أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن «واشنطن لن تصرف مساعدات غذائية قيمتها 45 مليون دولار تعهدت الشهر الماضي بتقديمها للفلسطينيين في إطار الجهود التي تقودها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)».
ونفت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر ناورت في تصريحات صحافية أن يكون تعليق المبلغ هدفه معاقبة الفلسطينيين الذين انتقدوا بشدة إعلان الرئيس دونالد ترامب الشهر الماضي اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وأضافت أن بلادها لن تقدم هذا المبلغ في الوقت الحالي، لكنه لا يعني أنها لن تقدمه في المستقبل. وقالت حسبما نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، «مطلوب من الدول أن تفعل المزيد، فلا يجب أن تكون الولايات المتحدة هي المانح الرئيسي لكل منظمة على مستوى العالم».
يذكر أن المفوض العام للأونروا بيير كرينبول تلقى رسالة من المراقب المالي لوزارة الخارجية الأمريكية إريك همبري، تعهد خلالها بتقديم 45 مليون دولار ضمن مناشدة الوكالة لتقديم مساعدات طارئة للضفة الغربية وغزة. وكانت الخارجية الأمريكية قد أعلنت في وقت سابق أنها ستعلق مبلغا منفصلا قيمته 65 مليون دولار كانت تعتزم تقديمه لوكالة «الأونروا»، قائلة إن على «الوكالة إجراء إصلاحات» دون أن تحددها.
وفي السياق الأمريكي كذلك، نشرت تقارير تفيد بإن الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب تنوي نقل مكتب السفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان، إلى مبنى قنصلية في حي أرنونا في القدس العام المقبل، إلى حين بناء السفارة الجديدة في داخل المدينة خلال عدة سنوات.
يأتي هذا النشر في أعقاب تصريحات متناقضة أطلقها هذا الأسبوع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، والرئيس ترامب بشأن موعد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
إنه لن يتم نقل السفارة في السنوات القريبة، ولكن السفير وطاقمه سيبدأون العمل في القدس في العام المقبل. وحث فريدمان الإدارة الأمريكية على عدم الانتظار إلى حين استكمال السفارة الجديدة، التي قد يستغرق بناؤها فترة أطول من فترة مكوث ترامب في ولايته الأولى في الرئاسة، وإنما البدء في عام 2019 باستخدام مبنى قائم كسفارة مؤقتة.
ورغم هذه التصريحات الجديدة عن مكتب فرديمان إلا أنه بعد خطاب ترامب،، الذي أعلن فيه الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، أكد مسؤولون في البيت الأبيض إن نقل السفارة سوف يستغرق نحو 3 – 4 سنوات على الأقل.
وعن القدس أيضًا، نقل الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو رسالة دعم وتضامن لرياض المالكي وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني، أكد فيها ان بلاده تعترف بالقدس كعاصمة أبدية لدولة فلسطين. واستنكر السياسات الأمريكية إزاء القضية الفلسطينية. وأكد ان فنزويلا ودول حركة عدم الانحياز التي تترأسها حاليا التي من المرتقب ان تجتمع في وقت لاحق من الشهر الحالي، يقفون بجانب الحكومة الفلسطينية وشعبها على جميع الأصعدة.
وانهى المالكي زيارة رسمية الى جمهورية فنزويلا البوليفارية استمرت يومين، بدعوة مباشرة من رئيس الجمهورية نيكولاس مادورو، بهدف تأكيد فنزويلا على دعمها وتضامنها مع القيادة الفلسطينية وشعبها في وجه قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول القدس، والتعبير عن استعداد فنزويلا الكامل لدعم التحركات التي تنوي القيادة الفلسطينية اتخاذها في هذه المرحلة.
وخلال الزيارة التقى المالكي بالرئيس مادورو، حاملا معه رسالة شكر من الرئيس محمود عباس على موقف فنزويلا الداعم للشعب الفلسطيني وعلى مشاركته في الجلسة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي في اسطنبول الشهر الماضي حول القدس. ووضع الرئيس الفنزويلي في صورة المشهد السياسي وتحركات القيادة الفلسطينية الحالية والمرتقبة في وجه المحاولات الامريكية لتصفية القضية الفلسطينية.
كما التقى المالكي كلا من وزير السلطة الشعبية للشؤون الخارجية الفنزويلي خورخيه اريازا، ورئيسة الجمعية الوطنية التأسيسية الفنزويلية الدكتورة ديلسي رودريغيز، اللذين أكدا ان القضية الفلسطينية هي من ركائز السياسة الخارجية والوطنية الفنزويلية، وان قرار ترامب لن يغير هذا الواقع، بل على العكس، فهو يعزز دعم فنزويلا لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف.
كما تم البحث في العلاقات الثنائية على نطاق واسع، وتم الاتفاق على تعزيز هذه العلاقات وتشجيع القطاع الخاص والتعاون التنموي والاقتصادي بين البلدين، بما يخدم مصلحة الطرفين.
من جهته دعا صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية دول الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ خطوات وبرامج سياسية فاعلة لإنقاذ السلام في المنطقة وحماية المبادئ والمنظومة الحقوقية والدولية التي بناها عبر السنين، ولجم سياسات الاحتلال من خلال ترجمة وتجسيد موقفها الثابت والمتعلق بحل الدولتين على حدود 1967 والاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين إلى أمر واقع من خلال الاعتراف بدولة فلسطين.
جاء ذلك خلال لقاء عريقات مع جميع ممثلي دول الاتحاد الأوروبي في مقر شؤون المفاوضات، حيث وضعهم في آخر المستجدات السياسية ومخرجات اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير، مؤكداً على موقف منظمة التحرير أن الولايات المتحدة فقدت أهليتها ودورها الراعي للعملية السياسية باعترافها غير القانوني بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، مثمناً موقف الاتحاد الأوروبي وتصويتهم في مجلس الأمن والجمعية العامة ضد قرار ترامب.
وقال «إن عدول الإدارة الأمريكية عن القانون الدولي يشكل خطراً على المنظومة الدولية برمتها وسيجر المنطقة والعالم إلى موجة لا تنتهي من الحروب والفوضى الدولية التي لا تحمد عقباها، وإن قرارها بتقليص المساعدات عن «الأونروا» سيساهم في زيادة اليأس والتطرف، وإن تمويل وكالة الغوث هو مسؤولية دولية جماعية وان الحل يتأتى من خلال القانون والشرعية الدولية».
وطالب عريقات الاتحاد الأوروبي بدعم «الأونروا» وسد الفجوة التي أحدثتها الولايات المتحدة في ميزانية وكالة الغوث من أجل تغييب قضية اللاجئين. كما وضع عريقات الحضور في صورة ملف المصالحة التي من شأنها خدمة وتقوية الموقف الفلسطيني.