من بين النصائح المرتبطة بنظافة الأسنان عادة استخدام غسول الفم، وهو سائل يعمل على القضاء على البكتيريا الضارة بالأسنان.
وفقاً لنصائح الخبراء في هذا المجال، يجب أن يكون استخدامه يومياً لأن فوائده متعددة وليست له آثار جانبية، أو هذا ما كان يعتقد سابقاً.
تُحذِر معالجة الأعشاب بأحد مراكز توفير الأطعمة الطبيعية بولاية نيو هامبشاير، بالولايات المتحدة، آنا غورلاي، من غسول الفم الذي يحتوي على الكحول، إذ إنه يجفِّف اللثة ويزيد من فرص الإصابة بالعدوى، وتقترح بدلاً من ذلك اختيار منتجاتٍ طبيعيةٍ للعناية بالفم مثل الشاي أو القرنفل أو الحبهان أو الصعتر، إذ يمكن لأيٍّ منها أن يمنع الرائحة الكريهة للفم بشكلٍ طبيعي، بحسب مجلة The Reader’s Digest الأميركية.
وإذا كنت ترغب في الحصول على غسول تجاري، يوصي دكتور كوميسي باستخدام غسول Peri Active، وهو غسول خالٍ من الكحول يؤدي تأثيره مع مزيجٍ من ثلاثة عناصر نباتية (الخَمَان، والقُنفُذِيَّة الأرجوانية، وكينتيللا أسياتيكا) لتهدئة أي التهابٍ ولعلاج الفم بشكل طبيعي.
مؤخراً، نُشرت دراسة جديدة من قبل باحثين في جامعة هارفارد، سلَّطت الأضواء على منتجات غسول الفم، ذُكر فيها أن الاستخدام المفرط لهذا السائل المضاد للجراثيم يمكنه أيضاً قتل الكائنات الحية الدقيقة المفيدة لصحة الفم، وهو ما قد يؤدي في النهاية إلى زيادة خطر الإصابة بالسمنة والسكري، وفقاً لتقرير على موقع El Español.
من المفترض أن يكون الغرض من استخدام سائل غسول الفم هو القضاء على البكتيريا الضارة، التي تسبب رائحة كريهة، إلا أن الدراسة التي أجراها الباحثون على أكثر من 1200 شخص استخدموا هذا السائل المضاد للبكتيريا بمعدل مرتين في اليوم، قد أثبتت أنه يعمل بصورة عشوائية؛ إذ يقضي كذلك على البكتيريا المفيدة التي تحافظ على صحة الأسنان.
ووفقاً لما توصلوا إليه من نتائج، فإن هؤلاء الأفراد لديهم ما يصل إلى 55% أكثر من خطر الإصابة بمرض ما قبل السكري -ارتفاع نسبة السكر في الدم دون الوصول إلى تشخيص مرض السكري- أو بشكل مباشر داء السكري من النوع الثاني في فترة ثلاث سنوات.
وتجدر الإشارة إلى أنه في الدراسات السابقة، تبيَّن أن سوء نظافة الفم يؤدي إلى مشكلات صحية في أجزاء مختلفة من الجسم. ولذلك، ستكون هذه أول دراسة من شأنها أن تبيّن أن بعض الممارسات الإيجابية نظرياً، ستكون لها أيضاً آثار جانبية سلبية غير مرغوب فيها أو غير متوقعة.
وفقاً لكومودي جوشيبورا، أستاذ علم الأوبئة في كلية هارفارد للصحة العامة، فإن الحقيقة هي أن العديد من المكونات في سوائل تنظيف الفم ليست انتقائية، فهي ليست موجهة ضد بعض البكتيريا، بل يمكن أن تقتل أنواعاً مختلفة منها، شملت هذه الدراسة 1206 أشخاص يعانون من زيادة الوزن، تراوحت أعمارهم بين 40 و65 عاماً في المتوسط، الذين كانوا بالفعل معرَّضين لمرض السكري.
خلال الدراسة، تطور المرض لدى 17% من هؤلاء الأفراد إلى ما قبل السكري، ولكن هذه النسبة ارتفعت إلى 20% لدى أولئك الذين استخدموا غسول الفم مرة واحدة في اليوم، و30% لمن استخدموه مرتين في اليوم.
ويشير البروفيسور جوشيبورا إلى أن البكتيريا التي تقوم بالحفاظ على صحة الفم تعمل أيضاً على الحد من خطر الإصابة بالسكري والسمنة، وأن من بينها بعض التي تنتج أكسيد النيتريك، مما يساعد على تنظيم مستويات الأنسولين والتمثيل الغذائي بشكل عام، بالإضافة إلى حفظ مستوى السكر في الدم. تحتوي منتجات غسول الفم على أنواع مختلفة من المواد، مثل الكلورهيكسيدين، التريكلوسان، كلوريد سيتيلبيريدينيوم، والكحول، والزيوت العطرية والفلوريد والبيروكسيد.
كل هذه المواد لديها قدرة مطهرة، ولذلك فهي قادرة على قتل أنواع مختلفة من الكائنات الحية الدقيقة مثل البكتيريا المفيدة للجسم، وبالتالي فهي تترك الطريق مفتوحاً أمام البكتيريا الضارة الأخرى الناتجة عن عدم تنظيف الفم يومياً.
وذكرت دراسة أخرى نُشرت في وقت سابق من هذا العام في Journal of Periodontal Reserarch المتخصصة في صحة الأسنان، أن بعض البكتيريا التي تعيش في فم الإنسان تعمل على الوقاية ضد مرض السكري والبدانة. من ناحية أخرى، أشارت دراسة أخرى في عام 2013 أيضاً إلى أن غسل الفم يمكن أن يقلل من إنتاج أكسيد النيتريك في الفم، بنسبة تصل إلى 90%، وهو ما من شأنه أن يقلل من هذه المادة في الدم، بنسبة تصل إلى 25%، مما يؤدي إلى تغيرات في ضغط الدم.
في الختام، يحذر باحثو جامعة هارفارد من أن الاستخدام العشوائي لغسول الفم، باعتبار أنه آمن، يمكن أن يضر أكثر مما ينفع، وينبغي أخذ آثاره الجانبية في الاعتبار.
من جهة أخرى، عندما يوضع الشاي على الجلد، يقوم حمض الطنطاليك الموجود في الشاي بإعادة حيوية الجلد، كما يساعد في حالة الأعين المتعبة والمنتفخة.
ويمكنك صنع غسول فم طبيعي باستخدام الشاي المُخمر مرتين، إذ يزيل رائحة الفم الكريهة. أوراق النعناع والشاي الأخضر هي الخليط الأفضل لهذا الغسول.