أعطى محللون وخبراء نظرة متفائلة لأداء أسواق الأسهم المحلية خلال الأسابيع المتبقية من العام الحالي لا سيما مع بدء انطلاق التداول على سهم «أدنوك للتوزيع» في ثاني إدراج ضخم تشهده الأسواق هذا العام بعد «إعمار للتطوير».
وقال المحللون والخبراء إن الخسائر الحادة التي تكبدتها الأسواق الفترة الماضية كانت غير مبررة ولا تستند على أية وقائع خصوصاً في ظل الأوضاع القوية للاقتصاد الوطني والنتائج الجيدة للشركات المدرجة خلال الربع الثالث من العام الحالي إضافة إلى تعافي أسواق النفط.
ووفق مسح تخطت أرباح الشركات المدرجة في سوقي دبي وأبوظبي الماليين حاجز الــ50 مليار درهم خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري لتبلغ 50.4 ملياراً (13.7 مليار دولار) بنمو قدره 1.5% مقارنة بنحو 49.6 ملياراً (13.5 مليار دولار) في الفترة ذاتها من العام الماضي.
معنويات
وبيّن المحللون والخبراء أن استقرار الأسواق العالمية وكذلك قرار «أوبك» بتمديد خفض إنتاج النفط إلى نهاية العام المقبل سيعزز كثيراً من معنويات المستثمرين ويفتح شهيتهم على الاستثمار وهو ما سيرفع مستويات السيولة مع توقعات بأداء قوي للأسهم.
واتفقت أوبك ومنتجو النفط غير الأعضاء بالمنظمة، وفي مقدمتهم روسيا، الخميس قبل الماضي، على تمديد تخفيضات إنتاج النفط حتى نهاية 2018 مع سعيهم للانتهاء من إزالة وفرة في المعروض العالمي من الخام.
محفزات
وقال طارق قاقيش مدير إدارة الأصول لدى «ميناكورب» للخدمات المالية، إن الشهر الماضي اتسم بظهور العديد من المحفزات الإيجابية على رأسها نتائج الشركات القوية ونجاح إعادة هيكلة الشركات الخاسرة لكن الأسواق لم تتفاعل إيجاباً مع تلك المحفزات بسبب بعض التوترات الجيوسياسية في المنطقة.
وأوضح قاقيش أن الاقتصاد الإماراتي أظهر أداءً قوياً بشهادة كبرى المؤسسات الدولية، فضلاً عن اعتماد دولة الإمارات لموازنة العام الجديد والتي تعد أكبر موازنة في تاريخها ومؤشراً إيجابياً على أن الأوضاع الاقتصادية تسير على نحو جيد في وقت تعاني فيه باقي دول المنطقة من صعوبات.
ولفت قاقيش إلى أن الارتفاعات القوية في أسعار النفط لم تلقِ بظلالها حتى الآن على أداء الأسواق المحلية، مشيراً إلى التوقعات بتأثير إيجابي على الأسهم المحلية خلال تداولات الشهر الحالي خصوصاً بعد اتفاق «أوبك» الأخير.
ولفت قاقيش إلى أن هناك حالة ترقب واسعة في الأسواق لبدء التداول على سهم شركة «أدنوك للتوزيع» والمتوقع أن يعزز كثيراً من أداء الأسواق ويدعم مستويات السيولة المنخفضة.
وتجاوزت نسبة تغطية الطرح العام الأولي لأسهم «أدنوك للتوزيع»، مرات عدة القيمة المستهدفة بالنسبة للمؤسسات المؤهلة للاكتتاب، في حين تجاوزت تغطية المستثمرين الأفراد 22 ضعف الشريحة المخصصة لهم في بداية الطرح.
سعر
وتم تحديد سعر الطرح بواقع 2.5 درهم للسهم العادي، فيما من المتوقع أن يبدأ التداول على أسهم الشركة في سوق أبوظبي الأربعاء المقبل، وبناءً على سعر الطرح فإن القيمة السوقية للشركة عند الإدراج ستبلغ حوالي 31.3 مليار درهم.
ويرى طارق قاقيش أن إعلان «أدنوك» عن مشاريع ضخمة في قطاع البتروكيماويات باستثمارات حوالي 400 مليار درهم ستنعكس إيجاباً على الشركات المدرجة في البورصة خصوصاً وأن هناك أعمالاً مشتركة فضلاً عن أن «أدنوك» واحدة من أكبر الشركات النفطية في العالم وتتمتع بسمعة جيدة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
إدراج
من جانبه، قال المحلل المالي وضاح الطه، عضو المجلس الاستشاري لمعهد الأوراق المالية بالإمارات، إن الأسواق الإماراتية حققت أداءً سلبياً في تداولات الشهر الماضي بالتزامن مع تراجع أداء باقي أسواق الخليج بسبب التوترات الجيوسياسية في المنطقة.
وتوقع عودة النشاط للأسواق الشهر الحالي لا سيما وسط التوقعات بإدراج محتمل لسهم «إعمال للتطوير» في مؤشر «أم. أس. سي. أي» للأسواق الناشئة، وبالتالي من المتوقع أن يجذب سيولة جديدة بحدود 50 مليون دولار وهو ما يجعله أكثر جاذبية أمام المستثمرين.
وبين وضاح الطه أن سعر سهم «إعمال للتطوير» لا يزال جاذباً بالنسبة للمستثمرين والمؤسسات خصوصاً مع عزم الشركة توزيع أرباح سخية تفوق متوسط توزيعات الشركات المحلية المدرجة بنحو 50%. ولفت الطه إلى أن اكتتاب «أدنوك للتوزيع» شهد إقبالاً كبيراً، متوقعاً أن يعزز بدء التداول على السهم من أداء الأسواق المحلية لتعوض جميع خسائرها المحققة في نوفمبر الماضي.
سيولة
وقال جمال عجاج مدير مركز الشرهان للوساطة المالية في الأسهم والسندات، إن أداء الأسواق كان متقلباً الشهر الماضي من جميع النواحي من حيث المؤشرات والأسعار وأحجام السيولة. وأضاف عجاج أن بداية التداول على سهم «أدنوك للتوزيع» الشهر الحالي سيعزز كثيراً من مستويات السيولة لا سيما مع تزايد اهتمام المستثمرين بالاكتتاب على هذا السهم منذ انطلاقه.