نطلقت أمس الدورة الرابعة من «متحف نوبل» التي تنظمها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة في منطقة سيتي ووك بدبي، تحت شعار «جائزة نوبل في الكيمياء.. ارتباط العناصر»، ويقام الحدث بالتعاون مع مؤسسة نوبل العالمية.
ويهدف المتحف إلى تسليط الضوء على إسهامات واكتشافات العلماء العرب والمسلمين، إلى جانب علماء العالم الفائزين بجائزة نوبل في مجال الكيمياء، إضافة إلى استعراض أهمية هذا العلم في حياة البشرية، والدور الذي يلعبه في حل العديد من المعضلات وتطوير مجالات رئيسة في الطب والحياة.
وقال المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، جمال بن حويرب، إنَّ «متحف نوبل في دورته الرابعة يأتي ليعزز دور المؤسسة المعرفي الرائد في المنطقة، عبر تبني وإطلاق مبادرات نوعية تسهم في تطوير مسارات نقل وإنتاج المعرفة، وتواكب في أهدافها استراتيجية دولة الإمارات لبناء مجتمعات قائمة على المعرفة المستدامة، ومتطلعة بأمل وثقة إلى المستقبل».
وأضاف بن حويرب خلال مؤتمر صحافي في المتحف أمس: «يؤكد الحدث عمق الشراكة التي أبرمتها المؤسسة مع جهة عالمية مرموقة مثل مؤسسة نوبل، التي تقدم من خلالها سنوياً حدثاً معرفياً بارزاً للجمهور ومحبي العلوم على اختلاف فئاتهم، يحفز مفاهيم الإبداع والابتكار لدى الشباب، ويوفر الفرصة لهم ليطلعوا على القصص الملهمة ويستقوا منها، لذا حرصنا هذا العام على أن يأتي متحف نوبل بصورة متجددة تحمل الكثير من الفعاليات والأنشطة التفاعلية المبهرة، التي تشحذ العقل وتنمي المدارك وتحفز الرغبة في الإبداع والمعرفة».
جهود علماء
وأوضح بن حويرب أنَّ متحف نوبل 2018 يسلط الضوء على أحد أهم مجالات جائزة نوبل العالمية، وهو علم الكيمياء، إذ يسلط الضوء على جهود علماء ومكتشفي هذا العلم، خصوصاً الكيميائيين العرب والمسلمين، الذين اكتسبت إنجازاتهم واكتشافاتهم أهمية كبيرة في تأسيس هذا العلم، كما يستعرض المتحف الاكتشافات العلمية الأخرى التي حققها الفائزون بجائزة نوبل في الكيمياء، وعلى رأسهم العالِم العربي أحمد زويل.
من جهته، استهل مدير متحف نوبل في السويد، الدكتور أولوف أملين،
كلمته بكلمات للعالِم المصري الراحل أحمد زويل، الحائز جائزة نوبل في مجال الكيمياء، قائلاً: «إنَّ العلم هو لغة عالمية تعزز التواصل بين الأفراد وتنير العقول وتولد الأفكار، وهذه هي كلمات العالِم أحمد زويل، الذي كان سيفخر بهذا الحدث المهم الذي تنظمه مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، فقد كان الراحل زويل عالماً ملهماً لطلابه وشغوفاً بمجاله، وقد قدَّم اكتشافات مهمَّة في علم كيمياء الفيمتو».
وأوضح أن «اختيار علم الكيمياء موضوعاً لدورة هذا العام من متحف نوبل يؤكد أهمية هذا العلم في معالجة تحديات كثيرة تواجه الإنسانية، خصوصاً في مجالات تغير المناخ والأمراض المستعصية»، منوهاً بدور دولة الإمارات واهتمامها الكبير بالعلم والمعرفة، لتحفيز قطاع الشباب في البحث عن المعرفة، وتطوير العلوم، حيث يسهم الحدث في إلهام الشباب ليكونوا مساهمين رئيسين في تعزيز مسارات المعرفة.
أقسام تفاعلية
وينقسم متحف نوبل هذا العام إلى خمسة أقسام تفاعلية، تغطي في محتواها العناصر الأساسية في علم الكيمياء، لتتضمن: كيمياء الحياة، التفاعلات الكيميائية، العناصر، الجزيئات، إلى جانب قسم كيمياء غيَّرت العالم، والتي صُمِّمَت بأسلوب مبتكر وجذاب يضمن تقديم تجربة استثنائية للزوَّار وعشَّاق علم الكيمياء، تحملهم إلى خبايا وتفاصيل وتأثيرات هذا العلم في حياة البشر.
ومن خلال قسم كيمياء الحياة سيتعرف الزوار إلى العمليات الحيوية والتفاعلات الكيميائية والمعقدة التي تحصل داخل الكائنات الحية والجسم البشري، والتي درسها الفائزون بجائزة نوبل، وكان لهم اكتشافات عظيمة حولها.
أما في قسم التفاعلات الكيميائية، فسيشاهد الزوَّار أنواعاً متعددة من التفاعلات الكيميائية المرتبطة بالاكتشافات الفائزة بجائزة نوبل، كما سيتابعون رحلة العالِم أحمد زويل الذي حدَّد اتجاه سير التفاعلات الكيميائية بشكل تفصيلي.
ويستعرض قسم العناصر الجدول الدوري للعناصر وخواصها المختلفة، كما يسلط الضوء على مسيرة العالِمة ماري كوري، التي حصدت جائزة نوبل بعد اكتشافها عنصرين لم يكونا معروفين آنذاك هما الراديوم والبولونيوم.
ويتميز قسم الجزيئات بعروض تفاعلية تتيح للجمهور إمكانية بناء نماذج من الجزيئات، ومشاهدة بعض النماذج الأخرى البسيطة والمعقدة التي لها علاقة بجائزة نوبل، كما يأخذ القسم الزوار إلى رحلة تستعرض إنجازات العالِمة دوروثي كروفوت هودجكين التي فازت بجائزة نوبل لعرضها طريقة بناء العديد من الجزيئات المعقدة، إضافة إلى فائزين آخرين درسوا البنية الجزيئية.
ويسلط قسم كيمياء غيَّرت العالم الضوء على بعض القطع اليومية المرتبطة باكتشافات فازت بجائزة نوبل في مجال الكيمياء، كما يستعرض القسم معلومات عن الآثار التي تركتها المكتشفات العلمية والتكنولوجية، ويسلط الضوء على الاكتشافات وتطبيقاتها عن طريق عرض الأفلام القصيرة، التي تتناول الجوانب والمشكلات التي يرغب الطلاب في أن تركِّز عليها الأبحاث الكيميائية في المستقبل.