أطلق المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، البرنامج الثقافي الإماراتي الإيطالي المشترك، الذي يأتي ضمن مبادرة «ضيف الشرف» التي يستضيف المجلس من خلالها هذا العام نظيره الإيطالي، في جناحه المشارك بالدورة العاشرة من مهرجان الشارقة القرائي للطفل.
وانطلق البرنامج من خلال فعاليتين تمثلت الأولى في جلسة حوارية إماراتية إيطالية مشتركة، أقيمت في المختبر الثقافي ضمن المهرجان، بحثت واقع أدب الطفل في دولة الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية إيطاليا، فيما تمثلت الفعالية الثانية في محاضرة عن الكتب الصامتة أقيمت في جامعة الشارقة، ويتضمن البرنامج الذي ينُفذ بشراكة استراتيجية مع القنصلية العامة الإيطالية في دولة الإمارات، ومدرسة ICE في دبي، مجموعة من الفعاليات والأنشطة المشتركة التي تقام في الشارقة ودبي وأبوظبي، من بينها جلسات قرائية، وتوقيع مجموعة من الكتب لمؤلفين ورسامين إيطاليين، فضلاً عن مجموعة من اللقاءات مع العاملين في صناعة كتب الأطفال واليافعين.
ويعكس إطلاق هذا البرنامج الثقافي المشترك الذي يطل من خلاله نخبة من أشهر الكتّاب والرسامين الإيطاليين كضيوف شرف، حرص واهتمام المجلس الإماراتي لكتب اليافعين على مد جسور التواصل مع نظرائه من الفروع الوطنية للمجلس الدولي لكتب اليافعين في مختلف دول العالم، والالتقاء بهم في الفعاليات التي تحتضنها دولة الإمارات، للاطلاع عن كثب على التجارب التي تقدّم للأطفال واليافعين، وتبادل الخبرات معهم.
وشارك في الجلسة الحوارية كل من جراتسيا جوتي، خبيرة أدب الطفل، والدكتورة مارشيلا تيروسي، ممثلة عن المجلس الإيطالي لكتب اليافعين، وإلي
نا باسولي، مدير معرض بولونيا لكتب الأطفال، والكاتبة والرسامة الإماراتية علياء الشامسي، بحضور مروة العقروبي، رئيس المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، وعدد من الرسامين والكتاب والمهتمين بأدب الطفل.
وبدأت جراتسيا جوتي حديثها حول رواية «بينوكيو» التي كتبها الروائي الإيطالي كارلو كولودي في العام 1880، وترجمت إلى أكثر من 24 لغة، وتحولت لعشرات الأفلام، منها ما أنتجته ديزني بالرسوم المتحركة في عام 1940، والتليفزيون الإيطالي في عام 1972م، و«بينوكيو» هي شخصية خيالية لطفل مصنوع من الخشب له أنف طويل، اختارها وابتكرها كولودي، لتكون الشخصية المحورية التي تدور حولها فصول الرواية.
وأضافت جوتي: «أسهمت الرسومات والصور التوضيحية التي يستخدمها الكُتاب والرسامين في أعمالهم في النهضة الكبيرة التي شهدها أدب الطفل في إيطاليا، حيث لعبت هذه الرسومات في إثراء المحتوى الأدبي الموجه للصغار، وتُؤكد شخصية (بينوكيو) هذه الرؤية، حيث انتشرت شهرتها بشكل لافت بين الأطفال واليافعين لتجعلهم أكثر قرباً والتصاقاً بالكتاب».
ومن جانبها تحدثت الدكتورة مارشيلا تيروسي، عن تجربة المجلس الإيطالي لكتب اليافعين، وقالت:«يقوم المجلس الإيطالي لكتب اليافعين إلى جانب شركائه بجهود كبيرة لدعم وتعزيز النشر الموجه للأطفال واليافعين، ونجح المجلس خلال السنوات الماضية في إطلاق وتنظيم العديد من المبادرات والمشاريع، التي هدفت إلى صيانة حق وصول الكتاب واكتساب المعرفة لجميع الأطفال في العالم، لا سيما اللاجئين وذوي الإحتياجات الخاصة الذين يحتاجون إلى رعاية خاصة».
وأضافت تيروسي:«نعمل من خلال أدب الطفل إلى نشر القيم الإنسانية النبيلة، وبناء جسور للتواصل، تعزز ثقافة الحوار بين مختلف الحضارات والثقافات بما يعود بالخير للإنسانية جمعاء، كما نعمل على بناء مزيد من الشراكات التي ترمي إلى إحداث فرق إيجابي في حياة الأطفال المقيمين في المناطق التي تعاني من عدم الاستقرار جراء الحروب والكوارث في جميع أنحاء العالم».
ومن جهتها قالت إلينا باسولي:«تجمعنا في معرض بولونيا لكتب الأطفال شراكة استراتيجية مع المجلس الإيطالي لكتب اليافعين، ونعمل ضمن رؤية مشتركة، هدفها الرئيس هو توفير كل ما من شأنه الارتقاء بأدب الطفل، وتوفير محتوى ثقافي وأدبي قيم ورصين، يسهم في صقل وتنمية المهارات الفكرية لأجيال المستقبل، ويزيد من خيارات وصولهم إلى المعرفة، ما يضمن لهم مستقبل أكثر إشراقاً».
ولفتت باسولي إلى المكانة التي يحظى بها معرض بولونيا لكتب الأطفال، حيث بات يمثل منصة دولية يلتقي حولها كل مبدعي أدب الطفل من كُتاب ورسامين وناشرين من جميع أنحاء العالم، لبحث سبل التعاون المشترك بينهم، وعقد الصفقات لتبادل حقوق الترجمة والنشر، وأشارت باسولي إلى الشراكة الاستراتيجية التي تجمع المعرض بالمجلس الإماراتي لكتب اليافعين.
وبدورها قالت علياء الشامسي: «تلعب كتب الطفل دوراً محورياً في نشر القيم الفاضلة، والتبادل الثقافي والحضاري بين مختلف شعوب العالم، إذ يتمتع الكتاب بتأثير قوي، حيث يمكن من خلاله بناء جسور من التواصل الإيجابي بين كل بلدان العالم، وفي دولة الإمارات العربية المتحدة يحظى أدب الطفل بدعم كبير من قيادتنا الحكيمة، الأمر الذي أسهم في انتعاشة كبيرة شهدها القطاع نتج عنها رفد مكتبة الطفل العربي بمزيد من الإصدارات الغنية شكلاً ومضوماً».
وأضافت الشامسي:«بداية تجربتي في مجال الكتابة والرسم كانت مع المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، الذي وفر لي كل سبل الدعم في بداية مشواري الأدبي، وأعمل حالياً على القيام بعملية تحديث لعدد من الكتابات في التراث الإماراتي، وإعادة إنتاجها بما يتماشى مع مخيلة جيل اليوم».
أما فيما يخص محاضرة الكتب الصامتة فقد استضافتها جامعة الشارقة، وقدمتها الدكتورة مارشيلا تيروسي، وسلطت الورشة التي استهدفت طلاب كلية الفنون الجميلة والتصميم، الضوء على كل ما يتعلق بالكتب الصامتة، مع تقديم بعض النماذج والأمثلة التي توضح الفرق بينها والكتاب التقليدي، وأشارت تيروسي إلى أن الأخير يعطي الشخص التوجيه، أما الكتاب الصامت فيمكن للشخص من خلاله فهم تسلسل الأحداث باستخدام الخيال.