عندما خلق الله الكون ، جعل الانسان خليفة فيه ، فبدلاً أن يكون مخلوقاً صحيحاً ، ويمارس صلاحياته بما يتناسب مع الدين الحنيف ، بدأ الإنسان بالتعجرف ، والتكبر على الخالق ، وبدأ يتعامل على أنه هو الخالق لهذا الكون العظيم ، وأنه لا يوجد أحد أحسن منه على هذه الأرض ، فالله الخالق لهذا الكون ، كان على علم مسبق بتكبر الإنسان الذي استخلفه على الأرض ، فبدأ يمارس صلاحياته كأنه لا أحد مثله ، وكفر بالله جاحداً .
ولذلك قام الله بإرسال الرسل من أجل أن الدعوة لدين الله ، والابتعاد عن الأمور التي تجره إلى نار جهنم ، فالرسل هم خير البشر أجمعين ، وهم الذين أرسلهم الله لينذرهم بوجوده ، فاستطاع الرسول أن يكون قدوة للعديد من المسلمين ، ولكن ذلك لم يمنع أن يقوم المشركين بإيذاء الرسل الذين أرسلهم الله ، ليعيثوا في الأرض فساداً بدون حساب .
شجرة الرسل كاملة : وأول الرسل الذين انزل الله بهم إلى الأرض ، هو سيدنا أدم عليه السلام ، الذي طرد من الجنة بسبب التفاحة التي تناولها على الرغم من التحذيرات التي أمر بها الله له ، وبعد ذلك استطاع أدم أن يعمر الأرض ، ويبنيها ، ويخلف أبناءه بشكل كبير على الأرض ،و بدأ الفساد بفساد ابنه هابيل ، الذي قتل أخيه ، لينتشر الفتنة على الأرض بعد ذلك .
بعد أدم عليه السلام ، استطاعت البشرية أن تتكاثر ، وتزداد ، حتى انتشر الفساد والجهل ، وكان لا بد من نبي يسيطر على الأمور ، ويدعو للتذكير بالله سبحانه ، وجاء النبي ادريس ، الذي حاول بشتى الطرق أن يهدي الناس لدرب الهدى ، واستطاع أن يكتسب محبة الناس ،ولكنه تعرض للايذاء من مجموعة كبيرة من الناس ، الذين كفروا به ، وبعده النبي نوح عليه السلام ، واستطاع نوح أن يدعو الناس 950 عاما ، قبل أن يخاطر بحياته ويبني سفينة ، ويرفع عليها من أمن به ، واستطاعت السفينة أن تنجو من الطوفان العظيم الذي أغرق الكفار جميعاً . بعده جاء هود ، فلوط ، فإبراهيم عليه السلام ، الذي ترك ابنه في صحراء ، هو وأمه ، فأفاض الله عليه من بئر زمزم ، واستطاع أن يجعل البلد الذي فيها ابنه من أعظم البلدان على الأرض بعده جاء يوسف ابن النبي يعقوب ، واستطاع أن ينقذ أهل مصر من القحط ، وأن يكون نبياً وخليفة قوياَ ، بعده جاء موسى عليه السلام ، لبني اسرائيل ، قبل أن يهرب من بطش فرعون الذي غرق في البحر ، فجاء عيسى ليكمل مسيرة موسى عليه السلام ، فالنبي محمد صل الله عليه وسلم ، وهو خاتم الأنبياء والمرسلين ، وهو النبي الحافظ الأمي .