من الدهون بغية توليد الطاقة الحرارية للجسم ورفع حرارته في دقائق قليلة.
يُنشّط عمل البنكرياس ويزيد إفراز هرمون الأنسولين في الدم ممّا يساعد على خفض نسبة السكر. يزيد تنبيه الجهاز العصبي ويُحسّن ردود الأفعال، كما أنّ له أثر واضح في تقوية عضلة القلب وتحسين أدائها.