فى جميع دول العالم، يحتفى بالرموز، وتصنع لهم التماثيل، وتكتب أسماؤهم على الشوارع، وتحفر كما هو الحال بنجمات هوليوود، ونحن نتلذذ بتشويه رموزنا، حتى أصبح الهجوم على سعاد حسنى موضة، وتشويه مسيرتها ظاهرة، تحدث بين الحين والآخر، مع إنها مثل كثيرات من نجمات الفن عاشت حياة ليست مرفهة، وتزوجت أكثر من مرة، ومشوارها كتاب مفتوح ليس به أسرار؛ لأنها كانت على علاقة قوية جدًا بكبار الكتاب والصحفيين، اكتشفها كاتب وأديب هو عبدالرحمن الخميسي، واحتضن مشوارها مبدع وشاعر هو صلاح جاهين.
فإن كان فى حياتها أسرار لعرفوها، ولكشفت للجميع، فحتى زواجها غير المؤكد من عبدالحليم حافظ، قيل فيه الكثير، وأكده البعض ونفاه البعض الآخر، لكن ما لا يعقل أن تصل بنا شهوة البحث عن الجديد وإحداث الضجة بالخوض فى حياة فنانة كانت وما زالت رمزًا من رموز الفن المصرى.
سعاد حسنى تزوجت خمس مرات.. ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون بين الخمسة زوج سادس بحسابات الأرقام والسنون التى عاشتها، فإذا ما افترضنا جدلا أن علاقتها بالعندليب عبدالحليم حافظ انتهت بزواج عرفى، واستمر ت العلاقة ست سنوات، فى عام 1965، وإنها بعد انتهاء هذه العلاقة تزوجت من المصور صلاح كريم لمدة عامين وانفصلا عام 1968، ثم تزوجت المخرج على بدرخان عام 1970، وظل زواجهما وهو الأطول أكثر من أحد عشر عاما؛ أى حتى عام 1981، ثم حدث الانفصال، ثم في السنة ذاتها، تزوجت زكي فطين عبدالوهاب ابن ليلى مراد، وقد كان طالبًا في السنة النهائية بقسم الإخراج في معهد السينما، إلا أنّهما انفصلا بعد عدة أشهر فقط من الزواج بسبب معارضة والدة “فطين”.
وكان آخر زيجاتها في عام 1987 من كاتب السيناريو ماهر عواد الذي توفيت وهي على ذمته، ومن يدعى إنه تزوج سعاد حسنى فمتى حدث الزواج، هل وهى على ذمته أى من أزواجها مثلا، أم وهى فى سن صغيرة لم تكن قد عرفت النجومية أو الشهرة، ومن المؤكد أن عمره اليوم أكثر من 90 عامًا، ومن المؤكد أن الفنانة نجاة الصغيرة، أو جانجاه يعرفانه حق المعرفة.
بالورقة والقلم يمكن أن نكشف عن كل مشوار سعاد حسنى، منذ أن قدمها عبد الرحمن الخميسى فى مسرحيته هاملت لشكسبير في دور “أوفيليا”، ثم ضمها المخرج هنري بركات لطاقم فيلمه حسن ونعيمة في دور نعيمة، وأصدر الفيلم في عام 1959، وحتى رحيلها فى يونية 2001.
ومقربون كثيرون منها هم على قيد الحياة، يعلمون جيدا كل كبيرة وصغيرة عنها، خاصة فى أمور مثل الزواج والطلاق، ولسنا بصدد حكاية درامية، أو سيناريو فليم سينمائى كفيلم “إنذار بالطاعة” الذى قدم فيه “إبراهيم” الذى جسده محمود حميدة مراسلات “أمينة” ليلى علوى للمحكمة؛ ليثبت زواجه منها فى الفيلم من خلال المراسلات فقط، وهى طالبة فى الجامعة وهو محام، فمثل هذه الحكايات تحتاج الى توثيق، ولنرحم نجومنا من التشويه، وخاصة عندما يكون المصدر غير مصرى.
صور نجومنا الكبار ورموزنا فى كل المجالات يجب أن تكون لها أهميتها، بل وحرمتها فى حال رحيلهم، وعلى القنوات الفضائية التى تلهث وراء شخصيات تسترزق من وراء الظهور فى مشهد مقزز لتشويه كل رموزنا حتى التاريخية، أن تتوقف عن نغمات التقليل من بطولاتهم وأهميتهم.
كما يحدث بصدد صلاح الدين الأيوبى، وأحمد عرابى، حتى السير الخيالية كأدهم الشرقاوى، هى وإن كانت بعض قصص البطولات بها خيال نتركها تعبر عن روح جميلة لشخصيات مصرية، لا يكون كل دورنا هو أن نفتش عن الوجه المظلم للتاريخ!!